بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ,, وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتشر في هذا الزمن تفسير بعض الآيات لفئة من الناس ربما لا يحملون من الدين إلا أسمه وجهل أو تجاهل أن القرآن كتاب الله المُنزل لا يفسر بالأهواء أو على المتطلبات أو على المواقف وإنما يفسر القرآن بالقرآن أو بقول الرسول صلى الله عليه وسلم أو يفسره أهل العلم .... وقد أنتشر بين أوساط الناس تفسير لبعض آيات الكتاب الحكيم أو فهمها غلط .. وإليكم بعض الأمثلة أولاً .. قال تعالى ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ) فالمراد بالمنفعة هنا هي منفعة .. التجارة كما جاء في تفسير ..أما في الخمر فربح التجارة.. فإنهم كانوا يجلبونها من الشام برخص فيبيعونها في الحجاز بربح .. هذا في تفسير القرطبي أما منفعة الجسم فقد قيل فيها نفع البدن وتهضيم الطعام وإخراج الفضلات هذا عند ابن كثير وغيرة
ثانياً .. قال تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وقد جاء في تفسيرها أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل كانت الخشية له أعظم وأكثر. والبعض يفهمها غلط والعياذ بالله ....
ثالثاً .. قال تعالى( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ) جاء في تفسير هذه الآية .. ( ولا تكرهوا فتـياتكم) أي إمائكم ( على البغاء) أي الزنى ( إن أردن تـحصنا ) تعففـا عنه، وهذه الإرادة محل الإكراه فلا مفهوم للشرط ( لتبتغوا ) بالإكراه (عرض الـحياة الدنـيا ) نزلت في عبد الله بن أبـي كان يكره جواريه على الكسب بالزنى ( ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور) لهن ( رحيـم ) بهن ..
رابعاً .. قال تعالى ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ) كثير من الناس يظن أن أي فتنة تحصل فهي أشد من القتل وهذا لا يقره عقل ولا دين ولا عرف. فإن المراد بالآية غير ما يفهمه كثير من الناس اليوم وخلاف ما يذكره أهل العلم: لابد أن نعلم بأن المراد بالفتنة في الآية هو ( الشرك ) كما هو متقررٌ عند علماء التفسير. لأن المشركين عَيَّرُوا بعض الصحابة الذي قتلوا بعض المشركين في الأشهر الحُرُم, حيث قالوا: كيف يدَّعُون الإصلاح وهم يقتلون في الأشهر الحرم ؟!!! فأنزل الله الآية ( يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه قل قتالٌ فيه كبير...... إلى قوله: والفتنة أكبر من القتل..) أي أن القتل في الشهر الحرام كبير عند الله ومحرم. ولكن هناك ذنب وقعتم فيه هو أكبر من الذنب الذي وقع فيه هؤلاء النفر من الصحابة, ألا وهو الشرك, فإن الشرك أكبر من القتل. ولذلك قال الإمام أحمد: " الفتنة: الشرك ".
خامساً .. قال تعالى ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ) فَقَالَ تَعَالَى " مَا يَفْعَل اللَّه بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ " أَيْ أَصْلَحْتُمْ الْعَمَل وَآمَنْتُمْ بِاَللَّهِ وَرَسُوله " وَكَانَ اللَّه شَاكِرًا عَلِيمًا " أَيْ مَنْ شَكَرَ شَكَرَ لَهُ وَمَنْ آمَنَ قَلْبه بِهِ عَلِمَهُ وَجَازَاهُ عَلَى ذَلِكَ أَوْفَر الْجَزَاء .
======================================
وهناك بعض الآيات تصعب قراءتها ومنها مثلاً قوله تعالى ( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) كيف تقرا الكلمة التي باللون الأحمر