قال مؤتمر التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة إن تكلفة الوصلات السريعة بالانترنت والوصول إلى البنية التحتية العالمية للشبكة في الدول الفقيرة أكثر من الدول المتقدمة. وقال المؤتمر إن هذه الحقيقة تعني أن هذه الدول تفتقر إلى سبل التجارة الالكترونية. والمح بيان المؤتمر إلى أن أخطار الجرائم التي ترتكب عبر الشبكة تشوه من المزايا المفترضة للانترنت في الدول المتقدمة. وصدر التقرير قبل القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي عقدت في تونس بحضور قادة العالم وخبراء دوليين لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بالشبكة الدولية للمعلومات. وكشف تقرير مؤتمر التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة عن أن هناك فروقا كبيرة بين الأعمال التي تسير في الدول النامية والدول المتقدمة عندما تقارن تكلفة توصيل هذه الأعمال بالشبكات الدولية. وتعني هذه النتيجة أن الشركات في الدول النامية لا تتمكن من الاستفادة بشكل كامل من الفوائد الاقتصادية لاستخدام الانترنت. ووصلت نسبة الشركات التي تدار عبر الانترنت إلى 89% في الاتحاد الأوروبي، وهي النسبة التي فاقت كثيرا نظيرتها في الدول الأقل تقدما. ويقول التقرير إن هناك فروقا كبيرة بين الدول النامية وبعضها أيضا، ففي حين وصلت النسبة للشركات على الشبكة 9% فقط في تايلاند، وصلت النسبة في ترينداد وتوباجو إلى 77%. وبالرغم من هذه النتائج، فان معدل توصيل الشركات بالانترنت في نمو في الدول النامية، وان كان بطيئا، وتشهد إفريقيا أعلى معدلات النمو في هذا المجال. وأوصى التقرير بأن تقليل الفجوة بين الدول النامية والمتقدمة في استخدام الانترنت في إدارة الأعمال يمكن تحقيقها من خلال توفير الحصول على الخطوط السريعة للانترنت بتكلفة ارخص، ووجود أنظمة مناسبة لإدارة الأعمال تتصف بالأمان والفاعلية، ووجود منافسة اكبر في سوق توفير خدمات الانترنت في الأسواق المحلية للدول النامية، بالإضافة إلى مساندة دولية لخدمات توفير الانترنت في الدول النامية. تزايد استخدام المحمول في افريقيا وعلى صعيد خدمات الهاتف المحمول فإنها توفر شريان الحياة للعديد من الأعمال والمجتمعات بشكل متزايد. وبالرغم من أن بعض المناطق النائية يستخدم عدة أشخاص فيها هاتف جوال واحد، إلا أنها فتحت مجالا للأعمال الصغيرة للوصول إلى معلومات هامة. وفي إفريقيا زاد عدد مستخدمي الهاتف الجوال من 15 مليونا في عام 2000 إلى أكثر من 80 مليونا عام 2004. وابرز التقرير أن قضية الفجوة الرقمية تتلخص في تكلفة توصيل خدمة الانترنت في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة، وخاصة الوصلات السريعة. وخلص التقرير إلى أن اقتصاديات الدول النامية متأخرة بشكل واضح في مجال الوصلات الرقمية فائقة السرعة broadband. وحتى الدول التي لم تأت في ذيل قائمة التأخر الرقمي مثل جنوب إفريقيا ومصر وتونس اقتصرت نسبة الوصلات فائقة السرعة لديها على اقل من 1%. وارجع التقرير ارتفاع تكلفة الخدمة في الدول النامية إلى الافتقار إلى البنية التحتية بما يجعل التفاوض على تكاليف بدء الخدمة مع الشركات الدولية التي تتحكم في توفيرها وربط هذه الدول بالبنية التحتية للشبكات الدولية صعبا، وينتج عن أسعار مرتفعة. عنان دعى الى تضييق الفجوة الرقمية دعا الأمين العام السابق لللأمم المتحدة كوفي عنان دول العالم إلى بذل المزيد من الجهد لتضييق الفجوة التكنولوجية بين الأغنياء والفقراء. وردا على هذه الانتقادات قال عنان "أنا مدرك أن هناك مشكلات، ولم اقرأ فقط عنها، بل طرحتها على أعلى المستويات التي وصلت للرئيس التونسي، ولكن أحيانا عندما تنظم مثل هذه المؤتمرات في دول مثل تونس أو غيرها، تضعها تحت الأضواء، وينتج ذلك عن مناقشة أوضاع حقوق الإنسان وقضايا أخرى، بما يساعد بشكل واضح في إحراز تقدم فيها". ومن احد الأهداف الرئيسية للأمم المتحدة للتنمية في الألفية الجديدة توصيل كل القرى في العالم للانترنت بحلول عام 2015. ولكن على مستوى العالم فان نسبة 14% فقط من السكان من مستخدمي الانترنت مقارنة بـ62% في الولايات المتحدة. وقال عنان "للكثير جدا من الناس، تبقى مكاسب استخدام تكنولوجيا المعلومات بعيدة المنال". وأضاف الأمين العام السابق للمنظمة الدولية "نحن نتوق بشدة، ليس لامتلاك الأشخاص التكنولوجيا، ولكن لما يمكن أن تجعله التكنولوجيا ممكنا". وقال عنان "العقبات ذات طبيعة سياسية أكثر منها مادية، فمن الممكن خفض تكاليف توصيل الشبكات وأجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول". دعم ام استثمار؟ إلا أن التمويل يبقى مشكلة أساسية. ويعتزم صندوق أنشئ تطوعيا لدعم المشروعات الرقمية المساعدة في تمويل المشروعات التكنولوجية في الدول النامية، إلا أن الصندوق لم ينجح حتى الآن إلا في جمع 6.4 مليون دولار هي مجموع المبالغ النقدية والتعهد بتبرعات. لكن كثير من الدول الغنية حذرة بشأن توفير المزيد من الدعم للدول الفقيرة في هذا المجال، قائلين إن على هذه الدول بدلا من ذلك أن تعمل على استقطاب الاستثمارات الأجنبية الخاصة. وقال مساعد وزير التجارة الأمريكي "التحدي الذي يواجه الدول النامية هو ضمان وجود البنية التحتية لديها والقواعد والأطر القانونية والأسواق التي تجتذب استثمارات تستغل التكنولوجيا التي نراها هنا في هذه القمة". وعن الاتفاق الخاص بالسيطرة على الانترنت قال المسؤول الأمريكي "المستقبل مشرق أمامنا، الحرية تدق أجراسها للانترنت". وكانت دول مثل الصين وإيران تضغط من اجل إنشاء هيئة دولية تحت إشراف الأمم المتحدة لمراقبة الانترنت.