تعتبر الإعاقة العقلية من أكثر الأمراض خطورة التي يمكن أن تصيب الطفل خلال مراحل تكوّنه في الرحم، ثم ولادته، ونموه في الوسط الاجتماعي والأسري.. ويمثل انتشاره تحدياً أمام الأسر والمجتمع، عبر زيادة الوعي بهذا المرض الخطير، وتجنبه قدر الإمكان، خاصة وأنه يصيب أعداداً كبيرة من الأطفال.
ففي مصر مثلاً، يوجد نحو مليوني شخص مصاب بإعاقة عقلية..
وتعرف الجمعية الأمريكية للإعاقة العقلية، هذا المرض بأنه: إعاقة تتصف بقصور جوهري في كل من الوظيفة العقلية والسلوك التكيفي، كما يعبر عنها في المعارات التكيفية المتمثلة في المفاهيم والمهارات الاجتماعية العلمية، ويظهر هذا القصور قبل سن الـ 18 عاماً.
وهناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة به، من أهمها:
أولاً: عوامل ما قبل الولادة: وتتمثل بـ:
1- عوامل وراثية: حيث توجد الإعاقة العقلية نتيجة بعض العيوب المخية الموروثة عن طريق الجينات التي يرثها الطفل عن والديه، والتي تحمل الفئات الوراثية للفرد، وهذا لا يعني أن أحد الوالدين معوقاً عقلياً.
2- العوامل غير الوراثية: وقد تحدث الإعاقة قبل الولادة وأثناء تكوين الجنين، بسبب عوامل غير وراثية، ومن هذه العوامل.
أ- إصابة الأم ببعض الأمراض أثناء فترة الحمل، مثل:
- مرض الحصبة الألمانية. (هو فيروس يعتبر الإنسان هو المأوى الوحيد له وينتقل بالرذاذ الفموي عن طريق الأنف، أو عبر المشيمة للجنين، ومن أعراضه ارتفاع في ارتفاع درجة الحرارة "الحمى"، والطفح، وغيرها).
- مرض الزهري. (هو مرض معد يصيب أعضاء وأجهزة مختلفة من جسم الإنسان المصاب، تنتقل الجرثومة عن طريق الدورة الدموية لتستقر في أماكن مختلف من الجسم).
- مرض تسمم البلازما. (وهو مرض يحدث نتيجة العدوى ببعض الطفيليات الدقيقة، التي تتلف أهم مكونات الدم (البلازما) لدى الجنين، ما يؤدي للإعاقة).
- مرض حمرة الصفراء. الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة البليرويين في الدم، فيصيب الجنين بالصفراء المخية.
ب- تعرض الأم للإشعاعات، وخاصة الأشعة السينية خلال فترة الأشهر الأولى من الحمل.
ج – اضطرابات الغدد الصماء: حيث تؤدي هذه الاضطرابات إلى نقص أو انعدام إفراز هذه الغدد، وخاصة إفراز الغدة الدرقية، حيث تفرز هرمون الثيروكسين ويؤدي نقص هذا الهرمون أو انعدامه في الجسم إلى قصور في نمو المخ.
ثانياً: عوامل أثناء الولادة: ومن أشهرها وأكثرها حدوثاً:
1- نقص أو انقطاع الأوكسجين عن المخ خلال الولادة. وهو ما قد يحدث أثناء الولادة الجافة أو المتعسرة عندما ينقطع وصول الأوكسجين إلى الجنين، مما يؤثر على كمية الأوكسجين الذي يصل إلى المخ.
2- إصابة الدماغ: إذ قد يستخدم الأطباء بعض الأجهزة لاستخراج الجنين في بعض حالات الولادة المتعسرة، وفي بعض الحالات يؤدي الضغط الشديد لهذه الأجهزة على دماغ الجنين إلى إصابة المخ، فتحدث الإعاقة العقلية للطفل أثناء عملية الولادة.
ثالثاً: عوامل ما بعد الولادة:
في بعض الأحيان يولد الطفل طبيعياً ثم يصاب بالإعاقة العقلية بعد مولده، وفي سنين حياته الأولى قبل سن المراهقة، وذلك بسبب تعرضه لبعض الحوادث أو الأمراض ذات الأثر المتلف لخلايا المخ، أو الجهاز العصبي المركزي للطفل، ومن هذه العوامل:
1- الإصابة المباشرة للدماغ: التي ينتج عنها ارتجاج في المخ وتلف في بعض خلاياه.
2- الإصابة بالتهاب الحاني:
3- الإصابة بالتهاب المخ أو الالتهاب الدماغي.
4- مضاعفات الحمى القرمزية: وهو مرض معدٍ حاد، يصيب الكبار والصغار، بَيْد أن أكثر الحالات تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثامنة، وتكثر الإصابة بالمرض في فصل الشتاء والربيع. وسُميت بهذا الاسم لأن لون الطفح الجلدي المسبب للمرض يكون (قرمزياً). وتحدث الحمى القرمزية نتيجة الإصابة بنوع معين من البكتيريا يسمى المكور السِبَحي المحلل للدم.
5- المضاعفات الشديدة لمرض الحصبة.
6- مضاعفات الحمى الشوكية، أو الالتهاب السحائي، وهو عدوى تسبب التهاب الغشاء الذي يحيط بالمخ والحبل الشوكي، ويحدث بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية.
7- التسمم بأملاح الرصاص وأول أكسيد الكربون.