الــقــدرات المــعــرفــيــة للــتــوحــديين

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : احمد جوهر | المصدر : www.your-doctor.net

الــقــدرات المــعــرفــيــة للــتــوحــديين Cognitive Abilities Of The Autistic Child

 

تتنوع قدرات ذكاء الطفل ذي الحاجات الخاصة (التوحد) من طفل إلى طفل آخر في عمليات اللعب و مستوى الألعاب , و هناك مجموعة من القدرات النوعية التي قد تظهر في جوانب عند بعضهم و قد لا تظهر لدى البعض الآخر من التوحديين مثل التجريد فعندما نقول له "هل يمكنك التركيز على شكل المنزل" أو أن نقول له "المنزل قوامه الغرف و الحمامات و المطبخ" جميع هذه الأمور لا يتخيلها إذا لم يذهب لها و يتحسسها و نقول له هذا منزل و نشرح معنى المنزل و هذا مطبخ و نشرح له معنى المطبخ و هذا حمام....الخ. و كذلك الأمر أيضاً في المسائل الحسابية و التنظيم الإدراكي في المكعبات و القدرات اللفظية الكامنة.

إن ذكاء التوحديين لا يقف عند حد معين من معرفة المُفردات و عدم التجانس و إتساع التباين في المضمون المعرفي فحسب بل يمتد إلى حجم إسهام كل مكون من هذه المكونات العقلية في الدرجة الكلية للذكاء و ذلك حسب مستوى الذكاء الخاص بهذا التوحدي , إن عدم التجانس في مكونات الذكاء لا يقتصر فقط على نوعية القدرات التي يفهمها التوحدي , بل يمتد إلى عوامل أخرى قد تكون وراثية أو قد تكون ذات عامل بيئي.

و يرى علماء النفس السلوكيين في أن تعديل السلوك عملية مُنظمة تسير حسب صحة و قوة المعلومات الموجودة و كميتها, و من ثم الخطط و إختيار الخطوات و المستويات المناسبة للسلول المُستهدف , فمثلاً طريقة لعب الأطفال التوحديين غير الطبيعية من ناحية و تفاعلاتهم الشاذة مع اللعبة أو الدمية بطريقة عنيفة من ناحية أخرى تدخل ضمن السلوك العدواني الذي ترغب الأسرة في تصحيحه و إزالة ما فيه من عدوانية من خلال خطوات محددة .
معنى ذلك أن هذه الخطوات المحددة لم تأتي من فراغ و إنما هي إستراتيجية بُنيت على معلومات و مُشاهدات فعلية لهذا الطفل بعينه , لهذا لا بد من جمع المعلومات في بداية العلاج عن الطفل المُصاب بالتوحد ثم تصميم خطة علاجية لهذا الشكل أو ذاك من السلوك المُستهدف يلحقها فيما بعد تحليل للمهمات و المهارات و الأعمال الني قام الطفل بفعلها و على الأسرة أن تنظر إلى هذا السلوك الشاذ نظرة مستقلة أو منفصلة عن نفس الطفل, و بعبارة أخرى يجب أن ننظر إلى السلوك نفسه و ليس للطفل التوحدي بذاته , فمثلاً عندما يصدر عنه سلوك غير مؤدب أو غير مقبول إتجاه لعبة معينة أو نجد لديه ميلاً عدوانياً أو تخريبياً معيناً, فأنه علينا أن ننظر إلى عدد مرات تكرار هذا السلوك أو هذا الفعل غير المقبول ثم ننظر أيضاً إلى شدته و قوته و المعدل الذي يكرره في الأوقات الزمنية الأخرى, ثم نقوم بتسجيل هذه المعدلات في جداول دقيقة و نرصدها في صفحات حتى يمكننا تحديد طبوغرافية السلوك الذي يُراد تعديله أو تقليله مع الإهتمام بدور المُعالج أو المُدرب الذي يعطي التوجيهات و الإرشادات للوالدين في كيفية التعامل مع طفلهم و خصوصاً في اللعب, كما لا ينبغي تجاهل دور اللعبة و الألعاب كمواد تعليمية تربوية ذات صفة ترويحية هادفة قد يجد فيها طفل التوحد في بداية الأمر نوعاً من الكراهية إذ قد يُعاني طفل التوحد في البداية من صعوبة في فهم اللعبة و لا يُدرك الهدف من اللعبة نفسها, و متى يلعبها و لماذا يلعبها , و متى ينتهي منها, و جميع هذه الأمور تتطلب من الأبوين أن يقوما بنفسيهما بالمساهمة في تهيئة البيئة الصحيحة للعب ، و توضيح الهدف من اللعبة و شرحها للطفل , و كذلك تنظيم الوقت و إعداد جدول زمني أمامهم للنظر من آن إلى آخر في الفترة الزمنية المتاحة لهم , و من ثم يعرف الطفل طريقة تقسيم الوقت في يومه بحيث لا يقلق و لا يخرج عن طوره و يشعر بالإرتياح لمعرفته أوقات اللعب بالتحديد إذ يُبين الجدول لعبه من الساعة كذا إلى الساعة كذا كما يتعين وقت طعامه , و دراسته ...الخ.

و من الأمور الهامة التي تؤخذ بجدية تامة مع الأطفال ذوي الحاجات الخاصة و التي لا بد في الوقت نفسه من معرفتها بدقة , للإجابة على الإستفسارات التالية:

 

فعندما يقوم الطفل التوحدي مثلاً بعمل تخريبي خارج أصول اللعبة أو يصدر عنه سلوك غير مقبول كالتبول اللاإرادي و نريد أن نصححه لأننا نعلم أن جميع هذه السلوكيات غير مرغوبة أثناء اللعب , فإنه يجب علينا أن نُعالج ذلك بأسلوب تربوي تعليمي , أي بأسلوب عقابي تعليمي و هو غير الأسلوب العقابي البحت (كالضرب) أو (الصراخ) في وجهه لأن التوحديين لا يفهمون تلك الأمور بل قد تعتبر في فهمهم تعزيزاً لأفعالهم و سلوكهم هذا و يوجد إلى جانب الأسلوب العقابي التعليمي أسلوب عقابي آخر و هو التجاهل Ignoring الذي إستخدمه العالم ألينت عام 1984 ( ALENET 1984 ) في دراسته حول إبتعاد التوحديين عن الأقران و الجماعات في اللعب.

و ثمة طرق عقابية قد يتعلمها الطفل أثناء مُخالفته لنظام اللعب , و يجب أن تكون هذه الطرق سهلة بحيث يفهمها و يتعلمها سواء كانت في المدرسة أو المنزل و من المهم جداً أن لا يرى الطفل المُصاب بالتوحد التناقض في إسلوب العقاب بين الأسرة و المدرسة و أن يثبت له إسلوب العقاب مثل تنظيف الزجاج أو مسح الأرضية و هناك أيضاً إسلوب تأديبي آخر يتم فيه تعطيل لعب الطفل التوحدي مؤقتاً Time Out و هي من الوسائل التربوية التي يوضع فيها التوحدي في منطقة منفصلة خلال 5 دقائق أو أكثر ثم ترجع له اللعبة أو هو يرجع إلى بيئة اللعب.

من كتاب / التـــوحـــد الــــعـــلاج بالـــلـــعب / أستاذ/ أحــمــد جــوهـــر/ الــــكــــويـــــت

  • كيف تُطبق الأسرة إسلوب العقاب أثناء اللعب؟
  • متى نفصل الطفل التوحدي عن لعبته؟ و كيف نفصله عن لعبته؟
  • كيف يمكن إفهام الطفل التوحدي لأسباب فصله عن اللعبة و البيئة اللعبية؟