يحتاج الأطفال التوحديون في ألعابهم مزيداً من تجارب الحياة الواقعية و ذلك من خلال توفير أنواع الألعاب ذات النمط المحسوس و المقرب من أشكال بلاستيكية للأطعمة (الموز , التوت , التفاح , البرتقال , الجبن , السندويش) و هياكل تشكيلية من كعكة عيد الميلاد و الأدوات المطبخية و الأدوات الطبية و المهنية الأخرى مثل أدوات النجارة و الحدادة و الزراعة حتى تقترب منه فكرة الحياة بشكل تدريجي , و مجموعة هذه الأشكال و الألعاب المادية المتقاربة للأدوات الحقيقية تُعطي الخبرات الحياتية المهنية للمستقبل و هناك أشكال أخرى للألعاب من البيوت و الكراجات و أحواض السباحة و الحيوانات و السيوف جميعها تُعطى للتوحديين ليستخدمونها في اللعب و يلهون بها مع الإرشاد و التوضيح باستمرار لكي تتحقق العملية المستهدفة من هذه اللعاب الرمزية للحياة الواقعية, و من ثم الإختلاط و الإقتراب من جديد إلى أرض الواقع, مما يكون له أثر إيجابي لحياتهم العملية المستقبلية.
إن إشراك أطفال ذوي الإحتياجات الخاصة و المتطلبات الخاصة (التوحديين) مع أقرانهم الأسوياء أيضاً هو جزء من التقارب و إكتساب الخبرة المفيدة لحياتهم العملية. و على الرغم من أن التواصل و التفاعل و الإحتكاك مع سائر الأطفال قد يتطلب توسطاً من الأسرة و المعالجين و بذل الجهد الكامل لإعدادهم لفترات الإختلاط و مشاركتهم في النشاط اللعبي بالجماعات, مثال على ذلك (النشاطات الترفيهية و النشاطات الرياضية و الحركات السويدية) , إذ لا بد من إفساح المجال لأطفال التوحد للدخول إلى العالم الواقعي الذي سيستفيدون منه مستقبلاً , ضمن برامجهم العلاجية ذات التخطيط المسبق. و حسبما تراه البحوث و الدراسات هناك بعض المعوقات التي تصادف الهيئة التعليمية في المدرسة و الأسرة في المنزل أثناء دخول الطفل هذا العالم فهو مثلاً سوف يلاحظ ردة الفعل أثناء اللعب كأن يصبح الطفل التوحدي أكثر حزناً و تألماً و هذا يرجع إلى أنه يفرض نفسه و يُعبر عن رفضه لهذا الجو البيئي الجديد عن عالمه, فيبدو كما لو كان في وسط نوبة غضب Tantrum
و الإرتباط و التفاعل الثنائي يستوجبان إنشاء نظام خاص لكل تصرفات طفل التوحد إبتداءً بالتخمينات لدى هذا الطفل إلى إستنتاجاته المتوقعة, و جميع تلك الأمور تأتي عن طريق إتباعنا لخطوات العمل المحدودة في برنامجه العلاجي و عن طريق المحافظة على التصرفات الصحيحة الأولى المرتبطة بالإحساس المشترك بين المعلم و الطفل التوحدي كما أن الثبات على العلاج و مواصلته أمر ضروري في إنجاح البرامج المعدة للوصول إلى النتائج المرجوة.
من كتاب / التـــوحـــد الــــعـــلاج بالـــلـــعب / أستاذ/ أحــمــد جــوهـــر/ الــــكــــويـــــت