تكرار الفاتحة في الصلاة
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
إنني أعيد قراءة الفاتحة عدة مرات أثناء الصلاة؛ لأنني أخطئ في قراءتها، فما حكم ما فعلت؟
هذا غير مشروع، السنة أن تُقرأ مرة واحدة، تقرأ قراءة مرتلة، تتدبرها، وبتعقلها حتى تؤدي الحروف كما ينبغي. أما التكرار فمكروه، لكن إذا غلطت فيها تعيد ما غلطت فيه، إذا غلطت في آية تعيد الآية وما بعدها، أما أن تكررها يعني من بعد الوسوسة هذا لا ينبغي، بل هو مكروه، وكذلك من باب الاحتياط مكروه، كان النبي يقرؤها مرة واحدة -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا أصحابه -رضي الله عنهم وأرضاهم- والخير كله في اتباعه -صلى الله عليه وسلم- واتباع أصحابه، والبدع كلها شر. فأنت إذا تيقنت غلطاً في الآية تعيد الآية بإصلاح الخطأ، ولا تعيد السورة كلها، فإذا قلت مثلاً: (إياك نِعبد!). تعيد تقول: (إياك نَعبد). أو قلت: (اهدنا الصراطُ! المستقيم) تعيدها: (اهدنا الصراطَ المستقيم). مع أن الرفع لا يضر في هذا، ما يغير المعنى. أو قلت: (الحمد لله ربَّ! العالمين) ثم انتبهت وعدت وقلت: (الحمد لله ربِّ العالمين) بالخفض، هذا هو الصواب، ولكن النصب لا يضر، لو قلت: الحمد لله ربَّ العالمين ما يضر الفاتحة ؛ لأن المعنى لا يتغير. أو قلت: (الحمد لله ربُّ! العالمين) ما يضر المعنى. فالحاصل أن اللحن الذي ما يغير المعنى ولا يؤثر في المعنى لا يضر القراءة، لكن لو أعاد الآية فأصلحها على الوجه الأكمل لا بأس. أما الذي يحيل المعنى لابد من إعادة الآية، لو قرأ: (اَهدنا) بفتح الهمزة، يعيد الآية يقول: (اهدنا) يعيدها بكسر الهمزة (اهدنا الصراط المستقيم). أما لو قرأ (إياكِ! نعبد) هذا غلط، يخاطب امرأة! ما يصلح، لابد يعيد القراءة يقول: (إياكَ نعبد). أو قرأ: (صراط الذين أنعمتُ!) هذا غلط، يعيد الآية، يقول: (صراط الذين أنعمتَ) يخاطب الرب -جل وعلا-، أو يقول: (أنعمتِ!) هذا غلط خطاب المرأة، هذا يعني ضمير امرأة: (أنعمتِ) ما يجوز، يغير المعنى، لابد يعيد الكلمة يقول: (صراط الذين أنعمتَ عليهم) يخاطب الرب -جل وعلا-، هو المنعم -سبحانه وتعالى-. فالحاصل أن اللحن الذي يغير المعنى يجب أن يعيد الآية حتى يصلح اللحن، ولا حاجة إلى أن يعيد السورة كلها.