إن من أكثر الأخطاء التي يقع فيها مرضى الربو وذووهم والتي قد تحد من المعالجة المثلى للربو تشمل أخطاء شائعة تشمل ما يلي: 1- إعتقاد كثير من المرضى بأن حساسية الصدر والربو مرضان مختلفان في حين أنه نفس المرض وإن اختلفت التسمية. و عموما فإن الحساسية تعتبر أشمل حيث أن هناك حساسية الجلد و حساسية العين و حساسية الأنف و حساسية الشعب الهوائية التي يطلق عليها أيضا الربو ومعناه في اللغة العربية الزيادة أي زيادة البلغم. وينتج عن ذلك عدم أخذ الحالة المرضية مأخذ الجد والتهاون في الانتظام بتناول العلاج. 2- إعتقاد كثير من المرضى بأن أخذ البخاخات الموسعة للشعب الهوائية يودي إلى الإدمان أو التعود على أخذها بشكل مستمر وهذا من غير شك اعتقاد خاطئ ليس له أي أساس علمي مطلقا. و سبب هذا الاعتقاد هو أن الذي يستعمل فقط بخاخ الفنتولين بدون إضافة أدوية معالجة أخرى لا يتحسن حيث أن الفنتولين يعتبر مسكنا فقط و ليس علاجا للربو و حين لا يتحسن الربو يضطر المريض إلى أخذه باستمرار مما يعطي المريض ومن حوله الانطباع الخاطيء بأنه أدمن عليه. ولذا لابد من أخذ العلاج الصحيح المتمثل بمضادات التحسس بالإضافة إلى تجنب كل ما يؤدي إلى حدوث أعراض الربو. والفينتولين هو أحد موسعات الشعب الهوائية سريع المفعول ولكنه كما قلت يعتبر مسكنا وليس علاجا حيث أن الحالة قد تعود بمجرد ذهاب مفعوله. ويوجد منه أقراص وشراب ولكن ينصح باستعمالها حيث أنه حتى الأطفال يمكنهم استعمال البخاخ عن طريق التوصيلة المعدة لتسهيل الاستعمال. 3- إعتقاد بعض المرضى بعدم جدوى أخذ البخاخات وعدم نفعها. وكثير من المرضى يخشى استعمال هذه البخاخات بدافع الخجل وعدم الرغبة في معرفة الآخرين بحالته الصحية و الإطلاع عليه أثناء تناول البخاخات وهذه الاعتقادات غير مبررة إذا عرفنا أن الربو يصيب أكثر من 10 % من سكان المملكة وأن أكثر أدوية الربو حاليا يمكن أخذها فقط في المنزل لمرة أو مرتين يوميا فقط. 4- رفض بعض المرضى أخذ الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون عن طريق الفم أو البخاخات تخوفا من تأثيراتها الجانبية رغم حدة أعراض الربو وما قد يؤدي إليه من مضاعفات سيئة أكثر خطورة من أعراض الدواء. ومن ناحية أخرى هناك بعض المرضى يقوم بأخذ حقن الكوتيزون في العضل علما بأن هذه الحقن تحتوي على جرعات عالية وطويلة المفعول مما يؤدي إلى مضاعفات جانبية خطرة. 5- التساهل في أخذ حبوب الكورتيزون بشكل مستمر أو حين التعرض لنوبة ربو خفيفة نظرا لسهولة تناولها و فعاليتها دون استشارة الطبيب مما ينتج عنه أعراض مزمنة وخطيرة. والكورتيزون مادة دوائية يوجد لها هرمون مشابه في الجسم يفرز من الغدة الكظرية وعلى الرغم من إمكانية تسبب الكورتيزون للعديد من الأعراض الجانبية الشديدة إذا أعطى بجرعات عالية و لمدة طويلة فان له فوائد عظيمة جداً و أنقذ بإذن الله الآلاف بل الملايين من البشر من موت محقق سواء لعلاج الربو أو غيره من الأمراض التي تستجيب لهذا النوع من العلاج. ولذا ينصح باستعماله بطريقة صحيحة وعند الضرورة وتحت إشراف طبيب متخصص. 6- الاعتماد في معالجة الربو على زيارة غرف الطوارئ بدلا من أخذ الأدوية المقررة حسب إرشادات الطبيب والذهاب للإسعاف فقط في حالة عدم الاستجابة للأدوية. 7- إعتقاد بعض المرضى بأهمية الأكسجين و بضرورة زيارة الطوارئ من أجل الحصول عليه علما أن الأكسجين ليس ضروريا في معظم حالات الربو ماعدا النوبات الحادة. 8. الإعتقاد بأن الربو يمكن علاجه بصفة قاطعة ونهائية بحيث تنقطع الأعراض تماما ولا ترجع مرة أخرى.ومن المهم معرفته أنه ليس للربو علاج قاطع و نهائي مثله في ذلك مثل مرض السكر و ذلك نظراً لوجود العاملين المهمين في تكوينه و هما الاستعداد الخلقي و المحسسات الخارجية إلا إذا تم عزل الإنسان عن بيئته تماماً وهذا غير ممكن. ولكن بمحاولة تجنب المحسسات البيئية و استعمال الأدوية الفعالة يمكن للمصاب أن يعيش حياة طبيعية هادئة بدون أزمات ربوية أو أعراض مزعجة . 9. و لدى السيدات الحوامل خطأ شائع وهو التخوف من تأثير الأدوية المستعملة لعلاج الربو على الجنين، بل إن هناك الكثير من أطباء وطبيبات النساء والولادة قد يوعزون لمريضاتهم المصابات بالربو بوقف العلاج بينما الأجدى هو نصح المرضى باستشارة الأطباء المختصين في مجال الأمراض الصدرية. ولا يختلف علاج الربو أثناء الحمل عن علاج الربو لغير الحوامل وبصفة عامه يمكن القول إن معظم الأدوية المستخدمة في علاج الربو يمكن استخدامها أثناء الحمل فهي مأمونة وليس لها أي تأثير على صحة الجنين. ومن أهم المخاطر التي تحدث أثناء الحمل هي عدم أخذ الأدوية حسب إرشادات الطبيب نتيجة للتخوف من أعراضها الجانبية أو تأثيرها على الجنين علما بأن أخطار نوبات الربو هي أكثر ضررا على صحة الجنين وصحة الحامل من أي ضرر لهذه الأدوية. وقد أوضحت دراسات علمية عديدة أن مريضات الربو عندما يحملن فإن ثلثهن تتحسن لديهن الحالة و ثلث تستقر و الثلث الآخر تزداد و ذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم أثناء الحمل و زيادة حجم البطن مما يؤثر على سهولة التنفس و حركة الحجاب الحاجز كما أن الكثير من الحوامل كما أسلفت تقوم من تلقاء نفسها بإيقاف علاج الربو خوفاً على الجنين مع أن جميع أدوية الربو و خاصة التي تعطى عن طريق الإستنشاق لا تؤثر على الجنين بل أن ترك هذه الأدوية قد يسبب أزمة ربوية ونقصاً حادا في الأكسجين مما يضر بالجنين. و هناك بعض السيدات لا تظهر عليها أعراض الربو إلا في فترة الحمل حيث يكون لديها استعداد كامن قبل فترة الحمل ثم يكون الحمل أحد العوامل التي تؤدي إلى ظهور الحالة. 10. وأخير فإن من الأخطاء الشائعة التوجه إلى المعالجة بالأعشاب والكي واستعمال مخلوطات غير علمية وغير معروفة. ومع توفر الأدوية الحديثة الفعالة والتي تعرف جرعتها و مدى تأثيرها و أعراضها الجانبية بالتفصيل فلا أنصح باللجوء إلى علاجات عشبية غير مقننة و قد تكون مغشوشة أو ضارة أو غير مفيدة وأقل ما فيها أنها قد تصرف المريض عن استعمال أدويته مما يسبب انتكاسة لحالته. و من خلال متابعة الكثير من مرضى الربو يمكن القول بأن هذا المرض قابل للسيطرة عليه بسهوله في معظم الحالات وأن عدد الحالات التي يصعب السيطرة عليها قليلة جدا ومحدودة و هذه تحتاج إلى عناية خاصة ومتابعة دقيقة من الأطباء المتخصصين في هذا المجال. ويمكن تلخيص أسباب عدم التحكم الجيد في الربو لدى معظم الحالات في الأتي: 1- عدم تفهم مريض الربو لمرضه و مسبباته. 2- تعرض المريض لمسببات الحساسية بصفة متكررة وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة. 3- عدم معرفة المريض لهذه المسببات داخل البيت أو خارجه. 4- عدم أخذ الأدوية المقررة والانتظام عليها حسب إرشادات الطبيب. 5- عدم تناول الأدوية وخاصة البخاخات بطريقه صحيحة. و من خلال متابعة الكثير من مرضى الربو يعتبر هذا من أهم الأسباب. 6- تردد المرضى في أخذ الأدوية وخاصة البخاخات وعدم الاقتناع بجدوى هذه الأدوية ونفعها وهو اعتقاد خاطئ حيث تتميز هذه الأدوية بفاعليتها في معالجة الربو وقلة أعراضها الجانبية. 7- تنقل المريض وتردده بين أطباء كثيرين مما ينتج عنه تعدد الأدوية وفقد المتابعة وعدم وجود خطة طبية صحيحة لمتابعة الحالة المرضية وعلاجها. 8- تلقي المريض لمعلومات خاطئة أو غير دقيقة أو مظللة عن مرض الربو أو تأثيرات الأدوية من الأقارب أو من الزملاء أو من مرضى آخرين أو حتى من أطباء غير مختصين في هذا المجال . كما يقوم بعض المرضى بمقارنة حالتهم الصحية وأدويته بمرضى آخرين أو بعض الأقارب أو الأصدقاء الذين قد يعانون من أمراض أو حالات خاصة و مختلفة.