على أصوات المدافع و الصواريخ , و نحيب الثكالى و المقهورين , صحت غزة و رائحة الموت قد ملأت المكان , و شوارعها تخضبت بدماء الشهداء و الجرحى , تختم عامها بعبث صهيوني يجتاح الإنسانية , و يهدي كل أسرة هناك نعشًا و فوقه وردة , يقدم هداياه ببذخ و سخاء , فتغرق غزة الطاهرة في الظلم و الظلام . لكِ الله يا غزة و أبناؤك قد تناثرت أشلاؤهم ؛ لتحتضن كل أركانك , و تقبل أرضك قبل الوداع و من دمائهم تسقي أراضيك لتنبت رجالاً غداً عنك سيذودون , لقد رحلوا ..! نعم رحلوا . .! رحلوا هم و عامهم سويا , فارقونا و هم يرفعون راية الجهاد رافضين الخضوع و الخنوع .. لك الله يا غزة و هواؤك لوثته أنفاس الخائنين ، و على الضفة الأخرى صمتت الشفاه و أيدٍ تهدهد الضمير العربي حتى يغط في نوم عميق .. فلتصرخي يا غزة بملء فيك فصراخك لن يوقظ من به صمم .. نسأل الله أن يتقبل شهداءك ، و أن ينصر رجالك المجاهدين و يثبتهم على اليقين . --------------------