تطرح قضية العلاقة بين الحب والزواج في معظم جهات الارض, وتطرح الان في زمننا بشكل واضح مع تطور وسائل الترفيه والافتتان مثل السينما والتلفزيون والاذاعة, ولا يعدم المرء ان يطلع أو يطالع الادب القصصي المنتشر أو يشهد أفلاماً مكثرة ومؤثرة, تتحدث عن الحب ولزومه كشرط للزواج. وهناك الكثيرون الذين يرون أن ثمة بداهة لا تحتمل النقاش مفادها أن يبنى الزواج على الحب أو أن يكون الحب شرطاً من شروط الزواج الناجح يسبقه أو يمهد له. إن نظرة دقيقة فاحصة لهذه القضية تريناً أن الموضوع ليس من البساطة بمثل ما يتصور الناس لأول وهلة, والوقائع المشاهدة تؤكد عدم وجود تطابق بين الحب والزواج, واللغة نفسها تساعدنا على تبيين عدم التطابق بين مفهومي العاطفة والزواج, ففي جميع اللغات يقول الناس عن الحب: "إن فلاناً وقع في الحب", ويقولون عن الزواج: "إن فلاناً عقد زواجه على فلانة", فكأننا في الحب نقع بشكل لا إرادي أو غير واع, في حين أننا في الزواج نعقد اتفاقاً بكامل إرادتنا ووعينا. يقول العالم النفسي "إدلر": "إن الحب وحده لا يستوعب ولا يستغرق متطلبات الزواج, لأن الحب متعدد الألوان, وهو لا يتوجه الوجهة الصحيحة ويجعل الزواج موفقاً وسعيداً إلا في حالة واحدة "أو نوع واحد من الحب" وهي أن يقوم على أساس واع وثابت من المساواة "في الاعتبار أو الاحترام" بين طرفي الزواج كما يؤدي الى تكامل العلاقة بينهما.