بسم الله الرحمن الرحيم
وإن تأملت حال بعض الناس اليوم إذا به واقع في الغيبة عدة مرات في اليوم الواحد، وأحياناً في المجلس الواحد.. فما أن يمر اسم شخص إلا جرحه، وعدد مثاله، وأنشأ يسرد لك الأدلة والبراهين، ثم يتبعه بشخص آخر وثالث وهكذا دون أن يراجع نفسه أو يصلح خطأه!
وقد يتلبس بدعوى الإصلاح ومحبة هذا الدين والحرص عليه، فتأتي أنفاسه محمومة وكلماته خبيثة، ظلمات بعضها فوق بعض.
يقول ابن تيمية: (من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنى، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم، وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، وكم نرى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول.. ).
وقال أيضاً عن أمم من الناس ضاعت حياتهم وتلوثت ألسنتهم، وكأنه يطل على واقع المجالس اليوم: (إن بعض الناس لا تراه إلا منتقداً داء، ينسى حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم، فهو مثل الذباب، يرك موضع البرء والسلامة، ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزا).
فكيف حال لسانك أخي القارئ؟ وهل أنت تغتاب وتأكل لحوم إخوانك؟ أم أنك تذب وتنافح لتنال الأجر والمثوبة على لسان النبي- صلى الله عليه وسلم -: (من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عنه وجهه النار يوم القيامة). رواه أحمد