يشير الخبراء إلى أن الضغوط تسهم في تحويل المشكلة الصغيرة إلى قضية كبرى إذ ربما تثور الأم لمجرد أن طفلتها رفضت ارتداء بيجامتها مع أن هذا التصرف يعد طبيعياً لمن هم في مثل سنها. فقبل أن تلجئي مثلاً إلى صفع طفلك قولي لنفسك :
"توقفي" بعد ذلك خذي نفساً عميقاً جداً وأخبري طفلك بأنك غاضبة جداً وتحتاجين إلى أن تهدئي روعك.
ويمكنك مثلاً شرب كوب ماء وعندما تهدئين اشرحي لطفلك سبب غضبك بعد ذلك قدمي له حلاً منطقياً كأن تشرحي له أنه في حال لم يرتد البيجامة الآن فسوف تتأخران عن موعد قراءة القصص في المكتبة.
كما تشكو بعض الأمهات من طفلها الذي يمنعها من التحدث في الهاتف إذ تكثر طلباته في تلك اللحظة بالذات ويبدأ في البكاء وفي هذه الحالة يشير الخبراء إلى أنه من الطبيعي أن يصبح الطفل أكثر إلحاحاً عندما يلاحظ أن والدته تركز اهتمامها على شيء غيره لذا عندما يقاطعك طفلك اعتذري لحظة لمحدثتك، وبهذه الطريقة تعلمين ابنك كيفية احترام الآخرين ثم قولي له
"أنا أتحدث في الهاتف سأنشغل عنك لمدة خمس دقائق وعندما أغلق الخط سنلعب معاً أو عانقيه إذا أمكنك وإذا شعرت بأنه أصبح مستاءً جداً فمن الأفضل لك أن تغلقي الخط لأن الصراخ والتهديد بالعقاب سوف يزيدان من قلق طفلك لهذا يرى الخبراء أن أفضل استراتيجية لحل هذه المشكلة تكون من خلال الاستعداد لها.
وذلك بأن تقومي قبل إجراء الحديث الهاتفي بتجهيز بعض الأشياء التي يمكن أن تُسليه وتلهيه مثل ورق الرسم مع أقلام التلوين ويمكنك أيضًا أن تضبطي منبهاً ليرن بعد مرور خمس دقائق من الحديث على الهاتف إذ يستحسن أن تحددي وقتاً معيناً لكل مكالمة لأنك بذلك تستطيعين أن تشرحي لطفلك أنك ستنهين مكالمتك عندما يرن جرس المنبه ويشدد الخبراء على ضرورة تهنئة الطفل على المجهود الذي بذله ليبقى هادئاً لأنك بذلك تفوزين بثقته واحترامه.
وتلاحظ بعض الأمهات تعمُّد أبنائها عدم سماعها عندما تكون منهمكة جداً في القيام بالأعمال المنـزلية فتجد نفسها تكرر الطلب ذاته من دون أن تلقى أذناً صاغية مما يثير عصبيتها
ويقول الخبراء إذا اعتاد الأطفال على أن تناديهم خمس مرات للجلوس مثلاً إلى المائدة سيعمدون إلى الانتظار حتى تناديهم للمرة السادسة لهذا السبب ينصح الخبراء بضرورة التصرف فوراً بعد توجيه النداء حتى يعرف أطفالك أنك حاسمة في طلبك وغير متساهلة، فمثلاً عند رفض طفلتك ارتداء بيجامتها اتركي ما بين يديك من أعمال وخذيها فوراً إلى غرفة النوم
لكن عليك عدم إصدار الأوامر المربكة أو غير المحددة كي لا يتحجج طفلك بعدم فهمها فبدلاً من أن تقولي لابنتك رتبي غرفتك من الأفضل أن تعلميها بضرورة ترتيب كتبها ثم أثني على عملها واشكريها.