ويبقى الود ما بقى العتاب

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ام معاذ القحطانى | المصدر : www.lahaonline.com

                      ويبقى الود ما بقى العتاب

 

ها هي الأيام والأعوام تمضي وبيتنا يكبر ويتسع، وفلذات أكبادنا تنمو وتترعرع، فهلا تذكرنا عهدنا القديم على أن ننشئ بيتا مسلما فريدا، ونربي أولادنا على طاعة الله؛ فنحمد الله فيما وفقنا إليه، ونتدارك ما قصرنا فيه؟!

زوجي الحبيب.. لأني اخترتك لدينك وخلقك، ولأني أحبك في الله، ولأني أراك مثلا وقدوة لأبنائك، فإني أعاتبك في بعض الأمور، وأرجو أن يتسع صدرك لي كما عودتني:

أعلم أنك تحرص على صلاة الفجر، ولكن أحيانا تتكاسل عنها أو تصليها بعد طلوع الشمس، وقد لا أحدثك عن هذا، ولكنه يترك في نفسي ونفوس أولادنا بعض الآثار السلبية، فأنت قدوة لنا، ونحن نستقي من أفعالك أكثر مما نتعلم من توجيهاتك وكلامك، والنداء الحبيب ينادينا دوما "الصلاة خير من النوم".

قد تتأخر عن الذهاب إلى المسجد في الأوقات المختلفة، مما يؤدي إلى تأديتها في المنزل فيضيع عليك ثواب الجماعة، وأخذ الأولاد معك إلى المسجد، فتحرموا الأجر والبركة.

زوجي العزيز: أعاني كثيراً من نسيان أولادنا للأدعية في الأوقات المختلفة، وضعف اهتمامهم بها، كدعاء دخول المنزل والخروج منه، وبدء الطعام والانتهاء منه، وغير ذلك من أدعية اليوم والليلة، فهلا قلت الأدعية بصوت مرتفع حتى يسمعها الأولاد ويقتدوا بك ويحرصوا على ذلك؟ وهلا جمعتنا في جلسة للقرآن والذكر مرة في الأسبوع على الأقل؟

زوجي الغالي: أحياناً ما أراك تشاهد التلفزيون في نشرة الأخبار أو برنامج مهم، ثم بعد ذلك تعرض تمثيلية أو أغنية فأجدك تتباطأ في أن تغلق التلفاز أو تغير القناة، وأيضا غالباً تأتي في أثناء البرامج إعلانات خارجة فيها من النساء وخلافه، فلا أراك تخفض صوت التلفاز أو تدير وجهك أو تغير القناة، وملاحظتي لك في هذا الوقت تكون في أقصاها؛ لرغبتي في الخير لك وغيرتي عليك.

وفي غضبك زوجي العزيز أرى منك أحياناً بعض التصرفات من أقوال تجاهي وتجاه أبنائنا تحتاج إلى مراجعة وتذكر لقول الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب"، ووصايته بنا: "استوصوا بالنساء خيراً"، وآخر وصيته لأمته هي: "الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم"، والقرآن الكريم يهتف بنا {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

وأسمع منك كثيراً زوجي الحبيب عن وجوب الدعوة إلى الله، وأرى منك سعيا  وبذلاً مباركاً في ذلك، وعندما أريد الخروج إلى حلق الخير أرى منك ضعف إعانة لي أو تبرماً أو رغبة في جلوسي بالبيت، والقرآن ينادينا {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

وختاما.. أكتفي بهذه النقاط، وأرجو منك أن تعجل بإهدائي ملاحظاتك حتى نكون قدوة لأبنائنا، ونمضي في ركب الإيمان؛ فنفوز بخيري الدنيا والآخرة: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَىالدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.