الجهر بالقراءة في صلاة الليل

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

الجهر بالقراءة في صلاة الليل

من السائلة م . ع . ح . - الرياض، إذا صلى الإنسان إماما لزوجته في صلاة الليل فهل يجهر بالقراءة في الصلاة أم لا؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.


السنة في صلاة الليل الجهر بالقراءة سواء كان المصلي يصلي وحده أو معه غيره، فإذا كانت زوجته أو غيرها من النساء يصلين معه فإنهن يصلين خلفه ولو كانت واحدة، أما إن كان يصلي وحده فهو مخير بين الجهر والإسرار، والمشروع له أن يفعل ما هو أصلح لقلبه، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ربما جهر وربما أسر)[1]، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه وغيره أنه صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقراءة في صلاة الليل ويقف عند آية الرحمة فيسأل وعند آية الوعيد فيتعوذ وعند آية التسبيح فيسبح[2]، والمعنى عند ذكر الآيات التي فيها أسماء الله وصفاته فيسبح الله سبحانه، وقد قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[3]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((صلوا كما رأيتموني أصلي))[4] أخرجه البخاري في صحيحه. فدلت هذه الأحاديث على أن الجهر بالقراءة في صلاة الليل أفضل، ولأن ذلك أخشع للقلب وأنفع للمستمعين إلا أن يكون حوله مرضى أو نوام أو مصلون أو قراء، فالأفضل خفض الصوت على وجه لا يترتب عليه إشغال المصلين والقراء، وإيقاظ النائمين، وإزعاج المرضى. وإن أسر في بعض صلاة الليل إذا كان وحده فلا حرج لحديث عائشة المذكور، ولأن ذلك قد يكون أخشع لقلبه وأرفق به في بعض الأوقات. والله ولي التوفيق.
[1] رواه الإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (3682)، والترمذي في (الصلاة) برقم (449)، والنسائي في (قيام الليل وتطوع النهار) برقم (1662).
[2] رواه الإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (22750)، ومسلم في (صلاة المسافرين) برقم (772)، والترمذي في (الصلاة) برقم (262).
[3] سورة الأحزاب الآية 21.
[4] رواه البخاري في (الأذان) برقم (631) و (الأدب) برقم (6008) و(أخبار الآحاد) برقم (7246)، والدارمي في (الصلاة) برقم (1253