صلاة الوتر بتسليمة واحدة

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

صلاة الوتر ركعتان أو أكثر ثم واحدة، هل ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه واصل الثلاث الركعات بتسليمة واحدة، وهل إذا كان هذا صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يجلس في كل الركعتين أم لا، وما هي صفتها، وكذلك الدعاء بعد السلام أو قبله أو في السجود،


ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أوتر بثلاث مفصولة يسلم بين الثنتين وأوتر بواحدة، وهذا هو الغالب من فعله -صلى الله عليه وسلم-. أنه يوتر بواحدة وحدها ويفصل ما قبلها، وكان في الغالب يصلي إحدى عشرة يسلم بين كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث سردهن لم يجلس إلا في الأخيرة، وهذا قليل، والغالب أنه يسلم بين الثنتين، أما كونه يصليها كالمغرب هذا مكروه لا ينبغي؛ لأنه تشبيه لها بالمغرب، وقد جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك فلا تُصلَّى كالمغرب ولكن يصليها بالتسليم بين الثنتين ثم يوتر بواحدة، أو يسردها سرداً ويصليها جميعاً من دون الوتر إلا في الأخيرة، هذا هو المشروع، ولكن الأفضل أن يسلِّم بين كل ثنتين، وأن تكون الواحدة مفردة مستقلة، سواء صلى ثلاثاً أو خمساً، أو أكثر من ذلك. - وفيما يخص الدعاء جزاكم الله خيراً؟ ج/ أما الدعاء فالإنسان يدعو بما يشاء، بما أحب من الدعوات الطيبة التي ليس فيها محذور، لكن الوارد أفضل إذا تيسر له دعاءً يحفظه فهو أفضل وله أن يدعو بحاجاته، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك. قالوا يا رسول الله: إذاً نكثر؟ قال : الله أكثر). فلم يحدد دعاء -عليه الصلاة والسلام- بل بين أن كل دعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم يرجى إجابته مطلقاً، لكن إذا تيسر له دعاء معروف عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ودعا به يكون أفضل من غيره، مثل السجود: يقول الله اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره وعلانيته وسره، هذا كان يدعو به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا دعا بغير ذلك: اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك. هذا من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإذا دعا بقوله: اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين فلا بأس، أو قال: اللهم أصلح قلبي وعملي، أو اللهم ارزقني كسباً حلالا. أو زوجةً صالحة، أو ذريةً طيبة، أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة لا حرج في السجود وفي آخر الصلاة وفي كل وقت من أوقات حياته، لكن في السجود أفضل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. ويقول -صلى الله عليه وسلم- : (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم). يعني فحري أن يستجاب لكم. وكان -صلى الله عليه وسلم- لما علم أصحابه التحيات أرشدهم إلى الدعاء. وقال: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو). وفي اللفظ الآخر: (ثم ليختر لنفسه ما شاء). فبين -صلى الله عليه وسلم- أنه يدعو بما أحب, ولا يتقيد بالوارد بل يدعو بما يسر الله له، لكن الدعاء يكون دعاءً طيباً ليس فيه إثم، وليس فيه قطيعة رحم، بل من الدعوات الطيبة النافعة، ولو كانت ما وردت, ولو كان ما سمعها في الأحاديث، والحمد لله، وهكذا في بقية الأوقات يدعو في غير الصلاة، يدعو في الضحى وهو جالس أو في الظهر أو في الليل وهو جالس أو واقف أو يمشي، أو يدعو في صلاة النافلة، الضحى، أو في تهجده في الليل، المقصود أن الدعاء مطلوب، في الصلاة وفي خارج الصلاة والحمد لله.