المضافات الغذائية بين الرفض والقبول

الناقل : mahmoud | المصدر : www.ebaa.net

 

 

 

 

هل تساءلت يوماً؟

 

 

ـ ما الذي يحسن من القيمة الغذائية لبعض أنواع الأغذية مثل البسكويت ورقائق الذرة المحضرة للإفطار؟

ـ ما الذي يساعد على توفير بعض المواد الغذائية الموسمية على مدار السنة وبوفرة وفي حالة جيدة؟

ـ ما الذي يمنع سرعة تزنخ زيوت الطبخ ويساعد في حفظها لفترات أطول؟

 

 

إنها المضافات الغذائية

 

 

هناك تساؤلات كثيرة بين المستهلكين عن طبيعة هذه المضافات الغذائية؟ وهل لوجودها في الغذاء ضرورة؟ وما هي أضرارها وهل لها فوائد؟

 

 

ما هي المضافات الغذائية؟

 

 

المضافات الغذائية ببساطة هي مواد الكيميائية ـ صناعية أو طبيعية ـ تضاف للأطعمة عمداً لتؤدي أغراضاً معينة، كحفظها من التلوث وعوامل الفساد الحيوية والكيميائية بالإضافة إلى أنها مواد مانعة للتزنخ، كما أن المضافات الغذائية التي تستخدم كمواد ملونة أو منكهة تضفي على الأغذية مسحات جمالية تغري المستهلك باقتنائها وشرائها.

إن استخدام المضافات الكيميائية ليس أسلوباً جديداً انتهجه صناع الأغذية في العصر الحديث، وإنما الدلائل التاريخية تشير إلى استخدام هذه المركبات الكيميائية منذ زمن طويل ربما قبل عهد الفراعنة، فقد تبين أن بعض الشعوب قد أضافت الملح والتوابل والمركبات الناتجة من حرق الأخشاب في حفظ اللحوم والأسماك سواءً عن طريق التدخين أو التمليح أو التجفيف أو بعض الطرق الأخرى.

ثم ونتيجة للتطورات التي حصلت في مجال التصنيع الغذائي أعيد استخدام الكثير من هذه المضافات في تحسين الطعم أو القوام أو إعطاء الألوان المميزة لبعض الأنواع المختلفة من الغذاء.

 

 

هذه للمضافات الغذائية ضرورة؟

 

 

يرجى الكثيرون انه من الصعب الاعتماد الكلي على المنتجات الغذائية المحلية، وذلك لأسباب كثيرة منها عدم قدرتها على إرضاء جميع أذواق المستهلكين نظراً لقلتها، مما ينتج عنه ضيق مساحة الاختيار، فتلجأ الدول لاستيراد معظم أغذيتها، ولكن المساحة الزمنية التي تحتاجها تلك الأغذية المستوردة لتنتقل من البلد المنتج إلى المستهلك مساحة طويلة نسبياً تتعرض فيها للكثير من الظروف الطبيعية وغير الطبيعية التي تتسبب حتماً في تلفها وفسادها، وحتى تتجنب الدول المنتجة الخسائر المادية الناتجة من فساد الأغذية وتلفها لجأت إلى حفظها بالعديد من الطرق والتي منها إضافة بعض المواد الكيميائية.

ومن جانب آخر فان عمليات التصنيع المختلفة التي تجري على الأغذية يفقدها جزءً كبيراً من رونقها ومظهرها وألوانها الطبيعية، فيعزف عنها المستهلك ولا يقبل عليها، ولكن بإضافة بعض المحسنات والملونات الكيميائية أو الطبيعية لهذه الأغذية يتم إغراء المستهلك مرة أخرى فيقبل عليها.

 

 

أذن ما هي أهمية استخدام المضافات؟

 

 

 

 

أنواع المضافات الغذائية:

 

 

والمضافات المتعمد استخدامها كثيرة والأغراض من استعمالاتها مختلفة، ويمكن أن يضاف عدد كبير منها لغذاء واحد فمثلاً يمكن أن يضاف أكثر من عشرين مركب لتجميل سطح الكعك الملون.

ولعل الكثير من المستهلكين يصابون بخيبة أمل أو بوجل عندما يعرفون أن المادة الغذائية التي يتناولونها تحتوي على بعض من المضافات الكيميائية أو غير الكيميائية، ولكن يجب أن يكون معلوماً أن من الصعب الاستغناء عن الكثير من هذه المواد في إنتاج الأغذية المصنعة الجاهزة التي يتطلبها المستهلك نفسه.

 

 

وفيما يلي بعض الأمثلة لأهمية المضافات الغذائية:

 

 

1 ـ مواد حافظة: وتتضمن هذه المجموعة المواد التي تعمل على وقف النشاط الميكروبي أو القضاء عليها تماماً مثل بنزوات الصوديوم وحمض السوربيك.

2 ـ مضادات الأكسدة: وتتضمن المواد التي تستخدم لمنع أو تأخير ظهور علامات التزنخ الذي ينتج من تفاعل الدهون مع الهواء الجوي، كما وتحمي الفيتامينات الذائبة في الدهون من تأثيرات الأكسدة.

3 ـ المواد الملونة: وهذه تشمل جميع الصبغات الطبيعية والصناعية والتي تضاف إلى الأغذية لإعطائها ألواناً مميزة فتكسبها بذلك مظهراً جذاباً تسيطر به على رغبة المستهلك.

4 ـ المحليات: مثل السكر وبدائله التي بدأت تستخدم الآن بشكل كبير.

5 ـ المنكهات: وهذه المضافات تعتبر من المواد التي لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية، فمن منا يطيق أن يتناول طعاماً من غير ملح أو توابل؟ ومن منا لا يستطيع أن يميز بين نكهة عصير البرتقال وعصير العنب والماء مثلاً؟

6 ـ المستحلبات والمثبتات: وهي المواد التي تمكن وتساعد على خلط الزيوت والدهن بالماء، وبذلك تضفي الملمس الناعم والكريمي للأغذية، كما في الآيسكريم وما شابه ذلك.

 

 

هل استخدام المضافات الغذائية آمن؟

 

 

في بريطانيا ومعظم دول العالم المتطور ـ قبل الشروع في استخدام مادة كيميائية كمضاف غذائي فانه من المفروض أن يتخذ كافة الاحتياجات التي يفرضها القانون والتي يمكن تلخيصها في التالي:

 

 

1 ـ يتم دراسة المادة الكيميائية من ناحية تركيبها الكيميائي وطرق تفاعلها مع جسم الحيوان والإنسان.

 

 

2 ـ تجرى العديد والعديد من الاختبارات حول مدى تأثير هذه المادة على جسم الإنسان، وقد تستغرق هذه الخطوة سنوات عديدة.

3 ـ بعد أن تنجح هذه المادة في اختبارات السلامة، تحول إلى لجنة أعلى تقوم بدراسة كل ما يتعلق بهذه المادة سواء من الناحية النظرية أو ما تم أجراؤه من اختبارات حول تأثير هذه المادة على جسم الإنسان.

4 ـ إن أقرت اللجنة بالإجماع إن هذه المادة ليست ذات تأثير على الإنسان أو إن تأثيرها محدود جداً ـ على أساس الاستهلاك اليومي للإنسان ـ فإنها ترفع مذكرة بهذا الشأن لتقر وتستخدم في تصريح استخدامه.

5 ـ ثم يتم أعطاء المادة الكيميائية الرقم التسلسلي حسب التصنيف المتبع، وان أقرت السوق الأوروبية المشتركة بعد ذلك استخدام هذه المادة الكيميائية كمضاف غذائي فانه تضيف عليها الحرف (E).

 

 

أين تكمن خطورة المضافات الغذائية؟

 

 

على الرغم من كل هذه الإحتياطات فان للمضافات الغذائية بعض التأثيرات على بعض الأشخاص تتراوح مابين حساسية مفرطة، تقيء، إسهال، حمى وصداع وذلك نتيجة لتناول كميات متزايدة من الأغذية المحتوية على بعض هذه المضافات الغذائية مثل التارتازاين (102 E) وأصفر غروب الشمس(110 E) إلا أن هذه المخاوف لا تنفي أبداً أهمية استخدام المضافات الغذائية، وعموماً فان خطورة هذه المواد على صحة المستهلك تتأثر بعاملين.

 

 

الأول: مقدار تركيز المادة المضافة في الغذاء، وفي هذا الصدد فان منظمة الصحة العالمية قد وضعت جداول ثابتة وملزمة لكل الدول بالتركيز الأدنى الممكن استخدامها من هذه المضافات لنوعيات الأغذية المختلفة، على أن لا تزيد نسب وجود هذه المواد عن الحد المسموح به دولياً.

 

 

 

 

الثاني: الحد الأقصى لتناول المادة المضافة ، فبتجاوز هذا الحد وبمعدلات أعلى من المسموح به، فإنها تتراكم في الجسم الإنساني وقد تحدث بعض الأضرار الصحية، وهذا يتوقف على مقدار ما يتناوله المستهلك من أغذية محتوية على مثل هذه المواد الكيميائية.

 

 

 

 

كيف يحمي المستهلك نفسه؟

 

 

1 ـ عن طريق شراء الأغذية المحتوية على أقل نسبة من هذه المضافات من خلال قراءة قائمة المحتويات على بطاقة البيانات على المادة الغذائية.

2 ـ بتجنب الأغذية ذات المضافات الغذائية التي لا يرغب فيها.

3 ـ تجنب تناول كميات كبيرة من بعض الأغذية الخفيفة (Snacks) التي تحتوي على كميات كبيرة من الألوان وخاصة بالنسبة للأطفال والاستعاضة عنها بالأغذية الخفيفة المعدة بالمنزل أو الفواكه والخضروات