نفثة دخان واحدة قد تسبب جلطة قلبية كل سيجارة، بل كل نفثة دخان، تشكل خطرا على القلب كشف باحثون في مركز ديكونس الطبي في بوستن في الولايات المتحدة الأمريكية أن كل سيجارة يدخنها المرء يمكن أن تزيد من مخاطر إصابته بالسكتة القلبية
من الحقائق المعروفة أن التدخين المتواصل يفاقم أمراض القلب على الأمد البعيد، لكن الجديد في الأمر هو أن الباحثين اكتشفوا الآن أن هناك مخاطر للتدخين على الأمد القريب أيضا، وهي زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب
والسبب في ذلك يعود إلى أن لكل سيجارة تأثيرا على نظام عمل القلب
ويقول الدكتور موراي ميتلمان من مركز ديكونس الطبي في بوستن إن أهم شيء يمكن أن يفعله المرء لتجنب السكتة القلبية هو الإقلاع عن التدخين، وقد تكون المنفعة فورية
وفي دراسة لمرضى القلب، وجد الباحثون أن الذين دخنوا سيجارة واحدة خلال ست ساعات من ظهور أعراض الأزمة القلبية قد ظهر تخثر في شرايينهم أكبر من التخثر عند من لم يدخنوا لفترة أطول،
وبشكل عام فإن التخثر الدموي يكون أكبر عند المدخنين منه عند غير المدخنين
ومن الثوابت العلمية أن التخثر الدموي أو الجلطة، كلما كان أكبر، ازدادت مخاطر السكتة القلبية وحدتها لأنها ستشكل عائقا في طريق الدم الذاهب إلى القلب، وكلما كانت كمية الدم الواصلة إلى القلب قليلة، ازدادت الأضرار التي يتعرض لها القلب عند حصول الجلطة
وقد درس الباحثون تسعمئة واثنين حالة من مرضى القلب، وقد وجدوا أن حجم كتلة الدم المتخثرة، أو الجلطة، عند أولئك الذين دخنوا سيجارة واحدة قبل ست ساعات من إصابتهم بالسكتة القلبية هو أكبر من التخثر عند أولئك الذين دخنوا سيجارة واحدة خلال أربع وعشرين ساعة من إصابتهم بالأزمة القلبية، بمعدل ثلاثة وعشرين مليمتر مربع إلى اثني عشر ونصف مليمتر مربع
وقال متحدث باسم جمعية أطباء القلب البريطانية إن هذه الدراسة قد تفتح طريقا جديدا للبحث
فقد يتمكن المدخنون خلال خمس سنوات من الإقلاع أن يقلصوا مخاطر إصابتهم بالسكتة القلبية بنسبة خمسين في المئة، وإن هذا البحث يعكس أهمية الإقلاع، إذ بإمكان المرء أن يقلع اليوم قبل غد
وتقول أمندا ستاندفورد من جمعية مكافحة التدخين وترقية الصحة إن هذه الدراسة تشير إلى أهمية الإقلاع عن التدخين خصوصا بالنسبة للذين يعانون من أمراض القلب
وتضيف ستاندفورد أن التدخين هو كالقمار، بل هو أسوأ، فكلما ازددت منه لحقت بك أضرار أكبر، وكلنا نعلم أن المدخنين معرضون للإصابة بأمراض القلب أكثر من غيرهم بنسبة الضعف
وتقول ستاندفورد إن هذه الدراسة توضح كيف تحدث هذه المخاطر، لذلك فإن التعرف على أضرار التدخين حسب ما جاء في هذه الدراسة يجب أن يكون إجباريا لكل الذين بلغوا سن الكهولة
ويذكر أن نتائج هذه الدراسة عرضت في مؤتمر جمعية أطباء القلب الأمريكية