يقول العلماء إن من طبائع البشر الأصيلة توبيخ الآخرين إذا ما وقعوا في الخطأ.
فقد أجرى علماء بجامعة زيوريخ في سويسرا دراسات على 14 رجلا، قسموا إلى سبع مجموعات، أثناء قيامهم بلعب إحدى الألعاب الإليكترونية، وكلما أخطأ لاعب وبخه زميله.
وقال العلماء، في البحث الذي نشرت نتائجه في دورية العلوم، إن تنبيه الآخرين إلى الخطأ ينشط جزءا في المخ مرتبط بالنشوة والرضا.
وقال العلماء إن ذلك يفسر ميل العديد من الناس لانتقاد الآخرين إذا ما أخطأوا.
ولم يكن مسموحا للرجال بمشاهدة بعضهم البعض أثناء ممارسة هذه اللعبة، وأعطي كل منهم عشر وحدات من النقود، وقيل لههم إنهم قد يحصلون على مزيد من الأرباح إذا وثق كل منهم في زميله.
ومنح اللاعب الأول خيار أن يحتفظ بالمال كله أو أن يعطيه لزميله. فإذا احتفظ به لا يحقق ربحا، أما إذا أعطاه كله لزميله، فستتضاعف أرباح زميله أربع مرات.
ثم يطلب من اللاعب الثاني تحديد ما إذا كان برغب في الاحتفاظ بالمال أو في اقتسامه مع زميله. فإذا رفض اقتسام المبلغ، يطلب من اللاعب الأول تحديد ما إذا كان يرغب في عقاب زميله، وتترك له دقيقة ليتخذ قراره.
وقد اختار ستة من بين السبعة معاقبة زملاءهم، وخلال الفترة التي كانوا يتخذون فيها قرارهم، قام العلماء بمراقبة نشاطهم الدماغي.
واكتشف العلماء أن قرارهم بتوقيع العقوبة على الآخرين أدى إلى حدوث نشاط في منطقة "المخطط الظهري" من الدماغ، وهي منطقة معروفة بارتباطها بالشعور بالاستمتاع واللذة.
وقال العلماء إن اكتشافاتهم تشير إلى أن البشر يستمتعون بطبيعتهم بتوبيخ الآخرين إذا ما كسروا القواعد المألوفة.
وقالوا: "اكتشافنا يدعم الافتراض القائل بأن البشر يشعرون باللذة في عقاب الآخرين على ارتكاب الأخطاء".
غير أن الدكتور مايك إيزاك، استشاري الأمراض النفسية والمحاضر بمستشفى مودزلي بلندن، قال إن الأدلة على هذا الكشف لم تكتمل بعد.
وقال: "من الثابت نفسيا أن البشر يشعرون بلذة التغلب عندما يوبخون الآخرين على أخطائهم، غير أنه من الخطأ القول بإمكانية تتبع ذلك في جزء معين من الدماغ، إننا ببساطة لا نستطيع الحكم على ذلك بمجرد النظر إلى صور النشاط الدماغي".