تطوير مواد كيميائية تسبب نوبات ذعر للإنسان يمكن استخدامها في اختبار الأدوية النفسية
الناقل :
mahmoud
| المصدر :
www.ebaa.net
استطاع العلماء الألمان إنتاج مواد كيميائية تسبب الذعر لدى الإنسان. وقد أجريت التجارب على متطوعين حيث نجح العلماء في تكرير نوبات الذعر لأكثر من 70 مرة. وقام العلماء بمراقبة المرضى من خلال كاميرا فيديو ومركز مراقبة صغير موجود في غرفة أخرى. ولدى إخضاع المتطوعين إلى ظروف معينة وجد الأطباء أن المرضى يصابون بارتفاع في الضغط وتسرع في عدد دقات القلب وأعراض أخرى شبيهة تماما لأعراض نوبات الذعر والارتباك التي تصيب الإنسان في حياته اليومية. وقد كررت التجربة مرة أخرى بعد عدة أيام، لكن هذه المرة أعطي المتطوعون أدوية تجريبية مضادة للقلق والذعر. ووجد في تحليل النتائج أن أحد تلك الأدوية التجريبية أوقف أعراض الذعر التي نتجت عن المواد الكيميائية التجريبية
.
وقد فتحت هذه الأبحاث آفاقا جديدة في المجال الطبي السريري، حيث يمكن اختبار العديد من الأدوية على الإنسان بعد تعريض المتطوعين لمواد مختلفة، يمكن أن تؤدي إلى أعراض شبيهة لبعض الأمراض المراد اختبارها. وبمعني آخر يمكن القول إن الإنسان اصبح حقل تجارب للاختبارات الطبية، فهذا النوع من الاختبارات كان يجرى على الحيوانات في السابق، لكن أصبحت هذه التجارب مكلفة ولا يمكن أجرائها إلا في أماكن محددة. إضافة إلى ما سبق فإن هذه التجارب تلقى معارضة كبيرة من قبل منظمات الرفق بالحيوان.
ويرى بعض الأطباء أن التجارب على الإنسان تؤدي إلى نتائج أدق من التجارب على الحيوانات، إضافة إلى انها اسهل واقل تكلفة. ومن ناحية أخرى يرى البعض أن إخضاع الإنسان إلى مثل هذه التجارب هو أمر غير إنساني ويمكن أن يعرض الإنسان إلى مخاطر حقيقية.
وقد بدأت شركات متعددة تتبع هذا الأسلوب الجديد في الاختبارات الدوائية، اذ اعطت شركة «امغن» على سبيل المثال، المتطوعين أنواعا متعددة من الأدوية المضادة للالتهابات المفصلية، بعدها خضع المرضى لمجموعة من تحاليل الدم لمعرفة افضل دواء يمكن إعطاؤه للمرضى. كذلك اجرت شركة «فايزر» الأميركية تجارب على متطوعين، حقنوا بمواد مشعة واخضعوا إلى التصوير البوزيتروني أو ما يدعى «بات سكان» وذلك بهدف تحديد المناطق التي تؤثر بها تلك المواد.
ويعلق الباحثون آمالا كبيرة على هذا الأسلوب الجديد لتجربة الأدوية والعقاقير العلاجية، لكن حركة البحث ما زالت بطيئة في هذا المجال مقارنة مع الطرق التقليدية التي تعتمد على الحيوانات. وفي الفترة الراهنة طورت الشركات 21 دواء باستخدام الأساليب الحديثة مقارنة مع 30 عقارا باستخدام الأساليب القديمة.
ويشير مسؤولون من شركة «تشيرون» لانتاج الأدوية إلى أن المتطوعين من اجل تجربة العقاقير الجديدة عليهم مباشرة، لا يخضعون لمخاطر غير عادية وإنما المخاطر قد تكون اقل، خاصة وأن الأطباء يراقبون المرضى عن كثب من خلال اختبارات فحص الدم، والتصوير الطبقي المحوري والمراقبة الهرمونية والكلوية والكبدية. وهذه المراقبة الفعالة تجنب المتطوعين أو المرضى الاختلاجات الدوائية التي يمكن أن تحدث بسبب تناول الأدوية.
ويمكن اجراء التجارب الحديثة على الناس الطبيعيين كما هو الحال بالنسبة للمتطوعين لتجربة العقار المضاد للذعر، أو يمكن أجراؤها على مرض يعانون من أمراض مزمنة أو قاتلة مثل السرطان.
وصرح متحدث باسم وكالة الغذاء والدواء الأميركية أن التجارب التي أجريت على الإنسان، لم تؤد إلى أي أعراض جانبية حتى الآن، وقال إن جميع التجارب يجب أن تأخذ موافقة السلطات الصحية قبل يفكر الأطباء تطبيقها على الإنسان. وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن 8 في المائة من العقاقير التي يتم تجربتها تجد طريقها إلى الأسواق الطبية.
تسعى الشركات الدوائية حاليا الى خفض التكلفة المادية للعقاقير الدوائية. ومن المتوقع أن يقلل الاسلوب الجديد التكلفة بمعدل 100 مليون دولار لكل عقار. وهذا قد يعود بفوائد ايجابية على المرضى ايضا، فتكلفة العقاقير قد تنخفض بشكل كبير ايضا. ومن الواضح حاليا أن الانسان اصبح حيوان تجارب بشكل مباشر. ورغم معارضة العديد من الناس لهذا الاسلوب، فقد يعود بفوائد كبيرة على الانسان