الطرق الممتعة للعب مع التوحديين كثيرة تتخللها بعض التعزيزات الأولية و الثانوية التي يسعد بها الطفل المُصاب بالتوحد و تعتبر في نفس الوقت مسألة علاجية أكثر مما هي تعليمية و من الأمثلة و الطرق على هذه الأساليب طريقة تعرف بإسم إستخدام التعزيز الرمزي بالنجوم الورقية Token Reinforcers , تُعبر هذه الكلمة عن شيء رمزي و الرموز كثيرة في تعديل سلوك أطفال التوحد مثلاً تستخدم هذه الكلمة بمعنى Token Reinforcers أي مُعززات رمزية, و هذه الكلمة (Token) الرمز ليس ذات قيمة بحد ذاتها و إنما تستغل في برامج تعديل سلوك التوحد و من خلال تنويع المعززات تبدأ هذه الرموز تكسب خاصية المعززات مثلاً إعطاؤه نجمة ورقية عن كل عمل ينجح في أدائه أو العلامات اللاصقة على جداول خاصة أو لوحة حائط يعرفها التوحدي و يتابعها بإستمرار بحيث يجمع الطفل هذه النجوم الورقية نتيجة نشاطه أو سلوكه المهذب و بعد تجميعها في النهاية يحصل على المكافأة المرغوب بها و بذلك نكون قد حققنا هدفاً معيناً, و من المُعززات ما يُعرف بالمُعزز الغذائي (Edible Reinforcers) و هي وسيلة يحبها الطفل بإستمرار و يفرح بها لكي يفوز بأكلها و مؤداها أنه كلما كان ملتزماً في سلوكه خارج المنزل سواء في الأسواق أو في الأماكن العامة بما يجب أن يكون عليه فإنه سوف يحصل على هذه المُعززات (قطعة حلوى ...الخ).
فكلما كانت تصرفاته جيدة في لعبه مع الآخرين في الأماكن الترفيهية كلما كان جديراً بالتعزيز الغذائي. و من الطريف أن بعض الآباء يتعاملون مع أطفالهم التوحديين بإسلوب علاجي جيد بالمُعززات النشاطية Activity Reinforcers عن طريق اللعب أو الإتفاق على زيارة المناطق الترفيهية أو التعاقد السلوكي حسب عقد مكتوب و مُتفق عليه أثناء الخروج و ذلك بإتباع التعليمات و عدم الخروج على القوانين الوضعية في الخارج و هذا إتفاق يسبقه تمرينات و تدريبات مُكثفة في الفصل المدرسي و من ثم يُطبق واقعياً في الخارج ثم يترك الطفل بعد ذلك بمفرده بين الحين و الآخر و لكن في إطار متابعة مستمرة له.
و تُستغل المناطق الترفيهية السياحية كأسلوب مترابط بالشؤون الحياتية المطلوبة منه, و تكون المكافأة هي الزيارة للمنطقة السياحية أو منطقة اللعب سواء على البحر أو زيارة الأماكن الترفيهية القريبة منهم. و تختلف اللعاب و أنشطة اللعب للتوحديين من لعبة إلى أخرى , سواء كانت ألعاب مرتبطة بكرة القدم أو السلة أو الطائرة أو اليد أو ألعاب ذات طابع آخر في الماء مثل السباحة و كرة الماء أو ركوب المركب أو ألعاب ذات طابع فني في الرسم و النحت أو العاب مرتبطة بالموسيقى و الحفلات و الأعياد .
و تُعتبر بعض الألعاب في الواقع بالنسبة للتوحديين ذات صفة تعبيرية حية و عملية حيوية لتحقيق رغباتهم و حاجاتهم , مثال ذلك رغبتهم في اللعب بالألوان الزيتية ذات الألوان الزاهية فهم يدخلون في عالم الرسم الفني المتخصص الذي يعجز عنه الأسوياء في التقليد, علماً بأن هذه الرسوم تمثل جانباً من جوانب سلوكهم.
من كتاب / التـــوحـــد الــــعـــلاج بالـــلـــعب / أستاذ/ أحــمــد جــوهـــر/ الــــكــــويـــــت