الفرق بين من يترك الصلاة عمداً أو تهاونا؟
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
هل هناك فرق بين من يترك الصلاة، عمداً أو تهاوناً، أو تكاسلاً؟
نعم مثلما تقدم، الفرق بينهما أن من ترك الصلاة عمداً جاحداً لوجوبها أو مستهزئاً بها فهذا يكون كافراً عند جميع العلماء مرتداً عن الإسلام، نسأل الله العافية، يجب قتله؛ لأنه بدل دينه، لأنه كذب الله ورسوله باعتقاده عدم وجوبها، أو باستهزائه بها، والله يقول: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة: 65-66]، أما الذي يتركها تهاوناً ويقول: أنا أؤمن بها وأنا أعرف أنها واجبة وفريضة، يعترف بهذا، ولكنه يتساهل فلا يصلي أو يصلي الجمعة دون غيرها، أو في رمضان دون غيره، فهذا هو الذي هو محل الخلاف، ذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكون كافراً كفراً أصغر، وظلماً أصغر، وفسقاً أصغر ما دام يقر بالوجوب فلا يكون كفره كفراً أكبر، مثلما جاء في الحديث الآخر: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، ومثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: إنه ........ من آبائكم، ومثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اثنتان في الناس هما كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت)، قالوا: هذا كفر دون كفر، فيكون قوله -صلى الله عليه وسلم- في حق التارك للصلاة، (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، يعني كفراً أصغر، وهكذا يقولون في الحديث الآخر: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، قالوا: يكون المراد بهذا الكفر والشرك الكفر الأصغر والشرك الأصغر. وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه كفر أكبر، وإن لم يجحد وجوبها، لأنها عمود الإسلام، ولأنها أعظم الأركان كما تقدم، بعد الشهادتين، ولأن من ضيعها أضاع دينه، فلهذا قالوا: إنه كفر أكبر، وإن لم يجحد وجوبها، قالوا: ولأن إطلاقا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد كفر يدل على الكفر الأكبر، ولأن قوله أيضا -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك)، يدل على الكفر الأكبر، يعني كفر معرف بأل، وشرك معرف بأل، وهذا ينصرف إلى كفر أكبر، قالوا: ولأن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- اتفقوا على تكفير تارك الصلاة، ولم يتفقوا تكفير تارك الزكاة والصيام، إذا لم يقاتل دون ذلك، ولم يستهزئ بذلك، وذلك لما رواه التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي، قال: لم يكن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر، غير الصلاة، وذكر عن الصحابة جميعاً أنهم يرون ترك الصلاة كفر، يعني وإن لم يجحد الوجوب، والله المستعان.