قمح طبي يخفض الوزن ويعالج أمراض القلب

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : مــروة رزق | المصدر : www.moheet.com

 

اتجهت أنظار العلماء مؤخراً إلى ما يسمي بالهندسة الوراثية أو النبات المعدل جينياً، وهي تقنية استخدمها العلماء لإدخال جين "مورثة" معين في المحصول لتعزيزه بخصائص جديدة ومميزة تجعله مقاوماً لأحد الأمراض الخطيرة التي تصيب البشر.ويأتي استخدام القمح على قائمة اهتمامات الناس من أجل الحصول على خبز وحلويات ومعجنات أفضل، الأمر الذي نجح فيه المخترع المغربي عبد السلام بنغازي عن طريق إضافة عناصر مؤثّرة طبيّاً إلى القمح، فأنتج أنواعاً منه تساعد الذين يعانون أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم على تخفيض معدلات الكوليسترول والسكر وتنظيم الضغط الشرياني.وأوضح بنغازي أن هذا النوع من القمح يساعد على رفع معدلات الكوليسترول النافع ويساهم في مكافحة تجلّط الدم من خلال مساعدته على تليين الأوعية الدموية وتشتيت الصفائح.وتحتوي هذه الأنواع الجديدة من القمح على مواد تساعد في مقاومة أمراض الجلد والتهاب المفاصل والالتهاب المزمن للأنبوب الهضمي، كما أنه غني بالألياف الغذائية القابلة للذوبان، نظراً لوجود مواد نباتية طبيعية  مثل "أوميجا3" والفوسفور والمغنيسيوم والكالسيوم، مما يفيد خصوصاً مرضى القلب ومن يعانون من التجلّطات الدموية؛ إضافة إلى قدرة هذا القمح الصحي على مساعدة الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية لخفض الوزن.

وفي نفس الصدد، تمكن فريق بحثي من المعهد القومي لعلوم الليزر من إنتاج سلالات جديدة من القمح تحمل جيناً مقاوماً للملوحة‏، وذلك عن طريق استخدام آليات شعاع الليزر، مما يعني إمكانية التوسع في إنتاج القمح كمحصول استراتيجي في الأراضي الصحراوية التي تروى بالمياه الجوفية عالية الملوحة.‏

وأشار الباحثون إلى أن مجموعة من شباب الباحثين في المعهد قاموا بتصميم أول آلية مصرية 100% ‏ تستخدم شعاع الليزر المركز ضوئياً ليصبح قطره أقل من الميكرون‏10-6‏ م‏‏ ، وذلك لنقل الجين إلي داخل الخلايا‏،‏ مما يمهد الطريق لآلية علمية متطورة يمكن اللجوء إليها لتحسين السلالات النباتية والحيوانية.

واستخدم الباحثون أيضا نظاماً ميكانيكياً للحركة الآلية من خلية إلي خلية‏ في حدود من‏2-40‏ ميكرون مصغر، وتتناغم هذه الحركة مع انطلاق نبضة الليزر‏، حيث‏ أمكن نقل الجين إلي نحو مليوني خلية في الجنين غير الناضج للقمح‏ "مزارع الأنسجة"‏ في أقل من ساعتين وبنجاح فائق‏‏ مقارنة بأحد أكثر الآليات التي كانت تستخدم من قبل وهي آلية مدفع الجينات‏.‏

وتمثلت نتائج هذه التجربة في نقل الجين المقاوم للملوحة وعمله في الوسط الجديد بكفاءة غير مسبوقة دون الإضرار في التركيب الميكروني المصغر للخلايا من الداخل والخارج ، وعدم حدوث تشوه لشفرة‏ "دي إن إيه" في النبات المنقول له الجين قبل وبعد نقل الجين إليه وانتظام عملية النقل باستخدام آليات زراعة الأنسجة‏.‏

يذكر أن النتائج البحثية لهذه التجربة قد حظيت باهتمام الأوساط العلمية العالمية في الخارج بعد نشرها في مجلة‏ P.P.S العالمية‏،‏ واعتبر فريق البحث رائدا في هذا المجال، بينما اعتبر معمل نقل الجينات بالمعهد القومي لعلوم الليزر واحداً من أنجح المعامل في العالم.

وعجائب الهندسة الوراثية لا تتوقف....

تمكن علماء من نيوزيلندا من تطوير نوع من البصل لا يتسبب بذرف الدموع، ولكن الأمر سيستغرق عشر سنوات علي الأقل لطرح هذا النوع من البصل في الأسواق.

وأشار علماء إلى أنهم تمكنوا من خلال استخدام الهندسة الوراثية من التخلص من المادة التي تسبب ذرف الدموع لدي تقطيع البصل، مؤكدين أن العلماء تمكنوا بعد ست سنوات من الأبحاث من وضع حد لتساقط الدموع خلال تقطيع البصل.

ويعتقد العلماء الذين عملوا مع فريق في اليابان أنهم تمكنوا من اختراق الرمز الجيني للبصل وتعطيل الإنزيم "الخميرة" التي تجعل الناس يذرفون الدموع لدي تقطيع البصل، مشيرين إلى أنهم إذا قاموا الآن بأخذ بصلة عادية وشمها فستشم رائحة حادة، ولكن إذا أخذت بصلة "من البصل المعدل" فلن تشم أي رائحة، ومن خلال هذه الرائحة يتم التعرف على أن مركبات الكبريت المسؤولة عن النكهة ما تزال في البصل.

ونجح باحثون متخصصون من مركز نيوي يار الفرنسي في إنتاج طماطم معدلة وراثياً برائحة الورد والليمون.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الطماطم المعدلة وراثياً تشبه في رائحتها الورد و"الليمون"، ويغلب عليها اللون الزهري، حيث تحتوي علي خمسين بالمئة أقل من مادة "الليكوبين" وهي مادة مضادة للأكسدة، وهي التي تعطي اللون الأحمر لهذه الثمرة.

وفي نفس الصدد، تمكن مركز البحوث الزراعية المصرية من تطوير عدة أنواع جديدة من الأرز مزودة بالبروتين والفيتامينات ومقاومة لأمراض السكر والكلي وترفع القيمة الغذائية لوجبات الأطفال‏.‏

وأشار الدكتور‏ عبدالسلام دراز رئيس البرنامج القومي للأرز، إلى أن الأنواع الجديدة تشمل الأرز الذهبي، وهو أرز طويل الحبة معامل بالفيتامينات والأرز الأسود، يحتوي علي نسبة عالية من البروتين، بينما الأرز العطري‏ "الياسمين‏"‏ تفوق جودته جميع الأصناف الموجودة في معظم الأسواق الخارجية‏.‏

كما تمكن باحثون في جامعة لينكولن بولاية نيبراسكا الأمريكية، من إضافة صفة وراثية جديدة لفول الصويا تحميه من تأثير مبيد "ديكامبا" المضاد للآفات النباتية.

وأوضح فريق البحث تحت إشراف البروفيسور مارك بيرنس في دراستهم التي نشرت في مجلة ساينس الأمريكية، أن هذا الإنجاز العلمي الجديد يمهد طريقاً جديداً لمقاومة الآفات النباتية بشكل غير ضار بالبيئة.

وأضاف الباحثون أن النباتات التي تحمل هذه المادة الجينية الإضافية تحلل سم "ديكامبا" إلى مركب غير ضار بالبيئة، في حين أن الآفات الزراعية والتي لا تحمل هذه الصفة الوراثية الإضافية "التي مصدرها بكتيريا في التربة" فإنها تذبل وتموت.

وقد وجد فريق البحث أن الجرعة التي يتغلب عليها فول الصويا الجديد من مادة "ديكامبا" لم تترك سوى حفنة من الأوراق الجافة من النباتات الأخرى التي استخدمت لمعرفة مدى تأثرها بـ"ديكامبا" مقارنة بالفول الصويا المعدل وراثياً.