تعاطي العقاقير الطبية دون وصفة يحتاج لوقفة حاسمة

الناقل : mahmoud | المصدر : www.ebaa.net

 

 
يعد تناول الأدوية دون استشارة الطبيب أمرا متاحا في منطقة الشرق الاوسط ولا يحتاج الى ضوابط تثقل كاهل المستهلك كما هو الحال في بعض دول العالم الاخرى، ولكن هذا الامر يتطلب مزيدا من التوعية للمستهلكين ومزيدا من المعلومات حول المسائل القانونية في قطاع الادوية بدون وصفات طبية.
 يؤكد الدكتور ديفيد ويبر المدير العام لشركة World Self Medication Industry، ان غياب الوعي لدى المستهلكين فيما يتعلق بتناول الادوية ذاتيا يحمل الامر مخاطر اساءة الاستعمال وما ينجم عن ذلك من مساوئ صحية الا اذا تمت توعية الناس في الامور المتعلقة باستخدام الادوية التي تصرف دون وصفات طبية.
لذلك يقترح الدكتور ديفيد ويبر انشاء هيئة لا ربحية غير حكومية تعنى بهذا الامر تحت اسم «هيئة الادوية بدون وصفات طبية في الشرق الاوسط» أو ما يعرف بـ Middle East Self-Medication Industry ويكون مقرها دبي.
ولا شك ان هناك اهتماما متزايدا بالهيئة المقترحة بعد اجتماعين سابقين عقدا في دبي في سبتمبر من العام الماضي ويناير من هذا العام وحظيا بإقبال كبير وفيهما عبرت معظم شركات الادوية الاقليمية الرائدة عن دعمها لهذه الهيئة. ومن بين هذه الشركات، شركة باير وبوهرينغر وانغلهايم وجلفار ونوفارتس وبووتس وجلاكسوسميث كلاين وهوفمان ـ لاروش وفايزر وشيرينغ بلو وسبيماكو وتبوك وشركة ويث.
ويقول الدكتور ويبر ان الجيل الشاب نسبيا والمثقف في الشرق الاوسط يتعرض للعديد من التغيرات الثقافية والتي تشكل مع استخدام الانترنت ومشاهدة المحطات التلفزيونية الفضائية تحديات للجمعيات الطبية التي تتحمل تبعات الاستخدام الخاطئ للادوية.
وفي حال السماح لشركات الادوية بالقيام بحملات ترويجية مباشرة للمستهلك، فقد تستغل هذه الحملات في الترويج لادعاءات غير مثبتة علميا بالنسبة للادوية موضوع الحملات الترويجية اضافة الى التشجيع على الاستخدام الخاطئ.
ويعلق الدكتور ويبر على ذلك قائلا: هذا كله بالطبع خلق وضعا غير مرغوب به حيث نجد الصيادلة يصرفون الادوية دون وصفات من الاطباء حتى ان لديهم الحرية حتى في صرف منتجات RX.
ويقول: ان مهمة الصيادلة تنحصر في الاستشارات المتعلقة بالامراض والعوارض البسيطة وهو امر مقبول بشكل أولي من قبل المشرعين، ولكن عدم القدرة على التفريق بشكل واضح بين الادوية التي تعطى بموجب وصفة طبية وتلك التي يصفها الاطباء للمرضى وعدم وجود اطار العمل اللازم لدعم عملية تناول الادوية .  
بقرار ذاتي أعاق تطور هذه الممارسة بشكلها الصحيح. وبشكل عام، يقول الدكتور ويبر: ليس هناك تصنيف حقيقي للادوية التي تصرف بدون وصفات طبية في الشرق الاوسط. وعلى الرغم من ان الكثيرين يأخذون على عاتقهم وصف الادوية لأنفسهم بشكل ذاتي فان السلطات المختصة لا تعلم بذلك أو انها لم تضع الاجراءات المنظمة لذلك. ويضيف الدكتور ويبر ان بامكان الاتحادات التجارية التي تعمل بالنيابة عن جميع الشركات ان تسهم بشكل كبير في هذا المجال.
وتهدف الهيئة المزمعة الى التعامل مع مخاوف الحكومات فيما يتعلق باستغلال شركات فردية للانفلات في مجال الادوية بدون وصفات طبية وكذلك متابعة اهتمام هذه الحكومات بمستوى الوعي الذي يضمن الاستخدام الآمن للأدوية دون وصفات طبية.
ويقول ويبر ان تلك الهيئة المقترحة ستؤسس بيئة مثالية في استخدام الادوية بدون وصفات طبية وبالمقابل سينعكس ذلك على عملية صرف الادوية بموجب وصفة طبية بشكلها الحقيقي والتي يلعب فيها الصيادلة دورهم كحماة أساسيين في نظام الرعاية الصحية.