حكم الشواغل التي تعرض للمصلي
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
إنني عندما أصلي تتبادر إلى ذهني أفكار شتى، عند الركوع, أو السجود, أو القيام، وأحاول التخلص من التفكير بهذه الأشياء، للعلم أنها قد تكون تافهة وسرعان ما تعود، وخاصة إذا حصلت من أمر من الأمور وقمت للصلاة، فإني وبدون قصد مني أفكر في هذا الأمر وتلك المشكلة أثناء الصلاة، فما الحكم في ذلك، وهل علي إثم، وما الوسيلة للتخلص من هذه المشكلة، وهل صلاتي مقبولة؟
ينبغي للمؤمن إذا قامت الصلاة أن يستحضر أنه بين يدي الله, وأنه يعبده كأنه يراه حتى تزول عنه الوساوس والأفكار الرديئة, فالنبي-عليه الصلاة والسلام-لما سئل عن الإحسان قال: (أن تعبد كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فينبغي لك أيها المؤمن وهكذا المؤمنة ينبغي للجميع استحضار عظمة الله عند الدخول في الصلاة, ويستحضر أنه قائم بين يدي الله يرجو رحمته, ويخشى عقابه, ويتلو كتابه العظيم فينبغي له في هذه الحال أن يجمع قلبه على الله, وأن يحضر بقلبه بين يدي الله حتى تبتعد عنه الوساوس, وحتى تزول عن الأفكار الرديئة, فإن الشيطان عند ذكر الله يخنس, وعند الغفلة يأتي ويحضر, فينبغي لك يا عبد الله أن تستحضر عظمة الله بقلبك, وأن تذكره بقلبك مع لسانك, وأن تجتهد في البعد عن هذه الأفكار الرديئة والوساوس التي تبتلى بها, ومن ذلك إذا كثر عليك هذا الأمر تنفث عن يسارك ثلاث مرات ولو أنك في الصلاة, وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, أعوذ بالله من الشيطان) كما أوصى النبي بهذا عثمان بن أبي العاص، فإنه اشتكى إليه عثمان بن أبي العاص أنه يجد هذه الوساوس في الصلاة فأرشده إلى أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويتعوذ بالله من الشيطان ففعل ذلك فزالت عنه الوساوس, فأنت يا أخي مثل ذلك إذا شدت عليك الوساوس فانفث عن يسارك ولو أنت في الصلاة ولو كنت في الصلاة تنفث عن يسارك ثلاث مرات وتتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويزول عنك إن شاء الله, ولكن إذا حضرت في الصلاة بقلبك واستحضرت عظمة الله وأنك بين يديه فإنه بإذن الله يزول عنك الوسواس, وتزول عنك الأفكار الرديئة, أما الصلاة فصحيحة الوسوسة لا تبطل الصلاة، بل الصلاة صحيحة ولكن إذا فعل الإنسان ما يبطل عنده الصلاة بسبب الوسواس والسهو ليس من السهو مثلاً إذا قام عن التشهد الأول ناسياً, أو نسي التسبيح في الركوع أو السجود ناسياً, أو نسي أن يكبر التكبيرات التي بعد الإحرام مثل تكبيرة الركوع أو تكبيرة السجود ناسياً فإنه يسجد سجود السهو قبل أن يسلم، أما التكبيرة الأولى فلا بد منها، لا بد منها ما تسقط لا سهواً ولا غيره, فالذي لا يأتي بالتكبيرة الأولى لا صلاة له, وأما التكبيرات الأخرى فإنها واجبة على الصحيح, وإذا سها في شيء منها وجب عليه سجود السهو، وهكذا لو ترك التشهد الأول ناسياً وقام إلى الثالثة ولم يجلس فإنه يسجد للسهو قبل أن يسلم ركعتين يسجد سجدتين قبل أن يسلم يكفيه ذلك, وهكذا لو نسي ركوعاً أو سجوداً ساهياً فإنه يرجع....يرجع ويتمم ركعته فإن لم يتأكد إلا بعد ذلك في ركعة أخرى أتى بركعة بدلاً منها أتى بركعة بدل الركعة التي ترك ركوعها ساهياً أو سجودها ساهياً، والحاصل أنه يحارب الشيطان بالحضور بين يدي الله بقلبه وتذكر عظمة الله, وجمع قلبه على الله-جل وعلا-حتى يزال عنه الوساوس وحتى تزول الأفكار الرديئة, وهذا السهو الذي قد يعرض له والأفكار لا تبطل صلاته لكن تنقصها وتضعفها, فعليه أن يستعين بالله, وأن يسأله التوفيق والهداية والعون على الشيطان, وأن يستعيذ بالله من الشيطان أيضاً ولو في أثناء الصلاة إذا كثر عليه الوسواس، نسأل الله للجميع الهداية.