كل جسد بشري له مجال مغناطيسي حيوي، يتميَّز به عن أي جسد آخر.. وذلك المجال يتغيَّر كثيراً، في حالات المرض.. رصده أثبت أنه يضطرب، ويتغيَّر، ويتبدَّل، كلما عانى الجسد من أية اضطرابات في مساره الطبيعي.. عمقه.. وألوانه.. وشدته.. كل عوامله تختلف، باختلاف نوع المرض، وطبيعته، وشدته.. ومنذ منتصف التسعينيات، غرق العلماء في دراسة كل ما يتعلَّق بارتباط المجال المغناطيسي الحيوي بالأمراض.. ثم بدءوا في التعامل مع الموقف.. عبر العلم.. ففي الفلزات، يمكن ضبط المجال المغناطيسي المضطرب بوساطة مجال مغناطيسي آخر، يتم استحداثه بدقة؛ لتحقيق التوازن المنشود.. لماذا لا يحدث هذا مع الجسد البشري أيضاً..؟ ومنذ الوهلة الأولى أثبتت التجارب إمكانية حدوث هذا.. إمكانية إضافة مجال مغناطيسي ما إلى الجسم البشري، لضبط مجاله الحيوي الأساسي.. ولعلاج اضطراباته.. وأمراضه أيضاً.. وجاءت النتائج مدهشة بكل المقاييس.. فالمجال الحيوي الإضافي، ضبط بالفعل المجال الحيوي الرئيسي، وساعد في معادلة وهزيمة بعض الأمراض، المؤدية إلى -أو الناشئة عن- اضطرابه.. وعلى رأس تلك الأمراض، جاءت الاضطرابات النفسية.. والذهنية.. والعصبية.. كل حالات التوتر الانفعالي، والاكتئاب الذهني تم تحسينها، أو حتى علاجها تماماً، عبر تعديل المجال المغناطيسي الحيوي المضطرب.. وكذلك اضطرابات المعدة.. والقولون العصبي.. وعدم انتظام ضربات القلب.. والآلام الروماتيزمية.. واضطرابات النوم.. والعجز الجنسي في بعض الأحيان.. وعلى الرغم مما سنجده، من عشرات الدراسات العلمية الجادة، حول العلاج بالمغناطيسية، فإن التعامل مع الأمر تجارياً، أصبح مثاراً للضحك والسخرية، على كل المستويات.. فمن المستحيل علمياً، أن تنجح قطعة مغناطيسية في علاج كل أمراض أو أوجاع أي شخص، إذ أن الأمر دقيق إلى درجة لا يصلح معها العبث؛ فلابد أولاً من دراسة المجال المغناطيسي الحيوي للشخص، وتحديد نوع وطبيعة اضطرابه بالضبط.. وبعدها تأتي مرحلة تحديد العلاج.. فالمجال المغناطيسي الإضافي، لابد وأن يتوافق تماماً مع احتياجات المجال المغناطيسي لكل شخص بصورة خاصة جداً.. أو بمعنى أدق، لابد من تفصيل مجال كهرومغناطيسي إضافي لكل حالة مرضية، بحيث يتناسب معها دون سواها.. هذا ما قاله العلم.. وما استخدمه.. وما أثبته.. أما العشوائية، أو استخدام قطعة مغناطيسية غير مدروسة، فهو لن يؤدي إلا إلى ضعف احتمالات الشفاء فحسب، بل وربما يكون سبباً في منشأ اضطرابات جسدية جديدة أيضاً.. أو أعراض جانبية، أسوأ من المرض الأصلي نفسه.. وهنا سنحتاج إلى علاج جديد.. ومغناطيسي جديد.. ودراسات جديدة.. والعلاج بالمغناطيسية بدأ ينتشر بالفعل في دول العالم المتقدِّمة، حتى إن أوروبا تضم أول مستشفى متخصص بالكامل في العلاج بالمغناطيسية.. أما العلماء، فقد انتقلوا -كالمعتاد- إلى المرحلة التالية.. إلى التوسُّع في استخدام التأثيرات المغناطيسية أكثر.. وأكثر.. وأكثر.. وسيدهشك أنهم قد وضعوا أول تخطيط لمدن المستقبل المغناطيسية .