بدأ الحلاق الفليبني يقص شعري فقلت في نفسي هذه فرصة ذهبية للحديث معه فلعله يفيدني أو أفيده فسألته: هل أنت متزوج؟ فقال : لا فقلت له: وكم عمرك؟ قال 30 سنة ثم سكتُّ فعلـَّق على سؤالي بأنه لا يرغب بالزواج أبدا لأنه يريد أن يعيش حراً ولا يريد تحمُّل المسؤولية فحاولت اقناعه بالزواج إلا أنه رفض وقد علمت من خلال الحوار معه أنه غير مسلم ، وبعد خروجي من عنده تذكرت مجموعة من الشباب الذين جلست معهم يوما وقد تبنوا فكرة العزوف عن الزواج " والعيش حرا " علما بأن هذه الفكرة بدأت تنتشر في العالم اليوم والجيل الناشئ يشجِّعها كثيرا بحجة الحرية وعدم الرغبة في تحمُّل المسؤولية كما أن هناك اتجاها آخرا في العالم لا يشجع الزواج بل ويحرمه وهم الرهبان والقساوسة حتى وصل الحال لوجود دولة كاملة من غير زواج ولا أطفال وهي دولة الفاتيكان.... في روما بإيطاليا تعداد سكانها لايتجاوز 1000 نسمة كلهم من الرهبان والراهبات الشباب وكذلك المسنين الذين شابوا داخل دولتهم دون أن يُسمح لأي منهم بإنشاء أسرة.. فماذا كانت النتيجة ؟ فقد ذكر "ماركو بوليتي" كاتب السيرة البابوية في أحدث كتبه " الاعتراف " أنه توجد شبكة كبيرة من القساوسة ورجال الدين بالكنيسة الكاثوليكية في روما في مناصب مختلفة يمارسون العادات الجنسية الشاذة ويعيشون في حالة من الرعب خوفًا من كشف أمرهم. وقد أشار الكاتب الذي يغطي شئون الفاتيكان في جريدة " لا ريبابليكا " أنه وجد صعوبة في العثور على ناشر لنشر هذا الكتاب – الاعتراف - الذي باع منه (5) آلاف نسخة في ثلاثة أسابيع مشيرًا إلى أنه بالرغم من ذلك فإن الكتاب لقي هجومًا شديدًا من جانب الفاتيكان الذي زعم أنه لا يُعنى كثيرًا بشئون القساوسة ومعاناتهم ...! وفي تحقيقات نشرتها ( الديلي ميل ) عام 1970م ذكرتْ أنَّ الإحصائيات تدل على أن ما يقرب من ثمانين بالمائة من الرهبان والراهبات ورجال الكنيسة يمارسون الزنا... وأن ما يقرب من أربعين بالمائة منهم يمارسون الشذوذ الجنسي!!! فلا منهج الحلاق الفلبيني ومن سار على دربه يمكن أن يكون صحيحا وكذلك منهج الرهبان لن يكون صحيحا وكما قال تعالى (ورهبانية ابتدعوها ) إنما المنهج الصحيح هو ما وجَّهنا به كتاب ربنا وسنة نبينا من تحقيق الخلافة بالأرض وعمارتها من خلال الزواج والتناسل..