ذنب تارك الصلاة
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
سؤال آخر مختصر جداً لكنه كبيرٌ للغاية يقول: ما هو ذنب تارك الصلاة؟
ذنب تارك الصلاة عظيم؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة فمن تركها فقد كفر، ومن جحد وجوبها فقد كفر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، خرجه الإمام أحمد ، وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة بن حصين - رضي الله عنه -، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، خرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- وفي الباب أحاديث كثيرة تدل على كفر تارك الصلاة، وهذا هو القول الصحيح من أقوال أهل العلم، أن تاركها يكفر وإن لم يجحد وجوبها ، وقد نقله التابعي الجليل عبد الله العقيلي عن الصحابة-رضي الله عنهم وأرضاهم- قال: "كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- لا يرون شيئاً تركه كفر غير الصلاة"، نقل هذا عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل عن الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم- و عن نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما- كان عمر يكتب إلى عماله، عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – كان يكتب إلى عماله ويقول: "إن أهم أمركم عند صلاتكم، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع". وقال- عليه الصلاة والسلام- يوماً بين أصحابه لما ذكر الصلاة قال: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نوراً ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف)، وهؤلاء من صناديد الكفرة نعوذ بالله،وذك يدل على أن تاركها كافر يحشر مع هؤلاء نعوذ بالله لأنه إن شغله عنها الرياسة والملك شابه فرعون فيحشر مع فرعون والعياذ بالله إلى النار، وإن شغله عنها الوزارة والوظيفة شابه هامان فيحشر معه إلى النار يوم القيامة نسأل الله العافية، وإن ترك بأسباب أمواله وشهواته شابه قارون تاجر بني إسرائيل الذي حمله كبره وتعظيمه للمال وللدنيا حمله ذلك على الامتناع من اتباع موسى والبقاء على كفره بالله نعوذ بالله من ذلك، فخسف الله وبداره الأرض نعوذ بالله، وإن شغله عن الصلاة تجارته شابه أمية بن خلف فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وأبي هذا تاجر أهل مكة من الكفار قتل يوم أحد، فالواجب الحذر من إضاعتها والواجب المحافظة عليها والاستقامة عليها، فهي عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع نسأل الله للجميع الهداية.