السؤال الذي نقدمه هنا هو :هل صيام رمضان يسبب تعطيل الاعمال والمصالح الدنيوية العامة,وهل يسبب في خفض الانتاج؟ أولا: ان الصوم يدفع صاحب العمل الى الاخلاص والاتقان في العمل ,والتخلي عن تضيع الاوقات,لان الصائم يكون على مقربة من الله سبحانه وتعالى راجيا مرضاة الله. ثانياً: للصوم فوائد اقتصادية كثيرة منها الامتناع عن التدخين ,ومن المعلوم ان ممارسة التدخين اثناء العمل فيه من ضياع الوقت مافيه,فضلا عما يسببه من ضعف جسدي ونفسي للمدخنين ,أو مايسببه من اتلاف صحي واقتصادي وبيئي,فالصوم في الواقع يجنبنا كل هذه الأمور التي تعود بالنتائج السلبية على الفرد والمجتمع في ان معاً. ثالثاً: في الصيام يتحقق اسمى مبادىء العمل الجماعي والتعاون بين الموظفين في انجاز المهام الموكلة اليهم في اسرع وقت خصوصا ان بعض الشركات قد تقصر من فترات العمل حرصا منها على راحة الموظفين الذين بدورهم يشعرون بقيمة هذا الشيء المعنوي وهذا ينعكس بالتالي على الاداء وعلى العمل المنجز. ومن طريف مايذكر ان أحد رجال الأعمال الأسبان كان يفتخر بعماله المغاربة,الذين كانوا يصومون ويصلون,وكان يشجعهم على الصيام ويعتني بتهيئة فطورهم وبسحورهم ,لما كان يجده فيهم من الجدية والأمانة ,مالايجده عند غيرهم. وأخيراً: أليس في صيام هذا الشهر الكريم ماينمي الاحساس بالفقراء ومعاناتهم,مايدفع الصائم الحي الى التكافل معهم,والاخذ بيدهم للرفع من مستواهم الاقتصادي وهذا بدوره يؤدي الى قيام نوع من التوازن الاقتصادي والاجتماعي بين أفراد المجتمع.