يتعرض 98 في المائة من أطفال غزة يوميا لمصائب الحرب وويلاتها، وفقا لأول دراسة علمية من نوعها في العالم أجريت على احوال أطفال القطاع، طالبت بإنهاء العنف الموجه ضد هؤلاء الاطفال «المنسيين» الذين يواجهون كل يوم صدمات الحرب المزمنة. وقالت الدراسة التي قدمت كأطروحة ماجستير في جامعة كوينز في كنغستون في اونتاريو، إن غالبية أطفال غزة تعرضوا الى غازات القنابل المسيلة للدموع، كما شاهدوا بأم أعينهم بيوتهم وهي تتعرض للتفتيش او الهدم وعمليات إطلاق النار والقتال والتفجيرات. كما أصيب الكثير منهم بجراح او تعرضوا للتعذيب، وذلك بسبب الحرب المتواصلة والمستعرة على مدى أجيال. وأشارت الدراسة التي أجراها جون برينغل الباحث في صحة المجتمع والأوبئة في الجامعة الى أن الطفل المصاب بضربة شديدة في رأسه يتعرض اكثر بأربع مرات لمشاكل نفسية، بينما يصاب آخر بالتعرض للضرب الشديد بنفس النسبة تقريبا لحالة تشتت التركيز. اما الذين شاهدوا عمليات القتل فيصابون بالتوتر الناجم عن الصدمات. ويشهد أطفال المخيمات خمس مرات أكثر من نظرائهم عمليات تثير صدمتهم. يذكر ان الاطفال يشكلون 47 في المائة من سكان غزة. وووفقا للدراسة التي أورد خلاصتها بيان صحافي للجامعة، فان غزة ظلت أرضا محتلة لفترة طويلة، وانها لا تزال كذلك، إذ ان اسرائيل لا تزال تسيطر على جميع حدودها البرية وأجوائها ومصادر مياهها، وقد وصفت بأنها «اكبر مركز اعتقال مفتوح في العالم، وتضرب بالقنابل في الوقت الذي تتساقط فيه على لبنان حاليا». وتعتبر دراسة برينغل لأوضاع الأطفال النفسية في غزة، أول تحليل من نوعه للبيانات التي تم الحصول عليها في إطار «المسح الصحي لأطفال غزة»، ودراسة للعلاقة بين صدمات الحرب وبين المشاكل النفسية للأطفال.