قيادة تفكير الطلاب إلى معاني الدرس الوصول إلى أذهان الطلاب وإيصالهم إلى مستوى الفهم فن له أصول. قد لا يتطلب هذا الفن سوى صبر وبعض الخبرة والتجريب. وهناك طرق علمية عامة لتهئية أذهان الطلاب وقيادتها بسلاسة نحو معاني الدرس وهي: 1- التحضير الجيد للدرس يجنبك الأداء الفقير: لا نقصد بالإعداد هنا إعداد كراس التحضير بل الإعداد الذهني المتعمق للحصة ككل. أثناء الإعداد للدرس على المعلم أن يسأل نفسه كيف يجعل الحصة من أكثر الحصص ذكاء وفعالية. كما أن عليه أن يرسم مخططا لجميع مراحل الدرس للتأكد من وصول جميع الفروع إلى أذهان الطلاب بفعالية. كذلك على المعلم أن يحدد أي أجزاء في الدرس تحتاج إلى وسائل إيضاح أو تفكير بصوت مرتفع أو ربط بالحياة أو بدروس سابقة وغير ذلك. 2- استخدم أفكارك الخاصة ولا تبني على تجارب الآخرين فقط: مع أن المعلم لا يمكنه الاستغناء عن خبرات المعلمين الآخرين الناجحة، ولكن لكل فصل وطلاب مشاكلهم الخاصة ومتطلباتهم والتي قد لا تتوافق مع مثيلاتها. فإذا رأي المعلم اختيار موضوع تعبير معين يستهوي طلابه فليس بالضرورة أن يلتزم بموضوعات الآخرين لأنها أعجبت الموجه مثلا.فهناك بعض الأفكار التعليمية التي تبدو مذهله وفعاله عند سماعها ولكنها لن تؤدي إلى نفس النتيجة لو طبقها معلم آخر. وللوصول إلى نقطة وسط بين تجارب المعلمين واحتياجات المعلم لفصوله على المعلم أن يتشاور مع أصحاب الخبرة والتجارب الناجحة ليستفيد من أفكارهم وطرق معالجتهم للأمور ويأخذ منها ما يناسبه وطلابه. 3- استخدام لغة واضحة دقيقة عند الشرح: قبل التحرك من نقطة إلى أخرى في الدرس على المعلم أن يتأكد أن أوصل أفكارة بلغة سهلة واضحة ودقيقة. قد يتطلب الأمر شرح أمور قد يظنها المعلم واضحة كأن يسألهم : " أعطوني مثالا على ما سبق ذكره من واقعكم" فعبارات مثل (سبق ذكره) و (الواقع) كلمات غير واضحة في أذهان بعض الطلاب وقد يتحرجون لطلب التوضيح. 4- التفكير بصوت مرتفع: على المعلم أن يستفيد من أفكار الطلاب وإجاباتهم لاستخدامها في شرحه. التفكير مع الطلاب بصوت مرتفع مع الطلاب يكسبهم ثقة في أفكارهم وجودتها ويشجعهم على الاستمرار في الكلام. من أمثلة أسئلة التفكير المسموع : " هذه الكلمة جديدة وقد جاءت لوصف الربيع فماذا عساها أن تكون؟" ثم ينتظر المشاركة الجماعية ثم يكمل السؤال: " الطلق بمعنى الجميل اقتراح جيد ولكن لا أدري هل يحقق المعنى أم لا، كيف أفكر بمرادفات أخرى؟ " وهكذا حتى يتعود الطلاب على أسلوب التفكير والتحليل والربط والاستنباط السليم بدلا من حفظها فقط. بعد ذلك تأتي مرحلة ربط المعلومات بالخبرات السابقة كأن يسأل: " هل هناك كلمة درسناها من قبل تصلح لتحل مكان كلمة الطلق في وصف الربيع؟ " والربط لا يجب أن يكون فقط بالأمور الأكاديمية فقط بل بالواقع حتى يتعلم الطلاب الاستفادة وتوظيف المعلومات خارج الإطار الأكاديمي ومثال على ذلك : " إذن قرأنا أن سالم كان يحب إهداء الزهور لوالديه في العيد، فما تعتقدون أن ذلك يخبرنا عن سالم وماذا نتعلم عنه؟ هل تعتقدون أن سالم يحب زراعة الزهور أو أنه يشتريها؟ كيف استدللتم على ذلك؟ الغرض من التفكير المسموع الذي يشرك فيه المعلم جميع الطلاب هو ترتيب أفكارهم وتنظيم طريقة تعاملهم مع المعلومات المقروءة والمسموعة. 5- الاستفادة من المعلومات السابقة واستخدامها كوسيلة للفهم: على المعلم أن يشجع الطلاب على التفكير أثناء القراءة أو الاستماع. ومن التفكير الربط بين ما كان يعرفه الطالب قبل الدرس وما أضافه بعد الاستماع له أو قراءته. وربط الدرس كذلك بالخبرات والتجارب السابقة التي مر بها. ويبين المعلم أن القراءة هي حوار بين النص و أفكارنا الذاتية. 6- انعكاس النص الشخصي على الطلاب: كأن يقول المعلم: "لقد جعلني هذا النص أضحك ، ولكن غيري قد يجده محزنا أو غير مضحك فماذا تقولون؟ " الغرض من هذا الحوار وبيان الانعكاس الشخصي هو تعليم الطالب ان تفاعله مع النص لا يجب أن يكون مطابقا لتفاعل زملائه مثلا، كما يعوده على الاستقلالية في التفكير والتعبير عن رأيه، وأهم من هذا وذاك هو تعويد الطالب أن فكرة وشخصيته قد تختلف عن شخصية المعلم ولا يجب أن يجاري المعلم حتى في انعكاساته الشخصية.