السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أختي المسلمة، من الملاحظ في هذه الأيام أن عدداً من نساء المسلمين يرتدين النعال المفتوحة و الصنادل في الأماكن العامة دون جوارب ساترة للقدمين، فتنكشف أقدامهن بوضوح أمام الرجال لأن الجلباب أو العباءة العادية لا تستر قدمي المرأة عند المشي و الحركة، و في هذا مخالفة لأحكام الشريعة، فقدمي المرأة من العورة التي يجب سترها تماماً أمام الرجال و لا يجوز أن يتهاون أحد بأمر من أوامر الشرع أو أن يعتبره غير مهم. أحد الأدلة الصريحة على هذه المسألة ما روي عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخين شبراً». قالت إذن تنكشف أقدامهن!. قال: «فيرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه». أخرجه النسائي والترمذي و أحمد و أبو داود، و صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (حديث رقم 460). و لقد أفتى كبار العلماء من السلف و الخلف بأن قدم المرأة جزء من العورة التي يحرم كشفها أمام الرجال، نذكر منهم مثلاً علماء الحنابلة، و الشافعية، و المالكية، و الإمام محمد بن الحسن الحنفي، والإمام ابن حزم، و من العلماء المعاصرين نذكر مثلاً الشيخ ابن باز، و الشيخ ابن عثيمين، و الشيخ الألباني، و من بلاد الشام الأستاذ الدكتور محمد رمضان البوطي، و غيرهم الكثير.. - قال الشيخ ابن عثيمين في رسالته "رسالة الحجاب / الدليل الرابع من أدلة السنة" ((.. ففي هذا الحديث [المذكور سابقاً] دليل على وجوب ستر قدم المرأة وأنه أمر معلوم عند نساء الصحابة رضي الله عنهم)). - قال الشيخ ابن باز في المجلد الرابع من فتاواه: (( .. أما المرأة فإنها عورة، و يجب عليها أن ترخي ثيابها حتى تستر أقدامها في مشيها، أو تلبس الجوارب من أجل الستر)). - قال الشيخ الألباني في كتاب جلباب المرأة المسلمة صفحة 80 : (( ... ثم إن قوله تعالى : ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) [ النور : 31 ] يدل على أن النساء يجب عليهن أن يسترن أرجلهن أيضا . وإلا لاستطاعت إحداهن أن تبدي ما تخفي من الزينة ( وهي الخلاخيل ) ولاستغنت بذلك عن الضرب بالرجل ولكنها كانت لا تستطيع ذلك لأنه مخالفة للشرع مكشوفة)) - قال الدكتور البوطي في فتواه المنشورة على موقعه على شبكة الانترنت (( لا يجوز للمرأة أن تبدي قدميها أمام أنظار الأجانب إلا أن تكونا مستورتين بجورب [شراب] سميك...)) أما من الناحية العقلية التي قد لا يعرفها البعض، فإن قدم المرأة تسبب فتنة لعدد من الرجال بنسبة متفاوتة، لذلك فإن سترها مطلوب لمنع هذه الفتنة و سد الذرائع. و هكذا، و كما هو معلوم و مذكور في الحديث، فإن الجلباب أو العباءة العادية لا تكفي لستر القدمين إلا إذا كانت طويلة بحيث تجر ذراعاً كاملا دون نقصان، و إلا فستنكشف القدمان عند المشي و الحركة عادة، و تقع المرأة في الإثم. ولكن بما أن إطالة الجلباب أو العباءة بحيث تجر ذراعاً كاملاً دون نقصان قد يكون أمراً صعباً في عصرنا الحالي و تجده بعض النساء يعيق الحركة و بالتالي لا يفعلنه، فبدل ذلك يجب على المرأة أن تحرص دائماً على لبس الجوارب التي لا تشف أو الأحذية الساترة للقدمين، و أن لا تتهاون في هذا الأمر أبداً حتى لا تقع في الإثم، و هذا أمر أسهل من جر الثوب و متوفر للجميع في عصرنا الحالي. فهذه رسالة إلى كل مسلمة تحب الله بحق لكي تنتبه إلى هذا الأمر، و أن لا تلبس الصنادل بدون جوارب ساترة أبداً إن كانت تخاف عقاب الله، و أن تعاهد الله على أن تحرص على ستر قدميها دائماً كما تستر سائر عورتها أمام الرجال، و تنبه أخواتها المسلمات إلى هذا الأمر لتنال أجر هدايتهم، و ثواب الأمر بالمعروف. فالمسلمة الملتزمة التي تحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم بصدق، يعزّ عليها أن تخالف كلامه المذكور في الحديث السابق مع فتاوى كبار العلماء، فهي تغار على نفسها من أن ينكشف جزء من عورتها أمام الناس لأنها جوهرة غالية، و تريد أن تستلم صحيفة أعمالها يوم القيامة دون أن يكون فيها معصية كشف جزء من العورة، أو معصية فتنة شباب المسلمين. و لنتذكر دائماً قوله تعالى: ( إن الله كان على كل شيء حسيباً) النساء 86