|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون.|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛| . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته........... لقد ترددتُ كثيراً في كتابة هذا الموضوع ، وما ذاك يا سادة إلا لعلمي بِخُلوِّ وِفاضي من وشاح أهل الوعظ والتقى ، عطفاً على كون فاقد الشيء لا يُعطيه ! وأن المرء أولى له أن يقوّم نفسه قبل أن يقوّم غيره ، ويرشدها الحق قبل أن يرشد سواه ، ولا يكون كالشمعة تحرق نفسها لتضيء للآخرين ، فنفسه أولى بالخير إن كان ثَمّ ، ومن الأدهى والأمر ، ومن الغبن ومن الحسرة حين يكون كذاك الذي يأمر الناس ولا يأتمر ، وينهى الناس ولا ينتهي كما في حديث الصادق المصدوق (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار ، فتنْدَلِقُ أقتاب بطنه ، فيدور فيها كما يدور الحمار بالرحى ، فيجتمع إليه أهل النار ، فيقولون : يا فلان ! ما لك ؟! ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟! قال : بلى . كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وكنت أنهاكم عن المنكر وآتيه) لهذا ، وضعتُ قلمي في جيبي مرات عِدّة ، وقبضت أصابعي عن لوحة المفاتيح عدة مرات ، مرة أقول "أتنصح ومثلك أحق بأن يُنصح" فأُحجم ، ثم أتذكر قول العلماء "العمل لأجل الناس رياء وتركه لأجلهم شرك" فأُقدِم ، وهكذا عشتُ مع هذا الموضوع بين مدٍّ وجزر ، تارة أقول سيكون الموضوع زيادة في الحُجج التي تُدينك ، وآونة أقول لعلها خطوة في الهداية إلى الرشاد .. غير أنني سألت الله أن يجعل الخير لي فيما أنويه ، وأن يصلح لي النية ، وأن يكون هذا الموضوع قُربةً إلى الله أتوسّل به إليه أن يأخذ بيدي إلى مصافّ المتقين وما ذلك على الله بعزيز ، ونحن يا سادة نطلب كريماً بيده مفاتيح السماوات والأرض ، يجزي الكثير على القليل من العمل ، ويعطي الوفير على اليسير ، ويضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها ، ويتقرّب إلى عبده ضعف ما يتقرّب العبد إليه ، فإن تقرّب العبدُ شبراً تقرب الكريم الجواد إليه ذِراعا ، وإن تقرب إليه ذراعاً تقرب الله إليه باعا ، وإن أتاه العبدُ يمشي أتاه العظيم في صفاته هرولة . أيها السادة والسيدات .. إن هذه الآية التي عنونتُ لها مقالي قد أقضّت مضاجع الصالحين ، وألهتِ النساء الصالحات عن أولادهن ، فقد قال الله تعالى ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) يقول الشيخ السعدي رحمه الله في الآية الأولى " (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) أي يظنون من السخط العظيم والمقت الكبير ، وقد كانوا يحكمون لأنفسهم بغير ذلك ، (وبدا لهم سيئات ما كسبوا) أي الأمور التي تسوؤهم بسبب صنيعهم وكسبهم " لاحظوا أيها الكرام أنهم كانوا يظنون بأنفسهم خيراً ، وأنهم لشدّة غفلتهم حكموا لأنفسهم بأنهم مُستنَون من عذاب الله ، جهلاً واغتراراً وانخداعاً بأنفسهم ، غرّهم إحسان الظن بنفوسهم فحكموا لها ولم يحكموا عليها ، بل لم يوقفوها ويحاسبوها ، ولم يعرضوها على شرع الله ليقفوا على حكمٍ صائبٍ ، إنما عرضوها على أهوائهم ومحبتهم لأنفسهم وأن لهم من الحصانة ما يمنع عنهم العذاب .. فهل نكون منهم ، ونحن لا نشعر ! أو ربما سرتِ الغفلة إلينا وأن إحسان الظن بأنفسنا لما هو ظاهرنا من علامات الاستقامة كاللحية والثوب المرتفع عن الكعبين ومجالسة الصالحين ، جعَلَنا نعمى عن حالنا وما عليه قلوبنا من القسوة ! في حين لو أنّا أقمنا الميزان لأعمالنا ووضعنا النقاط على الحروف لربما لم يكن في مرجِّحات كِفّتنا إلا القليل القليل من الأعمال وإن أردتَ أن تقف على مقدار ما عندك فقارن أعمالك وأفعالك بأفعال السابقين من العلماء والصالحين ، لتقف على بونٍ شاسعٍ بينك وبينهم ، ذاك عالمٌ يدرس عليه الطلاب من الصباح إلى المساء ، وذاك رجلٌ من كبار السن ممن نفوقهم عِلماً ونقصر عنهم عملاً ، يحافظ على سبحة الضحى وعلى قيام الليل ، وتلك عجوزٌ تخرج من بيتها تتصدق على جيرانها بما يسر الله بتمرةٍ وبشِقّ تمرة .. أيها الملتزم السادر في غفلته جِيئةً وذهاباً وأنا واحدٌ منكم ، أين التفتيش عن مكامن الخلل ومواطن النقص والزلل ! أم أنك اتّكلتَ على لحيةٍ وثوبٍ وكفى ؟! على أنهما من السنة ، ولكنك قد تخدع نفسك بتسليتها بهما ! أتختم القرآن في الشهر مرة ؟ ربما يكون جوابك سلبياً كجوابي كم مرّ عليك من الأيام ومن الشهور ولم تتصدق بصدقة ؟ لا تقل لا مال ! فلعلك لا تعجز عن القول الطيب وهو صدقة ، وعن ريالٍ تتصدق به ينفعك به الله ويرفعك به ولا يضرك إنفاقه شيئا .. حدثني صديقٌ لي قال ركبت مع صديقٍ يُعدُّ من عوام الناس ففتحت دُرج سيارته فوقع نظري على نقودٍ كلها من فئة الريال ، فقلتُ له ما هذا فسكت ، فألححتُ عليه بالسؤال فقال "هذه النقود للصدقة ، كل يومٍ أتصدق بريال" ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، ما تقول إيها المنخدع بالتزامه وكلنا مثلك !! حدثنا يا رعاك الله عن صلواتك ! وتعال أخبرنا عن وِردك وأذكارك وهلمّ قل لنا كم مرةً خطمتَ النفس عن أهوائها ، وقدمتَ محابّ إلهك على محابِّك ، ورضاه على رضى أحبابك وأصحابك ! تأمل يا رعاك الله هذا الحديث النبوي الشريف (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) وتأمل الحديث الآخر : (ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) ومثلك لا يحتاج إلى أن يُشرح له الحديثان .. أخيتي من يمنعك من الله إن كان جُل بضاعتك زِيّاً تتزيا به ، وخطواتٍ مع المشايخ تخطر بها ، تصاحب الصالحين ولستَ منهم ، بدليل أنهم يعملون وعرَيتَ من العمل ، ويخطمون نفوسهم وتركتَ لهواك الخطام والزّمام ، يقودك إلى حيث يريد .. يراك الناس في معيتهم كواحدٍ منهم ، وربك المطلع عليك يعلم أن بينك وبينهم بونٌ شاسع .. ولعل من المناسب أن أدلك على كتيبٍ صغيرٍ لأبي حامد الغزالي "أيها الولد المحب" كان الباعث لها رسالة من أحد تلاميذه يطلب منه النصح بعد أن درس عليه من العلوم ما درس ، فأجابه برسالة بديعة عجيبة يقول في بعضها والنقل من الذاكرة "العلم بلا عملٍ جنون ، والعمل بلا علمٍ لا يكون" اللهم أبعدنا عن الاغترار ، واكفنا شر أنفسنا وشر الأشرار ... ... اللهم اهدني وسددني اللهم إني أسألك الهدى والسداد اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه ... يا رب اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله بصراحــــــــــــــــــــه.......... رساله وصلتني بالأيميل وأثرت فيني لأبعد درجه وحبيت أشارك بها لعل الله أن ينفع بها ويلين القلوب ... وينبه العقول دمتم في رعاية الرحمن هنـــــــــــــــــــــــــــــا