ان هذا الغلاء المتواصل والمتراكم أصبح يثقل كاهل كل عائلة تمتلك سيارة خصوصية واحدة او أكثر وأصبحت مجبرة على التفكير في الطرق والإجراءات التي تقود إلى التخفيف من وطأة غلاء الوقود على مصروف العائلة العام. تعالوا نفكر معاً كيف يمكننا تقليل الأضرار إلى أدنى حد ممكن او إلغاء أضرار الغلاء وتكاليفه العالية وحتى التوفير وإبقاء مبلغ فائض بالرغم من الغلاء عما كان عليه الوضع سابقاً.
كثيرون منكم فكروا ربما بعدد من الطرق ولكنهم لم يتجرأوا على الأقدام بصورة عملية على تنفيذها ونحن هنا قد لا نأتي بجديد ولكن مجرد قراءة هذه المادة من قبل البعض يجعلهم يقدمون بالفعل على اتخاذ الخطوات الجريئة المطلوبة والتي لا بُد منها وتجعلهم يتأكدون ان تفكيرهم كان صائباً وفي محله.
بالنسبة للعائلات التي تمتلك أكثر من سيارة واحدة - سيارة للزوج وأخرى للزوجة وقد يكون الاستعمال الواحد لكل سيارة هو الوصول إلى مكان العمل بعد توصيل الأولاد إلى المدارس وتبقى السيارة طيلة النهار في ساحة الوقوف دون استعمال إلى حين العودة إلى البيت بعد إنهاء يوم العمل. وفي نهاية الأسبوع عندما تخرج العائلة في مشوارها الأسبوعي تستعمل سيارة واحدة فقط وهي السيارة الجديدة الواسعة التي تحتمل السفر مسافات طويلة.
أما السيارة الثانية في العائلة وان كانت تسير بضع كيلومترات يومياً قد لا تتجاوز العشرين او الثلاثين كم في أقصى حد فإن كلفة الاحتفاظ بها عالية من حيث الصيانة والتصليح والرخصة السنوية والتأمين الإجباري والشامل. ولذلك فإن أي عائلة تستطيع الاستغناء عن السيارة الثانية وان أي مصاريف أضافية تصرفها على السيارة التي تبقى في الاستعمال ستكون قليلة قياساً بالتوفير الحاصل من الاستغناء عن سيارة واحدة وإذا حصل هذا الأمر بالفعل تكون العائلة قد حصلت على دخل إضافي من الاستغناء عن السيارة بالرغم من الغلاء الفاحش في أسعار الوقود. فكروا مليّاً في هذا الاتجاه فأنتم المستفيدون أولا وبعد ذلك تأتي الفائدة للبيئة وللتخفيف من الازدحام على الطرق.
إمكانيات التوفير لمن يمتلك سيارة واحدة
من يمتلك سيارة واحدة للاستعمال الشخصي والعائلي أمامه عدة إمكانيات للتوفير التي تعني في نهاية الأمر تقليل عدد الكيلومترات التي تقطعها السيارة يومياً وشهرياً او تقليل عدد لترات الوقود التي تحرقها السيارة.غالباً ما يبدأ اليوم عند الكثيرين بتوصيل الأولاد الى المدارس أو إلى مكان العمل للزوجة وعادة تكون هذه الأوقات هي ذروة الزحام حيث تنضم الى رتل لا ينتهي من السيارات الخاصة التي تسير ببطء وهذا الأمر يؤدي الى حرق مضاعف للوقود ناهيك عن تعب الأعصاب.
ننصح من ينضمون يومياً الى قافلة الصباح البطيئة بأن يخرجوا مبكراً من بيوتهم قبل بدء الزحام فهم يستطيعون الوصول الى الأماكن التي يقصدونها بسرعة اكبر وبإرهاق أقل. هذه وتبقى في الحال الوسيلة المثلى للتوفير هي استعمال الباصات وهذا يؤدي الى تخفيف الزحام في الصباح، علاوة على ان استعمال الباص بالنسبة للطلاب هو أمر ايجابي واجتماعي ويخلق جواً من النشاط في مطلع اليوم الدراسي . ولا بد أنكم لاحظتم ان الكثير من الطلاب المرفهين الذي يصلون بسيارات أهاليهم الى المدرسة يشتاقون الى استعمال الباص، منجذبين الى الأجواء المسلية، والنقاشات والأحاديث التي تدور بين الطلاب وهذا مفيد من ناحية اجتماعية وتربوية .
استعمال المواصلات في السفر البعيد
الكثيرون من سكان الشمال يسافرون الى تل ابيب او القدس لقضاء حاجاتهم وأشغالهم ومهماتهم، وكما هو معروف فإن الوصول إلى تل-ابيب او القدس في ساعات الزحام الصباحية او في ساعات الخروج المسائية هو أمر صعب للغاية لمن يستعمل السيارة الخاصة، هذا بالإضافة إلى صعوبة إيجاد أماكن الوقوف وما يكلف الوقوف من مبالغ، وأعصاب كذلك.
في كل الأحوال فإن من يسافر بمفرده بسيارته الخاصة الى تل – ابيب او القدس فإن الأمر مكلف للغاية والأفضل له ان يترك سيارته في البيت ويستعمل المواصلات العامة كالباصات وسيارات الأجرة فإن ذلك مجد من ناحية اقتصادية وصحية وراحة أعصاب، اما إذا كان المسافرون أكثر من اثنين فالأفضل استعمال السيارة الخاصة.
لا شك في أن كل من يمتلك سيارة خاصة بدأ يشعر جدياً بزيادة مصروفاته الشهرية على الوقود وكل إنسان أدرى بظروفه الخاصة وبمساره اليومي المعتاد وكم عدد الكيلومترات التي يقطعها.يستطيع كل واحد منكم إعادة النظر في تغيير عاداته بحيث يكون في نهاية اليوم قد قطع مسافات اقل واستهلاك كمية وقود أقل فهذا ممكن لتغطية العجز الناتج عن غلاء الوقود.