هبة من الله تعالى....

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : جاسم المطوع | المصدر : www.e-happyfamily.com

هبة من الله تعالى....
 
 

رغب الشارع الحكيم المسلمين في النكاح والتناسل وطلب الذرية. قال تعالى: 1 (فَالآن باشِرُوهُنَّ وابْتَغُوا ما كتب الله لكُمْ) (البقرة: 187) أي: الولد وعن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شديداً ويقول: "تزوجوا الودود الولود فإن مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة" . كما حث الإسلام على الاهتمام بالأولاد من الجنسين والاستبشار بالإناث وعدم كراهية مجيئهن. قال تعالى في الآية (49) من سورة الشورى: (يَهَبُ لِمن يَشَاءُ إِناثاً ويَهَبُ لِمن يشاءُ الذُّكور) . فقد قدم الله تعالى من الإناث بعد قوله تعالى: (يَهَبُ لِمن يَشَاء) . وما دامت الهبة من الله تعالى فهي خير على كل حال، وشأن المسلم أن يستقبل هبة الله تعالى بالشكر والرضا وليس بالضجر والكره. ولقد أنكر الله تعالى على الجاهلين تسخطهم بالإناث وذم ذلك، فقال: (وإِذَا بُشّر أحدُهُم بالأُنثى ظلَّ وجْهُهُ مُسْودَّاً وهُو كظيم * يتوارى من القوْمِ مِن سُوءِ ما بُشر به أيُمْسكه على هُونٍ أمْ يدُسُّه في التُّرابِ ألا سَاءً ما يَحْكُمُون) (النحل: 58 ، 59) . وقال: (وإِذا بُشّر أَحَدُهُم بِما ضَرَب للرَّحمن مثلاً ظَلَّ وجْهُهُ مُسْودَّاً وهُو كظيــــــــم) 5 (الزخرف: 17) . وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذ,ا، وضم إصبعيه" . ومن طرائف ما يروى: إن أحداً من العرب يكنى بأبي حمزة تزوج امرأة فولدت له بنتاً فهجر منزلها. فمر بخبائها بعد عام وإذا هي تقول لابنتها: ما لأبي حمزة لا يأتيـــنا يظل في البيت الذي يلينـــا غضبان ألا نلد البنينـــا تالله ما ذلك في أيدينـــــا إنما نأخــذ ما أعطينـــــا فعاد الرجل إلى بيته بعد أن أعطته المرأة هذا الدرس. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الولد ريحانة من الجنة" . وقال الفضل ريح الولد من الجنة، وكان يقال ابنك ريحانتك سبعاً، ثم حاجبك سبعاً، ثم عدو أو صديق. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. قال: قلت لسيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله هل يولد لأهل الجنة قال: والذي نفسي بيده، إن الرجل يشتهي أن يكون له ولد فيكون حمله ووضعه وشبابه الذي ينتهي إليه في ساعة واحدة. وقيل من حق الولد على والده أن يوسع عليه حاله كي لا يفسق. وقال عمر رضي الله عنه : إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله مني نسمة نسبحه وتذكره. وقال رضي الله عنه: أكثروا من العيال فأنكم لا تدرون بمن ترزقون. وقال شبيب بن شبة ذهب اللذات إلا من ثلاث: شم الصبيا، وملاقاة الأخوان، والخلو مع النسوان. ودخل عمرو ابن العاص على معاوية وعنده ابنته عائشة فقال: من هذه يا أمير المؤمنين قال: هذه تفاحة القلب. فقال اببذها عنك فإنهن يلدن الأعداء ويقربن البعداء، ويورثن الضغائن. قال لا تقل يا عمر ذلك، فوالله ما مرض المرضى، ولا ندب الموتى، ولا أعان على الأخوان إلا هنَّ. فقال عمر يا أمير المؤمنين إنك حببتهن إليَّ. وقيل لرجل أي ولدك أحب إليك قال: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يحضر: واقل ابن عامر لامرأته أامة بنت الحكم الخزائعية: إن ولدت غلاماً فلك حكمك فلما ولدت قالت حكمي شاة ففعل لها ذلك.وغضب معاوية على يزيد فهجره. فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، وبهم نصول على كل جليلة، فإن غضبوا فأرضهم، وإن سألوا فأعطهم، وإن لم يسألوا فابتدئهم ولا تنظر غليهم شزراً فيملوا حياتك، ويتمنوا وفاتك. فقال معاوية: يا غلام إذا رأيت يزيد فاقرئه السلام واحمل إليه مائتي ألف درهم، ومائتي ثوب. فقال يزيد من عند أمير المؤمنين؟ فقايل له الأحنف. فقال يزيد بن معاوية عليّ به فقال: يا أبا بحر كيف كانت القصة فحكاها له فشكر صنيعه وشاطره الصلة . وحكى الكسائي أنه دخل على الرشيد يوماً فأمر بإحضار الأمين والمأمون ولديه، قال فلم يلبث قليلاً أن أقبلا ككوكبي أفق يزينهما هداهما، وقد غضا أبصارهما حتى وقفا في مجلسه فسلما عليه بالخلافة ودعوا له بأحسن الدعاء فاستدناهما وأسند محمداً عن يمينه، وعبدالله عن يساره، ثم أمرني أن ألقي عليهما أبواباً من النحو فما سألتهما شيئاً إلا أحسنا الجواب عنه فسرّه ذلك سروراً عظيماً، وقال كيف تراهما فقلت: أرى قمري أفق وفرعين شامة يزينهما عرق كريم ومحتـــد سليلي أمير المؤمنين وحائزي مواريث ما أبقى النبي محمد يسدان أنفاق النفاق بشيمـــــــة يزينهما حزم وسيف مهنــــد ثم قلت: ما رأيت أعز الله أمير المؤمنين أحداً من أبناء الخلافة، ومعدن الرسالة، وأغصان هذه الشجرة الزلالية آداب منها السناً، ولا أحسن ألفاظاً، ولا أشد اقتداراً على الكلام روية وحفظاً منهما، أسأل الله تعالى أن يزيد بهما الإسلام تأييداً وعزاً، ويدخل بهما على أهل الشرك ذلاً وقمعاً، وأمن الرشيد على دعائه ثم ضمهما إليه وجمع عليهما يديه فلم يبسطهما حتى رأيت الدموع تنحدر على صدره، ثم أمرهما بالخروج. وقال كأنكم بهما وقد دهم القضاء، ونزلت مقادير السماء، وقد تشتت أمرهما، وافترقت كلمتهما بسفك الدماء وتهتك الستور. وكان يقال: بنو أمية دن خل، أخرج الله منه زق عسل. يعني عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه. وسب أعرابي ولده وذكر له حقه فقال: يا أبتاه إن عظيم حقك عليّ لا يبطل صغير حقي عليك. قال عبدالعزيز الديريني رحمه الله تعالى: أحب بنيتي ووددت أنـــــي دفنت بنيتي في قاع لحـــــــد وما بي أن تهون عليّ لكن مخافة أن تذوق الذل بعـــدي فإن زوجتهما رجلاً فقيـــراً أراها عنده والهم عنــــــــدي وإن زوجتهما رجلاً غنيــــاً فيلطم خدها ويسب جــــــدي فإن زوجتهما رجلاً فقيـــراً أراها عنده والهم عنــــــــدي سألت الله يأخذها قريبـــــــاً ولو كانت أحب الناس عندي وقال هارون بن علي بن يحيى المنجم: أربى ابني تشابه من علي ومن يحيي وذاك به خليـــــق وإن يشبههما خُلقاً وخِلقـاً فقد تسرى إلى الشبه العروق وقال أبو النصر مولى بني سليم: ونفرح بالمولود من آل برمك ولا سيما أن كان ولد الفضــل، وقال الحسن بن زيد العلوي: قالوا عقيم ولم يولد له ولد والمرء يخلفه من بعده الولــــــد فقلت ن علقت بالحرب همته عاف النساء ولم يكثر له عــــــدد. وكان الزبير بن العوام رضي الله عنه يرقص ولده ويقول: أزهر من آل بني عتيق مبارك من ولـــد الصدّيـق ألذه كمـــــا ألذ ريقــــــــــــــي وكان أعرابية ترقص ولدها تقول: وما عليّ أن تكــــون جاريـــة تغسل رأســي وتكون الـــــفالية وترفع الساقط من خماريــــــة حتـى إذا ما بلغــــــت ثمانـية أزرتهـا بنقبــــة يـــمانيـة أنكحتـها مروان أو معاويــــــة أصهــــــار صـــــدق، ومهــــور غاليـــــــــة قال فسمعها مروان فتزوجها على مائة ألف مثقال، وقال إن أمها حقيقة أن لا يكذب ظنها ولا يخان عهدها. فقال معاوية لولا مروان سبقنا إليها لأضعفنا لها المهر ولكن لا تحرم الصلة، فبعث إليها بمائتي ألف درهم … والله أعلم.