الحضارة الرومانية والفلسفة

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : ayooooh4 | المصدر : www.arabs2day.ws

الحضارة الرومانية والفلسفة

أعتنق الرومان الفلسفة كانا يكرهوها ، أو يضفوا الشعب الإغريقي بالثرثرة ، لم يكن للرومان فلسفة أصيلة ولكنهم كانوا عاله على اليونان تذهبوا بالرواقية والأبيقوريه ، وإقبسوا بعض الآراء من المدارس الأخرى ( الإغريقية ) أو أعجبوا بها.

تعريفا للرواقيه وهي مدرسه فلسفيه أسسها زينون 200 ق.م. ثم هذا بها أتباعه . ومن ثم انتقلت إلى روما فاجتذبت إعلاما مثل نسكا وأبكتاتوس وغيرهم ويرى الروابون إن الحقيقة مادية تسودها قوه توجهها وهي الله . وما دامت الطبيعة تسير وفق العقل فمن الحكمة أن يسير الإنسان وفق الطبيعة منصرفا عن ميل العواطف والأفكار التي تجيد حادة القانون الطبيعي وحرية الإنسان مرهونة بأدائه لواجبه في إفتعاء الطبيع وقوانينا ، علم زينو في رواف وإليه نسبت الروافيه.

إن " كاتون " وأصدقائه ألقوا مزيدا من المقاومة في النصف الأول من القرن الثاني من قبل الحكومة ، ولكنها تغلبت على هذه المقاومة : إذ كيف يمكن العزوف عن الأفكار أعتبرها الإغريق أثمن زينه عقليه للإنسان ؟ وكان لتعليم الفلسفة في رودوس وأثينا الشهره نفسها. كانت لتعليم البلاغة ، وقد استهوى ، على غراره ، الشبيبة الرومانيه ، وألقيت محاضرات يده في روما نفسها . وتجدر الإشارة هنا إلي افتقار روما إلى مدارس فلسفه يوزع التعليم فيها اللاتينية على غرار مدارس البيان : فليس من موجب عملي يرغم على ذلك ، وليس أيضا – وهذا يفسر طموح شيشرون – من مذهب متميز نشأ في الغرب يفرض مفرداته الخاصة المقدمة

أن الرواقيه ، بين المذاهب المنتشرة في العالم اليوناني فد أحرزت في روما أعلى درجة من النجاح ، وقد خدمها في ذلك أقامت أهم ممثليها في روما الذين كان لهم من قوه الفكر ما جعلهم يطبعون آراء أسلافهم بطابعهم الشخصي : باناييتيوس ، صديق شيبيون أميليانوس في القرن الثاني، وبزاييدونيوس الذي برع في أكثر من حقل من الحقول الفكرية ، في القرن الأول ، ومنذ البداية أيضا ، أقله في ما يعود للنزعات الأدبية ، تجمعت ظروف عديدة وقدّرت ( للرواق ) الانتشار : فهو يوصي بالعمل الذي يتوجب على الروماني ألا يحيد عنه، ويدعو باسم العقل إلى الحلي بالفضائل العابسة، العدل والشجاعة والقناعة ، التي تطابق المثل القومي التقليدي ، لا بل أن الخضوع نفسه للنظام الإلهي في العالم قد أنطوي على بعض ما يأخذ بمجامع القلب في مدينه تنهض بواجب تنظيم الأمبراطوريه التي سلطها عليها القدر . أجل لن يتم الفوز العظيم إلا في عهد لا حق ، أي في العهد الإمبراطوري. ولا يمكننا الاستشهاد إلا بأسم كاتون الأوتيكي حتى نحاول آنذاك ، ولول ببعض التكلف العقائدي وبعض الخور الذي تمحوه عظمة موته ، التوفيق بين سلوكه والمعتقد الذي اتعز بالمناداة به ، ولكن وجود الرواقيه أمر راهن منذ الآن ، وهي على أتم استعداد للتسرب إلى النفوس التي سيثيرها الاستعباد.

على نقيض ذلك، وقبل إعصار الحرب الأهلية الطويلة ، يبدو أن الأبقورية ، في ظاهر أنانيتها اللأمبالية ، وفي حقيقة نبل تجردها على السواء ، لم تستمل سوى عدد قليل من المشايمين في روما: فهي أبعد من أن تثير إعجاب نخبة متعطشة إلى العمل . ولكن فخرها ، الفريد من نوعه آنذاك بين كافة المذاهب ، أنها قد ألهمت شاعراً كبيراً هو لوكريس.

أن لهذه الملازمة وزنها ، ولكن ليس ، لسوء الطالع ، ما يوضحها : فالرجل غير معروف إلا بقصيدته التي لا تتضمن أي دلالة على حياته . لا ريب في أنه تألم أقله من المشهد لاذي وفره له معاصروه. ولكنه تباهي بأنه أكتشف تهدئه لآلامه في حكمة أبقور، فأخذ على نفسه تعليمها . فتميزه من ثم ليس في المعنى، بل هو ، كفريا، وفي الدرجة الأولى ، في شغف علمي متأجج يحمله ، بعد عرض نظرية ديموكريت المادية والذرية التي سبق لابيقور وتبناها ، على درس عدد كبير من الظواهر بغية تقديم الدليل على أنها كلها قد تقبل تفسيراً ، أو تفسيرات أحيانا ، لا تمت إلى ما فوق الطبيعة بصله . فلم يتراجع في هذا الصدد أمام أية جسارة وحذا أكثر من إغريقي. وإذا نحن لم نستطع اليومتقدير أهمية إسهامه الشخصي حق قدرها، فالاحترام الذي يوجبه مدى تونشاط هذه المحاولات لا يقبل أي تحفظ . أن تميزه، وهو يبدو بذلك ذا طابع روماني أعظم – يقوم أيضا في تصميمة على الأنشاء التعليمي وفي طابع البرهان العقلي الذي يطبع به أسلوبه . فهو يريد أقناع القاري بأن العلم ليس سوى مادة ، وأن كل شيء فيه ، حتى النفوس ، مركب من ذرات يتنوع جمعها وفاقا لمصادفة التقائها ويحررها الموت حتى تجمع بعده جمعا أتفاقيا جديدا . أن هذا اليقين وحده سيخلص الإنسان من رعبه حيال الموت ، الذي لا تعقبه أية مكافأة أو اية عقوبة ، حيال الآلهة الذين لا أثر لهم في العالم والذين " يقضون في هدوء دائم أياما دون اضطراب وحياة دون غمام" وأن تميزه أخيرا وخصوصا تميز أدبي قوامه الجمع العجيب بين قوة هذا المنطق وانفعال الشاعر الحاد ، فمن حيث أنه يفيض شفقة على البشر بسبب ألمهم المادي وآلامهم الأدبية الناجمة عن مخاوفهم ، يشعر بوغبة جنونية في إشراكهم في حقيقته وفي إحلالهم معه في " المناطق الصافية" : غير أن هذه اللهجة الحادة في كافة أجزاء قصيدته تناقض ، بهذا الصدد ، الهدوء الذي يدعى تلقين سره، أضف إلى ذلك أنهيهتز إعجابا ببهاء الطبيعة العظيم ويعبر عن أعجابة بنبرات يغذي حرارتها شعور زاخر . فهل ينم مؤلفة " طبيعة الأشياء" عن " فن كثير " كما كتب شيشرون الذي يعتقد بأرجحية نشره بعد وفاة لوكريس ؟ اجل قد ينم قدم اللغة والنظم عن تقليد مقصود للملاحم القديمة . ولكن لا يمكننا والحالة هذه أن نتصور اتفاقا أكمل بين المقاصد الجمالية وقوة مزاج الفنان.

ومن هنا فأكبر فيلسوف روماني لمع أسمه في هذه الحقبة ، هو الأول أيضا بينكبار الأدباء اللأتين الذين لم أسمهم بعد عهد أغسطس هو الفيلسوف { سنيكا } قليلون جداً بين أصحاب العقول من أوتوا ما أوتي سنيكا من المواهب العقلية ، كما أنهم قليلون جداً ،من تم لهم ما تم له من خصب الانتاج الفكري، وسهولة العمل ويسرهن مكنه من وضع ، ما وضع من آثار فكرية .

وهذه المثالية ، التي وضعها نصب عينية هي، مثالية الرواقيين التي لم تكن بعد أطلّت على روما والتي لم يكن تأثيرها قارب الزوال بعد ، وهذه المثالية، تبرز أكثر تشددا وقسوة عند بيرس Perse ، كما تبرز عند لوقين ، أشرق بيانا وأكثر وضوحا . فالفلسفة بمعناها الصحيح ، لا يستأثر بأحد من مفكري اللأتين في هذه الحقبة، والوحيد من يخصص لها، بين هؤلاء المفكرين ، ثلاثة أو أربعة كراريس ، هو أبوليه، تناول فيها بالبحث ، بعض تعاليم الفيثاغوريين أو الفلسفة الأرسطوطالية . وهكذا نرى أخلاقية المدرسة الرواقية، تتفاعل على أقدار تختلف دقة ، في نفوس الكثيرين ، كما توحي في القرن الثاني ، ليس فقط الموقف العام الذي يقفه أباطرة هذا العهد ، بل أيضا بعض القرارات لأتى أخذوها . فأن كان أسلوب سنيكا البياني ما لبث أن تناساه الناس، فأفكاره بقيت رائجة بعد موته بكثير.

ورأيي أن الروايات عرفوا الفلسفة أسمى معارفها ومدى ازديادهم إليه لتطابق الحياة التي عاشوها وذلك من خلال المذهب الرواقي المثالي للروماني.

الخاتمة.

ومن هنا تبين لنا إن الفلسفة هي عباده عن دائرة المعارف العامة وإدخال التفكير في حل الظواهر والمشاكل التي تصيب المجتمع ، ويتضح لنا ظهور العديد من المفكرين الرومان الذين وقفوا ف وجه الدولة لأبراز أفكارهم للشعب الروماني واهتمت هذه الدراسة في تغيير وجه نظر الرومان الفلسفة بعد ما اعتبروها مجرد ثرثرة وعدم انصياع لقانون من قبل الإغريق ، ورأينا تعريف الروواحه ودوي انتشارها في العالم الروماني القديم .

المراجع

1) إيمار ، أندريه ، أوبوايه ، جابينن ، تر ، فريد م . دانر فؤاد ج أبو ريمان / تاريخ الحضارات العام ، بيروت عويدات للنشر والطباعة :1998م . ط 4 ، ج 2 .

2) عزبال ، محمد شفيق ، الموسوعة العربية الميسرة ، القاهرة ، دار الشعب : 1965م ج 1.

3) الشنبطي ، محمد فتحي ، المعرفة ، القاهرة دار الثقافة للطباعة والنشر: 1981م.