برنامج عملى احياة زوجية سعيدة3 السعادة الزوجية مطلب وغاية يسعى لتحقيقها كلا الزوجين، وإذا كان الاحترام والثقة وتوزيع المسؤوليات وسائل مهمة لتحقيق تلك السعادة، فإن ثمة وسائل أخرى تجدد تلك السعادة وتؤكدها وتحافظ عليها، ومنها ما يلي: الحياة ليست سهلة، وأحد جوانب الحياة المثيرة والممتعة هو الكفاح من أجل تذليل الصعوبات وتحقيق النجاح. والكفاح له ميادين مختلفة وأشكال كثيرة داخل البيت وخارجه والرجل له ميادين كفاحه وكذلك المرأة. ولكن لا تترك شريك حياتك يكافح وحده ستفقده ويفقدك وستفقدان حياتكما معاً. عش كفاح زوجك من أجلكما وليكن كفاحاً شريفاً من أجل غايات نبيلة. واستحضر دائماً النية الحسنة، وعوِّل على ما تصبو إليه من ثواب، فمن شأن ذلك أن يمنحك وقوداً متجدداً لبذل مزيد من الكفاح. قد تتزوج امرأة رجلاً لكثرة ماله، وقد يتزوج رجل امرأة لمالها، فالمرأة تنكح لمالها وجمالها وحسبها ودينها، كما جاء في الحديث، غير أن العيب هو أن يظل معنى الصفقة سائداً ويخيم بظلاله على العلاقة الزوجية، فإذا فشل طرف في تحقيق توقعاته المادية من الطرف الاخر يبدأ الانشقاق ثم الانفصال مع مزيد من الأسف والأسى. ويرى بعض علماء النفس أنه إذا كان الرجل يريد فقط تحقيق أهداف اقتصادية من زواجه بامرأة، فإن هذا الرجل يعاني نقصاً ما في شخصيته، وسوف تشعر زوجته هذا النقص وتعانيه ويثير لديها الاشمئزاز والاحتقار. إلا إذا كانت هي أيضاً تعاني نقصاً ما تعوضه بمالها. لا تدخل العامل الإقتصادي في حساباتك، فالأرزاق بيد الله سبحانه القائل في كتابه الكريم {إن يكونوا فقراء يغنهم الله} (النور:32). مطلوب فقط أن يكون لكما رؤية اقتصادية مشتركة، تنظيماً للحيـاة، وتخطيطاً وترتيباً للمستقبل، وضوحاً وصدقاً، ثقة وأمانة. ومن الممكن أن يكون هناك تعاون واشتراك في تحمل مسؤوليات الحياة الاقتصادية في ظل الحياة الصعبة، ولكن يجب أن يكون الأساس هو الحب والاحترام والثقة والرغبة في العطاء. وتفوق المرأة الاقتصادي لا يجعل الرجل الصادق الواثق بنفسه يشعر بالحرج أو القلق، والزوجة المحبة المخلصة التي تكن لزوجها احتراماً وحباً لا تشعره إطلاقاً بتفوقها المادي. وليحرص الرجل على أن يكون متفوقاً اقتصادياً، وأن يتولى هو المسؤولية الاقتصادية كاملة، أو على الأقل يكون هناك تكافؤ اقتصادي، وأن يتولى هو الجزء الأكبر من المسؤولية. والأصح أن تكون المسؤولية الاقتصادية هي مسؤولية الرجل كاملة أن استطاع؛ امتثالاً لقول الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...} (النساء:34). وعلى الزوجة الحفاظ على مال زوجها، فإن ذلك من حسن التدبير فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لها أن تُطعم من بيته إلا بإذنه، إلا الرطب من الطعام الذي يخاف فساده، فإن أطعمت – عن رضاه – كان لها مثل أجره، وإن أطعمت بغير إذنه كان له الأجر وعليها الوزر". وقال الإمام الغزالي: وأهم حقوق الزوج على زوجه أمران: أحدهما: الصيانة والستر، والآخر: ترك المطالبة بما وراء الحاجة، والتعفف عن كسبه إذا كان حراماً. وقال أبو حنيفة: لا خير فيمن لا يحفظ ماله ليصون به عرضه، ويصل به رحمه ويستغني به عن لئام الناس. وربة المنزل هي المكلفة بتدبير شؤونه ولا يغني الرجل كسبه شيئاً إذا لم تقتصد زوجته. وليس الاقتصاد معرفة استعمال المال فحسب، بل يشمل الترتيب والنظام والعمل والعناية بكل أمور المنزل، والمرأة مسؤولة عن استخدام ما لديها من المال والوقت في خير الطرق، فإن أحسنت التدبير تمكنت من إعانة زوجها وتوفير السعادة لأسرتها. وقد أوصت سيدة ابنتها فقالت: لا تكلفي زوجك إلا ما يطيق، وارفعيه بيدك وتدبيرك عن مواطن الضعف والضيق، فإن حمل الصخور أخف من ثقل الديون. احذر أن يكون الأطفال هم مصدر الاستقرار في الحياة الزوجية، يجب أن تكون حياتك الزوجية مستقرة تماماً قبل مجيء الأطفال وبعد مجيئهم، فزواج بدون أطفال من المكن أن يكون زواجاً سعيداً مستقراً، المهم أنتما الاثنان معاً.. فإذا انهار زواج بسبب عدم الإنجاب فهو عدم الفهم لمعنى الزواج، وإذا استقر زواج لم يكن مستقراً قبل مجيء الأطفال فإنه استقرار وهمي لا يمنح السعادة. فالزواج في حكم القرآن ليس وسيلة لحفظ النوع الإنساني فحسب، بل هو ـ فوق ذلك ـ وسيلة للاطمئنان النفسي والهدوء القلبي والسكن الوجداني. قال الله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} (الروم/21). فالزواج هو الرغبة الروحية الخالصة أن تعيش مع إنسان يعينك على طاعة الله. والأطفال زينة الحياة، ولكنهم ليسوا هم الحياة. والحياة ممكنة بدون أطفال، ولكنها صعبة بدون زوج ورفيق درب، والزوجة المحبة يأتي زوجها قبل أطفالها، وكذلك الزوج يحب أطفاله من خلال حبه لزوجته، فالأصل هو الحب الأكبر. وإذا شعر الأطفال بهذا الحب الرائع والاحترام بين الأب والأم؛ فإنهم يعيشون تجربة الأسرة المسلمة المتحابة، فتلتصق بوجدانهم وعقولهم. وعلى عكس ما تصور بعض السابقين في التحليل النفسي، فإن الأطفال لا يضايقهم حب الأب والأم، بل يسعدهم فيشبون على حب، ويعملون جاهدين على إقامة حياتهم الزوجية على أساس من الحب والتواصل مع الله سبحانه وتعالى. زوجك هو الألصق لوجدانك وعقلك، والأقرب لقلبك؛ لذا يجب أن يحتل المكانة الأولى في حياتك ـ بعد مرضاة الله عز وجل ـ ويأتي قبل أي إنسان آخر، ومن الطبيعي أن يأتي بعده أفراد أسرتك، ولكن ليس بعده مباشرةً، فمن الأفضل أن تكون هناك مسافة بينه وبينهم. لا تلجئي لأهلك ليساندوك في مواجهة زوجك ولا تستغني بهم عنه. احذري كل الحذر هذا الموقف، فزوجك هو أنت، وأنتما معاً في مواجهة العالم كله. ولا تكفي مشاعرك الداخلية، وإنما يجب أن يوضح سلوكك اليومي وفي كل لحظة المكانة الأولى المرموقة المتميزة لزوجك في حياتك، لا سيما أمام أمه . فالزوج فلذة كبد أمه، وهو أمانة أمه في يد زوجته، فوجب أن تتلطفي بصاحبة الأمانة، وتجعليها دائماً مطمئنة على أنها لن تفقد أمانتها، وذلك يكون بالتودد لها واحترامها، وهذا من شأنه كسب قلوب الأم والإخوة.. وأنت أيها الزوج، زوجتك قريبة منك، ولا تقتطع جزءا من حبك لأمك أو لأحد من أهلك، فالمسألة ليست كمية، وليست درجات من الحب، ولهذا لا تضع زوجتك في منافسة مع أمك أو أحد من أهلك، استقل بأسرتك الجديدة ودعّم هذه النواة الاجتماعية الإنسانية الجديدة، أعطها اهتمامك وتأييدك، وفي الوقت ذاته صل رحمك؛ حتى تكون موصولاً بالله عز وجل فقد جاء في الحديث القدسي: "الرحم مني، من وصلتها وصلته، ومن قطعها قطعته". أنتما تعيشان حياة واحدة، فلتكونا معا،ً والآخرون في الجانب الآخر، والآخرون هم كل الناس، الأصدقاء والزملاء والجيران وغيرهم، ولا يجب إطلاقاً أن يكون هناك تباعد أو خلاف في الرأي حول إنسان آخر، فرأيكما وموقفكما واحد، وإذا ظهر ثمة تعارض فيجب أن يتنازل أحدكما عن رأيه للآخر(الصواب) انطلاقاً من الثقة الكاملة بينكما. وأنتما معاً تحددان درجة القرب من الآخرين وطبيعة العلاقة معهم، ويجب أن تكون هناك مسافة بينكم وبين الآخرين، فالاقتراب الشديد من الآخرين ضار جداً بالحياة الزوجية، والحياة المحترمة يجب أن تقوم على المسافات، وخصوصيات الحياة الزوجية لا ينبغي أن يطلع عليها أي إنسان آخر مهما كانت درجة قرابته أو صداقته. والعلاقة الزوجية هي علاقة شديدة القدسية، لا يعلم دقائقها إلا الله سبحانه وتعالى، وكلا الزوجين عليه الاحتفاظ بأسرار حياتهما، فلا يفشي أي منهما سر صاحبه. وأخيراً: تذكرا على الدوام أن الحياة الزوجية ليست فقط مسيرة اثنين يرغبان في تحقيق سعادتهما الخاصة، فللمسلم دائماً أهداف تتجاوز المردود الدنيوي، والزواج هو نوع من التطبيق العملي لتحقيق الاستخلاف في الأرض، والعمل على إرضاء الله عز وجل.
السعادة الزوجية مطلب وغاية يسعى لتحقيقها كلا الزوجين، وإذا كان الاحترام والثقة وتوزيع المسؤوليات وسائل مهمة لتحقيق تلك السعادة، فإن ثمة وسائل أخرى تجدد تلك السعادة وتؤكدها وتحافظ عليها، ومنها ما يلي:
الحياة ليست سهلة، وأحد جوانب الحياة المثيرة والممتعة هو الكفاح من أجل تذليل الصعوبات وتحقيق النجاح. والكفاح له ميادين مختلفة وأشكال كثيرة داخل البيت وخارجه والرجل له ميادين كفاحه وكذلك المرأة.
ولكن لا تترك شريك حياتك يكافح وحده ستفقده ويفقدك وستفقدان حياتكما معاً. عش كفاح زوجك من أجلكما وليكن كفاحاً شريفاً من أجل غايات نبيلة. واستحضر دائماً النية الحسنة، وعوِّل على ما تصبو إليه من ثواب، فمن شأن ذلك أن يمنحك وقوداً متجدداً لبذل مزيد من الكفاح.
قد تتزوج امرأة رجلاً لكثرة ماله، وقد يتزوج رجل امرأة لمالها، فالمرأة تنكح لمالها وجمالها وحسبها ودينها، كما جاء في الحديث، غير أن العيب هو أن يظل معنى الصفقة سائداً ويخيم بظلاله على العلاقة الزوجية، فإذا فشل طرف في تحقيق توقعاته المادية من الطرف الاخر يبدأ الانشقاق ثم الانفصال مع مزيد من الأسف والأسى.
ويرى بعض علماء النفس أنه إذا كان الرجل يريد فقط تحقيق أهداف اقتصادية من زواجه بامرأة، فإن هذا الرجل يعاني نقصاً ما في شخصيته، وسوف تشعر زوجته هذا النقص وتعانيه ويثير لديها الاشمئزاز والاحتقار. إلا إذا كانت هي أيضاً تعاني نقصاً ما تعوضه بمالها.
لا تدخل العامل الإقتصادي في حساباتك، فالأرزاق بيد الله سبحانه القائل في كتابه الكريم {إن يكونوا فقراء يغنهم الله} (النور:32). مطلوب فقط أن يكون لكما رؤية اقتصادية مشتركة، تنظيماً للحيـاة، وتخطيطاً وترتيباً للمستقبل، وضوحاً وصدقاً، ثقة وأمانة.
ومن الممكن أن يكون هناك تعاون واشتراك في تحمل مسؤوليات الحياة الاقتصادية في ظل الحياة الصعبة، ولكن يجب أن يكون الأساس هو الحب والاحترام والثقة والرغبة في العطاء.
وتفوق المرأة الاقتصادي لا يجعل الرجل الصادق الواثق بنفسه يشعر بالحرج أو القلق، والزوجة المحبة المخلصة التي تكن لزوجها احتراماً وحباً لا تشعره إطلاقاً بتفوقها المادي.
وليحرص الرجل على أن يكون متفوقاً اقتصادياً، وأن يتولى هو المسؤولية الاقتصادية كاملة، أو على الأقل يكون هناك تكافؤ اقتصادي، وأن يتولى هو الجزء الأكبر من المسؤولية.
والأصح أن تكون المسؤولية الاقتصادية هي مسؤولية الرجل كاملة أن استطاع؛ امتثالاً لقول الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...} (النساء:34).
وعلى الزوجة الحفاظ على مال زوجها، فإن ذلك من حسن التدبير فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لها أن تُطعم من بيته إلا بإذنه، إلا الرطب من الطعام الذي يخاف فساده، فإن أطعمت – عن رضاه – كان لها مثل أجره، وإن أطعمت بغير إذنه كان له الأجر وعليها الوزر".
وقال الإمام الغزالي: وأهم حقوق الزوج على زوجه أمران: أحدهما: الصيانة والستر، والآخر: ترك المطالبة بما وراء الحاجة، والتعفف عن كسبه إذا كان حراماً.
وقال أبو حنيفة: لا خير فيمن لا يحفظ ماله ليصون به عرضه، ويصل به رحمه ويستغني به عن لئام الناس. وربة المنزل هي المكلفة بتدبير شؤونه ولا يغني الرجل كسبه شيئاً إذا لم تقتصد زوجته.
وليس الاقتصاد معرفة استعمال المال فحسب، بل يشمل الترتيب والنظام والعمل والعناية بكل أمور المنزل، والمرأة مسؤولة عن استخدام ما لديها من المال والوقت في خير الطرق، فإن أحسنت التدبير تمكنت من إعانة زوجها وتوفير السعادة لأسرتها.
وقد أوصت سيدة ابنتها فقالت: لا تكلفي زوجك إلا ما يطيق، وارفعيه بيدك وتدبيرك عن مواطن الضعف والضيق، فإن حمل الصخور أخف من ثقل الديون.
احذر أن يكون الأطفال هم مصدر الاستقرار في الحياة الزوجية، يجب أن تكون حياتك الزوجية مستقرة تماماً قبل مجيء الأطفال وبعد مجيئهم، فزواج بدون أطفال من المكن أن يكون زواجاً سعيداً مستقراً، المهم أنتما الاثنان معاً.. فإذا انهار زواج بسبب عدم الإنجاب فهو عدم الفهم لمعنى الزواج، وإذا استقر زواج لم يكن مستقراً قبل مجيء الأطفال فإنه استقرار وهمي لا يمنح السعادة.
فالزواج في حكم القرآن ليس وسيلة لحفظ النوع الإنساني فحسب، بل هو ـ فوق ذلك ـ وسيلة للاطمئنان النفسي والهدوء القلبي والسكن الوجداني. قال الله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} (الروم/21).
فالزواج هو الرغبة الروحية الخالصة أن تعيش مع إنسان يعينك على طاعة الله. والأطفال زينة الحياة، ولكنهم ليسوا هم الحياة. والحياة ممكنة بدون أطفال، ولكنها صعبة بدون زوج ورفيق درب، والزوجة المحبة يأتي زوجها قبل أطفالها، وكذلك الزوج يحب أطفاله من خلال حبه لزوجته، فالأصل هو الحب الأكبر.
وإذا شعر الأطفال بهذا الحب الرائع والاحترام بين الأب والأم؛ فإنهم يعيشون تجربة الأسرة المسلمة المتحابة، فتلتصق بوجدانهم وعقولهم. وعلى عكس ما تصور بعض السابقين في التحليل النفسي، فإن الأطفال لا يضايقهم حب الأب والأم، بل يسعدهم فيشبون على حب، ويعملون جاهدين على إقامة حياتهم الزوجية على أساس من الحب والتواصل مع الله سبحانه وتعالى.
زوجك هو الألصق لوجدانك وعقلك، والأقرب لقلبك؛ لذا يجب أن يحتل المكانة الأولى في حياتك ـ بعد مرضاة الله عز وجل ـ ويأتي قبل أي إنسان آخر، ومن الطبيعي أن يأتي بعده أفراد أسرتك، ولكن ليس بعده مباشرةً، فمن الأفضل أن تكون هناك مسافة بينه وبينهم.
لا تلجئي لأهلك ليساندوك في مواجهة زوجك ولا تستغني بهم عنه. احذري كل الحذر هذا الموقف، فزوجك هو أنت، وأنتما معاً في مواجهة العالم كله. ولا تكفي مشاعرك الداخلية، وإنما يجب أن يوضح سلوكك اليومي وفي كل لحظة المكانة الأولى المرموقة المتميزة لزوجك في حياتك، لا سيما أمام أمه
. فالزوج فلذة كبد أمه، وهو أمانة أمه في يد زوجته، فوجب أن تتلطفي بصاحبة الأمانة، وتجعليها دائماً مطمئنة على أنها لن تفقد أمانتها، وذلك يكون بالتودد لها واحترامها، وهذا من شأنه كسب قلوب الأم والإخوة..
وأنت أيها الزوج، زوجتك قريبة منك، ولا تقتطع جزءا من حبك لأمك أو لأحد من أهلك، فالمسألة ليست كمية، وليست درجات من الحب، ولهذا لا تضع زوجتك في منافسة مع أمك أو أحد من أهلك، استقل بأسرتك الجديدة ودعّم هذه النواة الاجتماعية الإنسانية الجديدة، أعطها اهتمامك وتأييدك، وفي الوقت ذاته صل رحمك؛ حتى تكون موصولاً بالله عز وجل فقد جاء في الحديث القدسي: "الرحم مني، من وصلتها وصلته، ومن قطعها قطعته".
أنتما تعيشان حياة واحدة، فلتكونا معا،ً والآخرون في الجانب الآخر، والآخرون هم كل الناس، الأصدقاء والزملاء والجيران وغيرهم، ولا يجب إطلاقاً أن يكون هناك تباعد أو خلاف في الرأي حول إنسان آخر، فرأيكما وموقفكما واحد، وإذا ظهر ثمة تعارض فيجب أن يتنازل أحدكما عن رأيه للآخر(الصواب) انطلاقاً من الثقة الكاملة بينكما.
وأنتما معاً تحددان درجة القرب من الآخرين وطبيعة العلاقة معهم، ويجب أن تكون هناك مسافة بينكم وبين الآخرين، فالاقتراب الشديد من الآخرين ضار جداً بالحياة الزوجية، والحياة المحترمة يجب أن تقوم على المسافات، وخصوصيات الحياة الزوجية لا ينبغي أن يطلع عليها أي إنسان آخر مهما كانت درجة قرابته أو صداقته.
والعلاقة الزوجية هي علاقة شديدة القدسية، لا يعلم دقائقها إلا الله سبحانه وتعالى، وكلا الزوجين عليه الاحتفاظ بأسرار حياتهما، فلا يفشي أي منهما سر صاحبه.
وأخيراً: تذكرا على الدوام أن الحياة الزوجية ليست فقط مسيرة اثنين يرغبان في تحقيق سعادتهما الخاصة، فللمسلم دائماً أهداف تتجاوز المردود الدنيوي، والزواج هو نوع من التطبيق العملي لتحقيق الاستخلاف في الأرض، والعمل على إرضاء الله عز وجل.