السمنة أسوأ من أنها كلمة من أربعة أحرف، لأن هذه الحالة تلعب دوراً في الإصابات الأسوأ للبدن. فالأشخاص البدينون لديهم أهبة للإصابة بمشاكل صحية خطيرة ويوجد أكثر من دليل يشير إلى أن السمنة تزيد بدرجة كبيرة خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبمستويات شاذة من كولسترول الدم. وبالداء السكري وبشكل غير مباشر فإن السمنة هي عامل خطورة رئيسي للموت في سن مبكر ، وإن أضرار السمنة على الصحة الوطنية وما تسببه من تكاليف من أجل الرعاية الصحية عديدة. وتبقى السمنة إحدى الشكاوي التي يبحث المصابون بها عن علاج لها ورغم الكثير من الكلام الذي يقال عن التقدم في موضوع علاجها فإن ماتم إنجازه حتى الآن قليل جداً فالكثير من البدينين استطاعوا تخفيض أوزانهم من خلال محاولة الحمية ،ولكن قليلاً منهم فقط حافظ على ذلك لأكثر من عام. إن المحاولات المتكررة لإنقاص الوزن لا تولّد فقط شعوراً بالفشل وإنما تولّد أيضاً إحساساً هائلاً بالإحباط وانطباعاً سلبياً عن الذات. وهذا بالضبط يفسر لماذا تبعث الأنباء المتحدثة عن إحراز تقد في فهم الأسس الوراثية للسمنة موجات من الشعور بالابتهاج لدى من يعاني منها. ويبقى أن الأمر لا يتعلق فقط بالناحية الوراثية كسبب للسمنة إذ أن العادات الصحية السيئة (مثل الركون للسكون وعدم الحركة والإقلال من النشاط الجسمي والوجبات السريعة الغنية بالدسم والغذاء عالي الحريرات، وطريقة تناول هذه الوجبات (ونحن جالسون على كراسينا المريحة نشاهد التلفاز وجهاز التحكم بيدنا) كل ذلك من العوامل التي ساهمت في جعل السمنة تأخذ طابعاً وبائياً في المجتمع.