( ذمّ الغلو ) لقد ذمت الشريعة الإسلامية التطرف في الدين، فعن الأحنف بن قيس عن عبد الله قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((هلك المتنطعون )) قالها ثلاثا. قال النووي: أي: ( المتعمقون، الغالون، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم). قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( إياكم والتبدع، وإياكم والتنطع، وإياكم والتعمق، وعليكم بالدين العتيق). قال ابن حجر رحمه الله: (وفيه التحذير من الغلو في الديانة والتنطع في العبادة، بالحمل على النفس فيما لم يأذن فيه الشرع وقد وصف الشارع الشريعة بأنها سهلة سمحة). ولهذا أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- بالاتباع ونهى عن الابتداع، والغلو هو نوع من الابتداع في الدين. فعن العرباض رضي الله عنه قال: (صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا مجدعا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.) روى ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال غداة العقبة (أيها الناس إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ). تنزيل المادة : اضغط هنا