بدأ الصاروخ الأوروبي أريان 5 ليل أمس السبت حملة إطلاقه الختامية للعام 2008 وذلك بحمله على متنه قمرين صناعيين تابعين لشركة يوتيلسات من قاعدة كورو الفضائية ووضعهما في المدارين المخصصين لهما.
فقد تم وضع القمرين هوت بيرد 9 (Hot Bird 9) ودبليو تو إم (W2M) على المدارين المطلوبين بغرض قيامهما بتزويد خدمات البث التلفزيوني والإذاعي وخدمات الاتصالات المختلفة.
وبإطلاقه القمرين الأخيرين، يكون أريان 5 قد قام بست رحلات إلى الفضاء الخارجي خلال عام واحد، وذلك بالإضافة إلى بدئه العام الحالي أيضا تزويد خدمته لمحطة الفضاء الدولية آي إس إس (ISS).
وسيظل الدور المناط بأريان 5، رغم ذلك، هو كونه وسيلة إطلاق وحامل للأقمار الاصطناعية التجارية.
وبإطلاقه لقمرين اصطناعيين ليلة السبت، يكون الصاروخ الأوروبي أريان 5 قد قام بإطلاق 42 قمرا اصطناعيا حتى الآن، بالإضافة إلى نقله "جولز فيرن" إلى محطة الفضاء الدولية في شهر مارس/آذار الماضي.
أما في ما يخص مشاريع الإطلاق التي سيقوم بها أريان 5 العام المقبل، فتشمل إطلاقه منظاري الفضاء التابعين لوكالة الفضاء الأوروبية هيرشيل وبلانك.
وسيتم إرسال هيرشيل وبلانك إلى مواقع للمراقبة والرصد تقع على مسافة 1.5 مليون كيلو متر عن كوكب الأرض، وذلك بهدف دراسة الكون عن طريق التقاط وتحليل موجات المايكروويف (الكهراطيسية القصيرة جدا) والأشعة تحت الحمراء في المناطق البعيدة.
وكان أريان 5 قد تمكن مؤخرا من استعادة ثقة السوق به بعد الفشل الكبير الذي مُني به عندما انحرفت الحمولات الكبيرة من الصاروخ عن المسار المخصص لها ودُمرت آليا بعد أربع دقائق من انطلاق الرحلة التي كان يقوم بها في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2002.
وعلى الرغم من تلك الانتكاسة وهبوط أريان 5 في عام 2003 أيضا، إلا أن الشركة المشغلة (أريان سبيس) ظلت اللاعب المهيمن على سوق إطلاق الأقمار الصناعية التجارية في العالم حتى اليوم.
وكانت شركتا أريان سبيس وإيدز سبيس للنقل قد وقعتا صفقة في شهر مايو/آيار من عام 2004 قضت بإنشاء 30 مركبة إطلاق من طراز أريان 5 ووصلت قيمة الصفقة حينذاك إلى نحو 3 مليارات يورو.