بسم الله الرحمن الرحيم
يحدثني البواب أنك نائم *** وأنت إذا استيقظت أيضاً فنائم
إن نعمة النوم لا تقدر بثمن وهي ضمن آلاف النعم التي أهداها الله إلى عبادة" وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها" وهذا النوم فيه راحة للروح وللجسد من متاعب الحياة وهمومها وفيه تجديد للنشاط وتقوية للجسد وعوناً على عبادة الله - تعالى -...
ولكن هناك نوم آخر وله مذاق آخر وهو ليس نعمة بل نقمة وهو سبب لضياع الأمم والحضارات وطريق إلى الانهزامية والجري وراء الحطام فيا ترى ما هو هذا النوم ومتى وقته؟
إنه نوم الهمم وضعف العزيمة.. إنه القعود عن طلب الكمال و الرضا بالتخلف عن الصفوف الأولى..
لقد نظرت في التاريخ وتأملت حروفه فوجدت أن هناك صفحات من ذهب كتبها الأبطال والرجال والنساء الذين لم يعرفوا للنوم طعماً ولا للراحة معنى... إنهم تجاوزوا مراحل كثيرة وسطروا بأعمالهم أجمل حروف العز والعزيمة.
نعم لقد كانوا ينامون ولكنها نومة " الجسد" لا نومة " الروح " إن نوم الجسد مطلوب ومن الحقوق الواجبة للنفس كما في الحديث " وإن لجسدك عليك حقاً" أما نوم " الروح" فمذموم وهو من الشيطان.
يا أمة الإسلام:
إن ضعف الهمم نوم من نوع آخر وهو طريق للتأخر وباب للكسل وعنوان للحرمان.
وأنت عندما تتأمل القرآن تجد الحث على التسابق والتنافس " وسارعوا إلى مغفرة..... " (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) وأما إن سألت عن سنة الرسول صلى الله علية وسلم وسيرته فلن تجد فيها إلا كل معاني العزائم وأبواب الهمم ومفاتيح الخير....
وعلى ذلك المنهج سار الأبطال فهجروا كل باطل وصعدوا للقمم عبر جسر الهمم..
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وختاماً: نوم الجسد مطلوب ولكن نوم الروح مذموم.. فاستيقظ... فغيرك نائم... والأمة النائمة متى تدرك غيرها؟
والرجال والنساء أصحاب الهمم..هم من يصنع تاريخ الأمة..فكن قليل النوم!!