- سن اليأس
(3) المعالجة الهرمونية وخطر حدوث سرطان الثدي: أهم الأسئلة المطروحة حول استخدام المعالجة الهرمونية المعيضة سواء المشتركة أو بالأستروجين هو معرفة تأثيرات الأستروجين في تطوير سرطان الثدي. معظم الباحثين يعتقدوا أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يزداد بازدياد التعرض للأستروجين المفرز داخلياً الحاصل أثناء الحياة الطبيعية ولم يثبت ما إذا كان الأستروجين المُعطى خارجياً له نفس التأثير. هناك اختلاف في الوقت الحاضر حول التجارب السريرية المُجراة بسبب الاختلافات الواسعة في الدراسات البشرية وفي حجم الجرعات الدوائية وزمن إعطائها وفي أنماط الأستروجين المستخدم. التحليلات الحديثة للدراسات السابقة تقترح إن إعطاء الأستروجين بكميات صغيرة ولفترات قصيرة من الزمن 10 سنوات أو أقل لا يُزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي في حين تطبيق الأستروجين بجرعات كبيرة ولفترات زمنية أطول من 10 سنوات يُزيد من احتمال هذا الخطر بشكل هام وعلى الأغلب إن استخدام الأستروجين لفترات مطولة يُزيد من خطر حدوث سرطان الثدي بنسبة 30% وهذا يعني ازدياد وقوعات سرطان الثدي من 10 حالات لكل 10,000 امرأة في السنة إلى 13 حالة لكل 10,000 امرأة في السنة إن الخوف من سرطان الثدي يعتبر من أكثر الأسباب أهمية التي تجعل المرأة غير راغبة في استخدام المعالجة الهرمونية المُعيضة على الرغم من أن نسبة الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي لم تزداد على الإطلاق. وقد يكون السبب في هذا نتيجة زيادة معدل الزيارات الطبية للعيادات النسائية وتطبيق أكثر للإجراءات الوقائية. وخاصة تصوير الثدي الشعاعي سنوياً. وبينما لا يستطيع أحد أن يُقرر كيف يتطور سرطان الثدي إلاّ أن هناك عوامل خطر ثابتة يجب على كل امرأة أن تكون مُلمّة بهم عند التفكير باستخدام المعالجة الهرمونية المُعيضة قصة عائلية لسرطان ثدي خاصة عند الأم أو الأخت تعبر من أهم عوامل الخطورة على الإطلاق وكذلك يزداد عامل الخطر إذا بكّرت الدورة الطمثية بالظهور قبل سن 12 أو عملية الإنجاب حصلت في عمرٍ متقدم أو الإياس بدأ بعد سن 50. معظم الأطباء يعتقدوا أن الفوائد المُجناة من تطبيق المعالجة الهرمونية المعيضية تفوق أهميةً مخاطر الاستعمال إذا لم تكن المرأة مُصنفة ضمن مجموعة النساء ذوات الخطر العالي للإصابة بسرطان الثدي أو سرطان باطن الرحم. بالنسبة لبعض النساء تصبح المعالجة الهرمونية أمراً صعباً للاستمرار فيه نتيجةً للتأثيرات الجانبية المرافقة لهذه المعالجة وتبقى القضية قراراً شخصياً تتعلق بالمرأة وبطبيبها المختص. (4) عوامل خطورة أخرى ترتبط بالمعالجة الهرمونية: عادة ينصح الأطباء النساء التماس جانب الحذر عند تطبيق المعالجة الهرمونية المُعيضة وخاصة اللواتي لديهن خطراً عالياً في تطوير أمراض الدم التخثرية. السّمنة والدوالي المرئية الشديدة. والتدخين وقصة سابقة لأمراض دموية خثرية تضع المرأة في مجموعة النساء ذوات الخطر العالي عند استخدام المعالجة الهرمونية. وكذلك وجود قصة سابقة لأمراض الحويصل الصفراوي قد يمنع من تطبيق المعالجة الهرمونية حيث تزداد نسبة حدوث الحصيات الصفراوية لدى استخدام الأستروجين. وبشكل عام نستطيع أن نُجمل التأثيرات الخاصّة للمعالجة الهرمونية بما يلي: التأثيرات السلبية التأثيرات الإيجابية * يزداد خطر الإصابة بسرطان الرحم وخاصة سرطان باطن الرحم. * ينقص خطر حدوث تخلخل العظام * تأثيرات جانبية مزعجة مثل الانتفاخ البطني والهيوجية. * تخف أعراض الهبات الساخنة. قد يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي.وخاصة عند الاستخدام لفترة طويلة من الزمن * ينقص خطر وقوع أمراض القلب الوعائية والحوادث الدماغية * قد تحمل المعالجة الهرمونية خطرا ًللمرأة مُهلكاً عند النساء اللواتي لديهن اضطرابات دورية خثرية * يحسن من الحالة النفسية والمزاجية (II التغذية: هناك اتفاق عام على أن التغذية المتوازنة تُعدّ من أهم العوامل الرئيسية للصحة السليمة ولكن هناك ما زال الكثير لنتعلمه وخاصة فيما يتعلّق بمكونات الحمية الغذائية المتوازنة. تختلف المتطلبات الغذائية من شخص لآخر ويزداد هذا الاختلاف مع تقدم العمر. تحتاج المرأة في مرحلة ما قبل سن الضهي بشكل طبيعي إلى 1000 ملغ في اليوم من الكالسيوم وتُجمع معظم الدراسات الطبية أن المرأة بعد سن الضهي تحتاج لـ1500ى ملغ من الكالسيوم في اليوم في حال عدم تطبيق المعالجة الهرمونية و1000 ملغ من الكالسيوم في اليوم إذا كانت مُقترنة بالمعالجة الهرمونية المُعيضة أهم الأغذية التي تحوي على الكالسيوم بتراكيز عالية تشمل الحليب ومشتقاته والأسماك والخضروات ذوات الأوراق الخضراء. تعتبر المُحضرات الدوائية الحاوية على كاربونات الكالسيوم من أكثر أنواع الكالسيوم امتصاصاً في الجسم وإذا كانت المرأة تعاني من مشكلة عدم تحمّل اللاكتوز فإنه يُنصح باستخدام الحليب المُحب للحامض. وكذلك يلعب فيتامين © دوراً مهماً في امتصاص الكالسيوم وفي عملية التشكل العظمي حيث أظهرت الدراسات أن النساء في سن الضهي والمصابات بتخلخل العظام لدى تناول فيتامين © لفترة 3 سنوات فإن معدل حدوث الكسور العظمية في الفقرات الظهرية تنقص بشكل هام. إن تناول فيتامين © بجرعات عالية يسبّب حصيات كلوية وإمساك وآلام بطنية وخاصة عند النساء اللواتي لديهن مشكلة كلوية سابقة. تُوصى النساء بشكل عام باستخدام الإرشادات الغذائية الصحية التالية: · من المفضل اختيار الأغذية ذات الدسم المنخفض وخاصة الكولستيرول والدسم المُشبع بحيث لا يتجاوز الوارد الحروري من الدسم أكثر من 30% من الوارد الحروري اليومي. · استهلاك كميات وافرة من الخضار والفواكه وخاصة الغنية بفيتامين (أ) و(ج) وفضلاً عن ذلك تعتبر الخضار والفواكه مصدراً غنياً للعناصر المعدنية والألياف. تساعد الألياف في الحفاظ على حركية الأمعاء وقد تنقص من نسبة وقوعات سرطان الكولون. يُنصح الكبار والصغار على حدّ سواء بتناول 20 – 30 غ من الألياف في اليوم. · تجنّب تناول الأغذية والمعلبات المُدخّنة والأطعمة المملّحة فقد يتفاقم الضغط الشرياني ويصبح اختلاطاً خطيراً لدى تناول الأطعمة الغنية بالأملاح. · تجنب تناول الأطعمة والمشروبات الحاوية على سكاكر اصطناعية. السكاكر الاصطناعية لا تملك طاقة حرورية وقد تؤدي إلى زيادة الوزن. مع تقدم العمر تنقص متطلبات الجسم من الطاقة نتيجة لانخفاض الفعالية الفيزيائية وفقدان كتلة الجسم العضلية. إن زيادة الفعالية الفيزيائية تُزيد من حاجة الجسم للطاقة وتساعد في النهاية في التقليل من زيادة الوزن تحدث زيادة في الوزن عند النساء ما بعد سن الإياس وقد يعود السبب جزئياً إلى نقص في مستوى الأستروجين. أظهرت الدراسات المجراة على حيوانات المخبر أن الأستروجين يلعب دوراً كبيراً في عملية التحكم بالوزن. فالحيوانات اللواتي تم استئصال مبايضهن جراحياً، قد حصلت لديهن زيادة في الوزن وحتى لو أطعمت بنفس الأغذية التي أطعمت فيها الحيوانات ذوات المبايض السليمة. فإن النتيجة تبقى متشابهة. لقد وجد أن البروجسترون يعاكس تأثيرات الأستروجين وكلما ازدادت تراكيز البروجسترون في الدم ازدادت رغبة الحيوانات للأكل. III) التمارين الفيزيائية: تعتبر التمارين الفيزيائية مهمة جداً في حياة المرأة وخاصة عندما تتقدم في العمر. التمارين الفيزيائية المنتظمة تُفيد القلب والعظام وتساعد في تنظيم الوزن وتساهم في بناء الحس الذاتي السليم وتُحسّن من الحالة المزاجية للمرأة. بغياب التمارين الفيزيائية المنتظمة تصبح المرأة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب الإكليلية والسمنة وارتفاع الضغط الشرياني وتخلخل العظام. الأعمال التي تتطلب فترات طويلة من الجلوس تزيد من فرص حدوث آلام الظهر المزمنة والصلابة والأرق ومعظم هؤلاء النساء لديهن دوران وعائي ضعيف ووهن عضلي وقصر تنفسي وفقدان في الكتلة العظمية للجسم. النساء اللواتي يمارسن بانتظام التمارين الفيزيائية أو الأشكال الأخرى في الفعاليات الهوائية أكثر قدرة لتجنب هذه المشاكل وإفراز مستويات عالية من الدسم البروتيني ذو الكثافة العالية أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يمارسن تدريبات مقوية للعضل تنقص لديهن نسبة الوفيات وخاصة الناجمة عن أمراض القلب الإكليلية والخباثات. ومثل العضلات تماماً تتبع العظام القاعدة التالية "إذا لم تستخدمه فقد تخسره" حيث تتناقص كتلة العظام وتخسر مقويتها في حال عدم الاستخدام. من المعروف ومنذ أكثر من 100 سنة أن التمارين الحاولة للوزن مثل المشي والركض تساعد في زيادة الكتلة العظمية للجسم حيث تسرّع هذه التمارين الخلايا على تشكيل أنسجة عظمية جديدة. أظهرت الدراسات خلال 20 سنة الماضية أن النسيج العظمي الذي يخسر من كتلته نتيجة فقدان الحركية يستعيد قدرته على البناء من جديد عند ممارسة التمارين الحاملة للوزن إن التمارين الفيزيائية المعتدلة عند النساء في سن اليأس تصون وتحافظ على الكتلة العضلية في العمود الفقري وتنقص من خطر حدوث الكسور في تلك المنطقة. وكذلك تلعب التمارين الفيزيائية دوراً كبيراً في تحسين المزاج والحالة النفسية. أثناء التمارين الفيزيائية يفرز الدماغ مجموعة من الهرمونات تدعى الأندروفينات حيث تُعدّ هرمونات مُحسنة للمزاج وتساهم في الاستجابة الإيجابية للجسم عند التعامل مع الشدات. إن هذا التأثير الرافع للمزاج قد يستمر لبضعة ساعات حسب رأي بعض المتخصصين في علم الغدد. لا بُد من استشارة الطبيب قبل الشروع في البرامج الفيزيائية لأنه من الأهمية تحديد أكصثر أنماط التدريبات الفيزيائية ملاءمة للمرأة. تبدأ برامج التدريب الفيزيائي ببطءٍ في أول الأمر ثم تزداد بإطراد حتء تصل إلى المستوى المرجو منها. النساء المصابات بمرض تخلخل العظام في العمود الفقري يجب أن يكن حذرات عند ممارسة التمارين الرياضية وخاصة تلك التي تضع ثقلاً أو ضغطاً على العمود الفقري حيث تتسبب في كثير من الأحيان إلى حدوث كسورٍ في الفقرات الظهرية.