[right][right] اتخذ مجلس تحرير مجلة "اتحاد نساء مصر" التي تصدر عن منظمة تحت التأسيس تحمل الاسم نفسه وتتزعمها الطبيبة والروائية المصرية المثيرة للجدل د. نوال السعداوي، قرارا بأن يوقع المحررون والمحررات باسمائهم مقرونة بالأم والأب، وهي خطوة من المتوقع أن تثير رفضا دينيا واجتماعيا. يأتي ذلك بعد أسابيع من مفاجأة ابنتها د. منى حلمي بتغيير اسمها الى منى نوال حلمي وتقديم نفسها للأوساط الاجتماعية والصحفية والفكرية بذلك الاسم الذي أثار اندهاشا وردود فعل منتقدة لها. وفي حديث مع "العربية.نت" اكدت د. نوال السعداوي أنها شخصيا ستوقع اسمها من الآن فصاعدا باسم أمها ووالدها ولا ترى في ذلك مدعاة للانتقاد والرفض، لأن ذلك لا يتعارض مع الدين. ووصفت قرار مجلس تحرير المجلة الذي يشمل النساء والرجال العاملين فيها بأنه يأتي في إطار حملة تقودها د.منى حلمي واتحاد نساء مصر - تحت التأسيس - لاحترام اسم الأم وحتى يحظى بالشرف نفسه الذي يحظى به الأب. وأضافت "نطلب الحق لمن يشاء في أن يحمل اسم الأم والأب، فمثلا هي سيصبح اسمها منى نوال حلمي وأنا سيصبح اسمي د.نوال زينب السعداوي وجميع المحررات في مجلس تحرير مجلة اتحاد نساء مصر سيوقعون باسم الأم وكذلك المحررون، فمثلا د.محمد فتوح سيكون محمد عزيزة فتوح، وهذا قرار اتخذناه في مجلس التحرير". وأضافت "بعض المجلات والجرائد التي نكتب فيها لا توافق على أن نوقع بهذه الطريقة، فمثلا د.منى حلمي عندما أرادت ذلك في مقالها الأسبوعي الذي تكتبه بمجلة روز اليوسف، رفض رئيس التحرير عبدالله كمال على أساس أن عقدها مع المجلة باسم منى حلمي، لكنها من الآن فصاعدا ستوقع على كتبها باسم منى نوال حلمي، وأنا سأوقع نوال زينب السعداوي".. مشيرة إلى أن ذلك على خلاف ما نشر في الصحافة باننا سنوقع باسم الأم فقط. ورفضت القول بان هذا الاتجاه غير معروف في أي مكان من العالم موضحة أنه "في أوروبا وأمريكا واسبانيا وتنزانيا وبلاد كثيرة جدا يتسمى الأطفال باسم الأم فقط أو باسم الأم والأب. الاختيار حر ومن يحمل اسم الأم له نفس الشرف، فلماذا يقال عنه هنا في بلادنا إنه ابن زنا". العرف الاجتماعي لا يرفض الانتساب للأم وتؤكد أن هذه الخطوة لا تتعارض مع العرف الاجتماعي العام "عندنا في مصر تراث كبير جدا في هذا الجانب، فقديما كان الأطفال يتسمون بأمهاتهم، إضافة إلى أن اسم الأم محترم جدا عندنا، ويتمشى ذلك مع الإسلام الذي جعل الجنة تحت أقدام الأمهات، وهناك مشايخ كثيرون أيدوا ذلك ولم يروا في ذلك مشكلة دينية". واستطردت: "طبعا البعض اعتبر ذلك منافيا للإسلام، عملا بالنص القرآني الذي يقول (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً) .. مبررة ذلك بأن هذه الآية نزلت لسبب معين ولا يجب تعميمها، وأن النسب الأبوي فقط وتحريم أن يحمل الأطفال اسم الأب هو قانون سياسي لا علاقة له بالأديان. وأكدت نوال السعداوي "من الآن فصاعدا سأوقع مقالاتي وكتبي باسم (نوال زينب السعدواي، نوال السعداوي سابقا) مشيرة إلى أن بعض الصحف التي تكتب فيها ترفض ذلك". ولا تتوقع أن يثير هذا الاتجاه ثورة من الأزهر والرموز الإسلامية متساءلة: لماذا الثورة، ولماذا يثار الأزهر، فهل هو الوحيد الذي يفهم الإسلام.. نحن أيضا نفهم الإسلام جيدا ونعرف أن ما نقوم به لا يتعارض معه". وأضافت "لم اتعرض حتى الآن لأية حملات بسبب ذلك.. هناك اناس ابدوا بعض الغضب على د.منى حلمي عندما استضافوها بالتليفزيون وحصل جدل معها، ولكنه جدل موضوعي من المفروض أن يحدث". وكشفت د.نوال السعداوي أنها تكتب حاليا رواية جديدة "تتناول ما نعيش فيه من مهازل، تلك الحياة المزدوجة، نعمل كل الموبقات في الخفاء، ونتظاهر في العلن بالتدين والأخلاق وأنا ضد هذه الازدواجية". وترى أن هناك آراء فقهية متقدمة وحركة تجديد كتلك التي أبداها د.حسن الترابي في فتاويه الأخيرة "أرحب بأي تجديد فكري طالما استند الى العلم والتاريخ وكان محترما وهادئا يخاطب العقل والمنطق، فهذا هو المطلوب. نحن في حاجة إلى إبداع فكري في السياسة والاقتصاد والثقافة وفي الخطاب الديني والطب. تجديد الفكر يعني تجديد المجتمع. أنا مع الابداع والجدل الحر المحترم". وقالت "يدهشني أن يقول شيخ فتوى مختلفة أو رأيا جديدا فلا يرد عليه ويناقش بل يهاجم ويتهم بالكفر أو الردة ويهدد بالقتل، لماذا لا يفندون الحجة بمثلها.. هذه همجية، الإنسان له عقل والاختلاف في الرأي يبنغي أن يولد الجدل الملتزم وأدب الاختلاف". وترى د. نوال السعداوي أن هناك عودة إلى الوراء في "أوضاع الحرية والابداع الفكري في العالم العربي، وما يظهر على السطح سواء من المعارضة أو الصحافة حرية غير حقيقية وديمقراطية زائفة لمجرد التنفيس عن الغضب على غرار الديمقراطية الأمريكية. لقد قمت بالتدريس 13 عاما في الولايات المتحدة ومن واقع معرفتي للممارسة الديمقراطية هناك أرى شبها كبيرا بيننا وبينهم في هذا الزيف". وقالت "النظرة العربية الى المرأة كمتاع جنسي لم تتغير بسبب الردة السياسية والثقافية الخطيرة، بل هي ردة في جميع نواحي الحياة، وكذلك بسبب تهديد المفكرين – نساء ورجال - فعندما أكتب انا من أجل تحويل المرأة من جسد يعرى أو يغطى إلى انسان، أقابل بالتهديد لكي أكف عن هذا الفكر. كذلك فان السياسة سبب من الأسباب، خاصة أن بلادنا اصبحت تابعة للاستعمار الأمريكي، فهو رغم تحريره للمرأة، يريد لنا ان نظل متخلفين، والدليل على ذلك الفتنة الطائفية الحاصلة في العراق". . [/right][/right]