"يــــــــوم الخميــــــس هو اليوم المخصص للعائله .. وبمـــا انــه أبـــى حفظه الله اكبر فـــرد في العائلة ... فجميع أقاربنا يتجمعون في هذا اليوم لدينــــا .. من الصبــــاح الباكر حتى منتصـــف الليـــــــل .. نقضيــــه عــــادة فــــي البيـــــت .. لكــــن أحيانا يكون الجـــــو جميــــل جــــدا فنتفــــق للذهــــاب فــــي رحلـــه بحريــــــه او بريــــــه .. على حسب رأي الاغلبيــــه . جو عائلــــي رائع بيــــن ود وضحــــك .. وبيــــن قصص يحكيها لنا كبــــــار الســــن عــــن الماضــــي الجميــــل .. وبيــــن طمـــــوح وأحـــــلام مستقبليــــة نحكيــــها نحــــن الشبــــاب لهـــــم ... يتخلـــل كــــل هــــذا ضحكـــــات الأطفــــال المفعمـــــة بالنشــــاط والحيويــــة وهــــي تجــــري حولنــــا هنــــا وهنـــــاك . اشعــــر بأنــــه لهــــذا مذاق اخـــــر .. يعجبنــــي كثيــــرا ويستهوينـــــي .. فتجدونـــــي انتظــــر هــــذا اليوم مــــن كــــل اسبــــوع بفــــارغ الصبــــر .. ولمــــا لا ونحــــن فــــي هــــذا اليــــوم نصــــل الأرحــــام .. وننعــــم بدفــــيء المشاعــــر الاسريــــه .. ( وأولو الارحام بعضهم اولى ببعض ) ما اجملهــــا مــــن سعــــادة فــــي الدنيــــا بهــــذا الوصل الرائـــــــع .. ومـــــا اجملـــــه من جـــــزاء وثــــواب في الاخـــــــر ينعم بــــه كل من وصـــل الارحـــــام . فــــي العادة بهذا اليـــــوم يـــــــوم الخميــــــس وبعد صلاة العصر .. ننقسم إلى أقسام فالرجــــــال والشبــــــاب لهم مجلسهم الخاص .. وللنســـــــاء مجلسهن الخاص .. وأيضا الفتيــــــات لهن مجلسهن وحديثهن الخاص .. وأيضا أطفالنــــــا حبايب قلوبنا لهم مكانهم الخاص .. وان كانـــــوا هم الوحيدين الغير منضبطيـــن .. فتجدهـــــم بيــــن الحيـــن والأخــــــر يتسللــــون إلـــى المجالـــس الأخــــرى .. وهـــــذه هــــي عادة الأطفــــــال . دعونـــــي الآن احكــــي لكــــم مــــاذا حــــدث معـــي في الخميــــــس الماضــــــي .. : كنـــــت اجلــــس كعادتــــي مــــع الفتيـــــات في المجلــــس الخاص بنـــــا .. وحديثنــــــا يغلــــب عليه الجــــو الدراســــي بمـــــا إننــــا في فتـــــره امتحانـــــــات .. وبين فتــــاه مبتهجـــــة بما قدمت في فتره الامتحانات .. وبيــن أخرى متخوفــــــة من نتيجــــة امتحانها .. وبيــــن غير مباليــــة وكأنهــــا سيبـــــــاوي ... ونحن من حديث الي اخر ... واذ بأذني تلتقطت هذا الحديث .. الذي يدور بين طفلين.. يعقــــــوب وهو ابن عمي وعمره تسع سنوات وسلـــــطان وهو ابن عمتي وعمره خمس سنوات .. كانوا بالقرب مني .. وكان يعقــــــوب يتحدث لسلـــــطان .. وهو يقول له " إحلــــــف " فحلف سلـــــطان والله العظيم .. فرد عليه "لالالا احلــــــف ورأس أمك وأبوك " فحلف سلـــــطان ورأس أمي وأبوي أنا لا اعرف ما هو موضوع نقاشهم او عن ماذا يتحدثون ؟؟ .. لكني جملتهم هذه استوقفتني كثيرا .. لماذا لم يكتفي يعقــــــوب بالحلفان باسم الله .. ولماذا طلب منه الحلف بغير الله .. ؟؟ ولما عندما سمع حلفان سلـــــطان براس أبويه وكأنه أطمئنه لهذا الحلف .. أيعقل انه قد فضل الحلفان براس الأب والام على الحلفان بالله ..!!! تكون هذه مصيبــــــــة ان كان يعتقد ذلك نعم مصيبـــــة .. وهل يعلم بأنه بطريقته هذه قد أشــــــرك بــــالله .. والعياذ بالله من الشرك .. هل يعلم ؟؟؟ أحاديث آخذت تتجول في خاطري عندما هزت يدي سلمــــــــي وهي تقول " مشاغبــــة مـــــا رأيـــــك موافقــــة .. ؟؟ " نظـــــرت إليهـــــا والي بقية الفتيــــات ووجدتهــــن وكأنهـــن ينتظرن إجابتي .. وأنــــــــا لا علم لي بما تقصد سلمــــــــي بهذا الســـــــؤال ..!! .. لكني كي لا اتهم بالشرود أشرت لها بالموافقه .. وبعدهــــــا استأذنتهـــم كي أحضـــــر الفواكـــــه والعصيـــــر .. ولم يكن استئذانـــــي الا كــــي استوعـــــب مـــــا حـــــدث .. ذهبــــت إلى المطبـــــخ وفكــــري مشـــــوش .. بيــــن حديـــــث يعقــــــوب ومــــا يجــــب عليــــه فعلـــه معــــه .. وبيـــــن ســـــؤال سلمــــــــي ومــــــاذا كانــــــت تقصــــد !!؟؟ وعند انتهائي من إعداد الأطباق .. خرجـــــت فوجـــــدت وكأنــــه الجميع يتجهز للخــــــــــروج .. فتعجبت جدا .. فالوقت مبكر جدا فالمغرب إلى الآن لم يأذن .. " الـــــــــي أيــــــــــن ..؟؟ " سألتهــــم بتعجـــــب وإذ بهــــم ينظــــرون لـــي .. فتعجبـــت مــن نظرتهـــم لي هكـــذا .. ولم أتلقى أجابه .. فعـــدت للســـؤال مــره أخـــرى .. وإذ بسلمــــــــي تحدثنــــي باستنكار " ما بالك هي دقائق قضيتيها بالمطبخ لتأتيني وأنتي ناسيـــه "... هنا شعرت باني وقعـــت فــــي شــــر أعمالـــي .. فابتسمــــت لهــــا وكأنــــي اعتـــــرف لهــــا بنسيانــــي .. فالنسيـــــان هــــو الحل الأمثـــــل لـــــي ... وبرأيي أهون مـــن الشـــــرود وبعـــــد يأســـها مــــن محاولــــة التذكــــر التــــي اصطنعتـــــها ... أكملت حديثهــــــا وهـــــي متعجبـــــة من نسيانـــــي السريـــــع " ألـــــم نتفــــــق بـــأن نقــــوم برحلـــــه شـــواء على شاطــــئ البحر .. وأنتــــي وافقتــــــي " (( أنــــــا وافقت .. !!)) .. قلتهــــا فــــي نفســــي .. فأنـــــا لم أتجرأ على قولها علنــــــا .. لكــــن متـــى قلتهــــا ؟؟ .... اااه تذكــــرت قبـــل أن اذهـــب إلى المطبـــــخ مباشــــرة .. إذن كان سؤال سلمــــــــي عن الرحلـــة . أخذنـــــا نعــــد العــــــدة للذهــــــاب جميعنــــا لهذه الرحلــــة .. فكان الجميع متشوق ... وخاصة انــــــه الجو جميل ورائع .. والأطفال مبتهجين بهذا .. إلا أنا كـــــان فكــــــري مشغــــــول بيعقــــــوب وكيفيه محادثته .. لكن كيـــــــف ..؟؟ فهم مشغوليــــن بالتفكير بالذهاب إلى البحر والسباحة .. وصعب علي أن أتحدث معـــــه بشكــــل مباشــــر .. عمــــا حــــدث بينـــــه وبيـــــن سلطــــــان .. وكأني استرقــــت السمــــع وهـــــم يتحدثــــون .. وهنـــا سيتعلم منــــي تصــــرف غيــــر جيـــــد .. أو ربما يستنكر فعلتــــــي .. لـــــذا علينـــــا أن نكـــــون دقيقيــــن فـــــي تصرفنــــا مــــع الأطفــــال .. فلربمــــا يصدر منــــا تصــــرف بشكل عفــــوي يعلــــم أبنائنـــــا صفــــات غيــــر جيـــــده . وعنـــــد وصولنــــا تكفلــــت أمـــــي مــــع عماتــــي وخالاتــــــي بعملية بالشـــــواء .. وكان علينـــــا نحن الفتيـــــات مهمة عمل السلطــــــات .. أما الرجــــــال .. فلم يكن عليهم ســــــوى انتـــــــظار الوجبــــــة تأتيهـــــم على الأطبـــــاق ..فـــــي هذه اللحظة حسدتهم على الرفاهيـــــة التي ينعمون بها ..... أما الأطفـــــــــال .. فكانــــــوا في قمة سعادتهم وانبساطهم .. فمنهم من يسبــــــح ومنهم من يلعب على الشاطئ .. أما أنـــــــا فكنت بين السلــــطات وبين التفكير .. فكرت ان أأجل حديثي مع يعقــــــوب ليوم آخــــــر .. لكــن تراجعـــت عن فكرتـــي فأنــــا اعـــرف نفســــي جيـــدا لن اصبر أبــــــــدا .. وعلـــي أن انهـــي هـــذا الموضــــوع الآن .. فذلك الخــــطأ لا يصــــبر عليه أبـــدا .. وعلينــــا معالجتـــه فـــي نفــــس الوقـــت ... فليس اكبـــر من إن يشرك بالله .. وليس بمسألـــة يستهان بها بـأن أرى هــــؤلاء البـــراعــــم يتعلمون على الشرك منــــذ الصغــــر على مسمــــع ومرآه منا نحن الكبــــــــار. بعــــد الانتهـــــاء من وجبــــة العشاء ... جلسنا على حسب التقاسيم المعروفة .. أما الأطفـــــال فقد أنهكهم السباحة ففضلوا الجلوس على الشاطئ لبنــــاء البيــــوت الرمليـــة .. اقتربت منهم .. وأخذت العب معهم في بناء بيت رملي .. وأخذنا نتنافس فيما بيننا .. فأنا اهوي الجلوس مع الأطفال .. فمعهم أشعر بنقـــــــاء وبرائــــه وصـــــدق وعفويـــــة ..قد نفتقدها في عالم الكبار .. بالإضافــــة أن عالمـــي المفضـــل الذي ألجئ إليه كلما سئمت مما أراه من عالمنا الكبير هو عالــــم الطفولــــة .. وبعد الانتهاء من المنافسة .. اقترحــــت عليهم بان أحكــــــي لهم قصـــــــه فأنا اعلم جيــدا حبهــــــم لسماع القصــــــص والحكايــــــــات ... فرايتهم رموا ما في أيديهم من لعــــــــب .. وجلسوا أمامــــــــي مشكلين نصف دائرة وأنا محــــــــور الوســــــط .. ينـــــــــظرون لـــــي فكانـــــــت تلك فرصتـــــــي .. لكي اوصــــل رسالتـــــي ليعقــــــوب وأيـــــضا كي اعلـــــم هؤلاء الأطفـــال بأمــــر قـــد يجهلونه كمــــا جهلـــه يعقــــــوب ... أخـــــــذت ابحــــث عن قصــــــــه في ذاكرتـــــي لتوصلنـــــــي لغايتــــي لكن لم أجــــــــــد .. فتركـــــت ذاكرتــــــي وأنــــــا خائبـــة الرجـــــــاء منهــــــا .... وذهبــــت لخيالـــــي الواســــع كـــــي ينجدنـــــي بقصــــه لهــــا مضمـــــون وهــــدف أصــــل بهـــــذه العقــــــول الصغيــــــرة إلـــــى بـــــر الأمــــان ... ولله الحمــــد لــــم تخيـــب ضنـــي مخيلتي . فبــــدأت قصتــــــــي بــــــ :- " كان ياما كان في قديم العصر والأوان .. عائله صغيره تتكون من أب وأم وثلاث أبناء .. كانت أسمائهم احمد وكان عمره 12 سنه وصالح وعمره 10 سنوات وعايشه وعمرها 13 سنوات كـــــان الأطفال يعشقون والدهم ووالدتهم كثيرا .. فكان احمد وصالح دائما يساعدان أبيهم في الحقل أما عايشه كانت تساعد أمها في إعداد الطعام .. حتى إذا أتى وقت الطعام أعطت الام عائشة الطعام لتذهب به لأبيها وأخوتيها .. ليجلسوا جميعا ياكلوا تحت ضل إحدى الأشجار .. وبعد الانتهاء .. يقوم الأبناء باللعب مع بعضهم البعض .. وينظر إليهم والدهم بفرح وحب كان والدهم ووالدتهم يحرصان أن يربيان أبنائهم التربية الحسنه ..فاهتموا بتعليمهم الصلاة والصيام .. الزكاة .. والأخلاق الحميدة .. فكان احمد وصالح وعايشه نعمة الأبناء البارين . ففي الصيف كان احمد وصالح وعايشه .. يجتهدون في دراستهم .. وكانوا من المتفوقين في المدرسة .. أما في العطلة .. فكانوا يحرصون على حفظ القران والأحاديث النبوية بالإضافة إلى مساعدة والدهم.. ذات يوم كان احمد وصالح يجلسان في الحقل يتحدثان ويضحكان سويا وكان أبيهم يجلس بالقرب منهم ...وكانت عائشة تقطف الأزهار .. وإذ بها تسمع صوت أبيها عاليا .. إنصدمت عائشة ماذا حدث ؟؟ ... فركضت إليهم فوجدت أبيها غاضب جدا على احمد وصالح .. وبعدها تركهم الأب وذهب إلى البيت سألة عائشة احمد وصالح " ماذا فعلتوا كي يغضب أبى منكم ..؟؟" لكن لم يجيبوها أبدا كان الصمت هو السائد بينهم .. فطلبت منهم إن يذهبوا الآن إلى البيت .. ولحقت بهم عائشة بعد أن حملت عدة ابيها بعد وصولها للبيت دخلت على أبيها في غرفته لتسأله " ما بالك يا أبى العزيز لما أنت غاضب من احمد وصالح ماذا فعلا ..؟؟" فأجابها الأب " ابنتي لقد حرصت على أن أسقيكم الإسلام منذ الصغر .. علمتكم القران والأحاديث النبوية .. أحببتكم في الجهاد في سبيل الله .. ولله الحمد اصبحتوا بفضل من الله نعم الأبناء .. أبناء افتخر بهم .. فيكفيني عندما اذهب لأي مكان ان اسمع كلمات المدح بكم .. فوالله لأني ارفع يدي لله واحمده كل يوم على انه ارزقني الله بكم أبناء صالحين .. " فسألته عائشة .." وهل صدر منا يا آبي ما يكدر صفوك .. أو يجعلك تشعر بالقلق على ديننا ..؟؟ فصمت الأب وكان في هذا الوقت احمد وصالح يستمعان لما يدور بين عائشة وأبيها ..فصوتما كان يصل إليهم . وانا احكي القصه كانت عينيه .. تنتقل من وجه الي الاخر .... لارى مدى تقاعلهم معي .. وكم كان يعقــــــوب مع بقية الاطفال مشدودين ومتشوقين .. فأحببت أن أشارك الأطفال في التفكير معي .. فسألتهم هل هناك أحد منكم يستطيع أن يقول لي ماذا فعل الاثنان " فكانت إجاباتهم متنوعة فمنهم من قال لي "ربما لم يساعد أبيه " ربما لم ينجح بالمدرسة " ربما كذب عليه " أو ربما لم يصلي " ....... الخ فقلت لهم لا لا لم تحزروا أبدا ... فسألوني بفضول شديد إذن ماذا فعلاه ...؟؟ فاكلمت لهم ... كانت عائشة إلى الآن لم تعرف ماذا فعل أخواها .. فعاودت سؤالها .. " آبي العزيز ماذا فعلا لتكون هكذا حزين ؟ فرد عليها لم يفعلوا لي شيئا .. لكنهم أشركوا بالله " "مـــــــــــاذا وكيف ؟؟؟؟؟ " قالتها بصوت عالي وعصبيه فأجابها الأب .. هل تعرفين يا ابنتي بأنه الشرك نوعان شرك اكبر وهو الذبح لغير الله و النذر لغير الله و الطواف بالقبور .. الخ والشرك الأصغر وهو الرياء .. تعليق التمائم والحرز .. وتعظيم المخلوق .... والحلف بغير الله وقد سمعت احمد يحلف براس أبى وامي .. وسمعت صالح يحلف بالكعبة الشريفه على موضوع كان يتجادلان فيه ... وهما يعلمان بانه الحلف بغير الله حرام ولا يجوز لانه شرك بالله .. وتعظمين المخلوق عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون أخرجه أبو داود وقد قال أيضا رسول الله عليه ألف الصلاة والسلام : ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)). .. انظري يا بابنتي .. كيف وصف الرسول الكريم الحلف بالله ..بأنه الشرك والكفر معا والعياذ بالله .. فهل هذا يعقل ..بأنه بعد كل تربيتي هذه .. يكون وصف أحد أبنائي بمشرك وكافر .. فلا يوفقه الله باي عمل يقوم به في الدنيا .. ويحرم من دخول الجنة ويكون مثواه النار .. فاخذ الأب يبكي .. وعندما سمعا الابناء حديث ابيهم وخوفهم وبكائه عليهم دخلا مسرعين واحتضنا أبيهم وقبلا رأسه .. واعتذر منه .. فقال لهم " احبائي لو انكم أخطأتما بحقي لكنت قد سامحتكم ..لكنكم أخطأتما بحق الله .. وذلك لا شان لي به .. فاستغفروا واطلبوا العفو والمغفرة منه ..فهو غفور رحيم " فاستغفر احمد وصالح من ربهما .. وعاهدا نفسيهما بان لن يحلفا أبدا إلا بالله وحده وان يكونا صادقين في حلفهم . وختمــــــت قصتـــــــــي .. بأنــــه يجــــب علينا يـــــــا أطفــــــال بــــان نحلف بالله فقـــط .. وان نكون صداقين بهذا الحلف ... والحلفان بغير الله حرام .. فالله نبهنا عن ذلك .. فحــــرام علينا أن نقـــول وراس أمي وابي .. أو والكعبــــة الشريفــــة .. أو الحلفـــــان بأي شـــــــــيء غيـــــــــــــر الله .. وان عصينا الله ... فسيدخلنـــا الله النـــــــــار .لأننـــــــا كفرنا بــــــه واشركنـــــا .. وأنـــــــــا متأكــــــــدة بأنكــــــــم جميعكــــــــــم .. لــــــن تفعلوا ذلــــك أبـــدا .. فانتــــم جميعكـــم ترغبـــــون أن تدخلـــــوا الجنــــة أليــــس كذلـــك ..؟؟ فأجابنــــي الجميع " نعم اكيــــــــــــــد " فاكلمــــت إذن إن رغبنـــــا أن نحلـــف سنحلــــف بمـــن؟؟ .. فأجابني الجميع وبصوت واحد " بالله فقط " فاكلمت وان يكون حلفنا ماذا .. ؟؟ فاجابوني " حلفــــــا صداقــــــا " .. فابتسمت لهم وأنـــــا أقــــــــول مــــا شــــاء الله أصبحتـــــــم أذكيــــــاء جـــــــــدا بــــــــل تفوقتـــــوا علــــى احمــــد وصالـــح فــــي الذكــــــاء . تركتهم وأنا متلهفة بــــان أرى ردت فعل يعقــــــوب ..لكني لم ارغب أن الفت انتباه لـــشيء .. وفي اليــــوم التالي لم أتمالك نفســـي .. أحسست برغبة شديد في الاتصال ببيت عمـــي .. ومحادثـــــة يعقــــــوب لكني تراجعت .. وقلت بأنه الاتصال لن يفيدني بشي .. فعزمـــت للذهاب إليهـــم .. وهنــــاك وعنـــدما وصلـــت وبعد انتهـــاء السلامات سألــت عنه.. فاخبروني بأنه في غرفته يذاكر دروسه .. فصعدت إليه .. وعندما دخلت وإذ بيعقــــــوب ينظر لي بدهشـــــة .. وكأنه استغـــرب وجــــودي .. وبعد سؤالي عن دروسه واطمئنانـــي سألته .. "لماذا تنظر لي هكذا باستغراب " .. فقال وعينيه لم تفارق كتابه بأنه كان يفكر بالاتصــال بـــي لكنـــه تــردد جدا .. فابتسمت وشعرت بفرح كبير لحديثـــه هـــذا .. فاقتربت منه وجلســت بجانبه .. وأنا أقول له " خيرا إن شاء الله " فصمت ولم يكمل لي .. فأحسست بأنه لا يستطيـــع الحديــــث أو انه لن يتجـــرا علـــى الحديـــث .. فقلت له "أتذكر يا يعقــــــوب القصه التي قصصتها لكم بالأمس " ... فنظر لي وهو يقـــول " نعم نعم أتذكرها جيدا ".. فاكلمت .. " لهذه القصه حكايه ســـــر لا يعرفه سوى الله وأنــــــا . فتــــرك كتابــــه واخـــذ يعـــدل بجلستـــه لكـــي يكـــون قريـــبا منـــي .. فاكلمت "هل ترغب أن تعرف ما هذا السر " فنظر إلى بشوق وهو يقول " نعم أكيد .. ولن أقوله لاحد " فقلت .. " أنا عندمـــا كنت صغيره بعمــــرك كنت بالسابق احلـــف بـــراس أمي وأبى .. فسمعتني المدرسة ذات يوم .. وأنبتني على ذلك... وأخذتني لمكتبها وحكت لي هذه القصة التي حكيتها لكم .. وعاهدتها باني لن اكرر ذلك أبدا ومن ذلك اليوم وأنا لم احلف إلا بالله .. ولن احلف إلا وأنا صادقه بحلفي" قد قصدت من حكايتي هذه بان اعطي يعقــــــوب دافعا للتحدث .. فليس عيبا ان نخطئ لكن العيب ان نستمر بهذا الخطأ .. وقد نجحت بايصال فكرتي من تلك القصه المبتكره له فكانت النتيحه بانه بعد انتهائي منها قال لي " صحيح حتى أنا كنت احلف بغير الله لكن خلاص لن احلف إلا بالله .. ولن احلف إلا وأنا صادق بحلفي .. فأنا لا ارغب أن ادخل النار .. وقد طلبت من الله ان يسامحني " فاحتضنته وأنا اشعــــر بفـــرح كبير لحديثـــه هـــذا .. وتركتـــه بعـــد أن وعدته برحلـــه أخـــري بعـــد أن ينتهـــي مـــن امتحاناتـــه قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)). ومن حلف بغير الله أن يقول عقبه: ((لا إله إلا الله، وينفث عن شماله ويستغفر)). فهذا كفارته. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه حلف باللات والعزى فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وانفث عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد ربما التمس العذر للأطفال أن اخطئوا ..فواجبنا نحن أن نصحح ذلك الخطأ .. لكن من أين أتى بعذر لذلك الشاب أو تلك الشابة .. وهم يحلفون بالأب أو آلام أو الحبيب والزوج ... الا يعلم بانه بحلفه هذا قد رفع شانه من حلف برأسه وانزل من شان الله والعياذ بالله والادهي من ذلك والذي يجعلك تشتـــد غيضــــا .. بأن تجد هناك فئة ترفــــض منك أن تحلف بالله .. فهم غيــــــر مقتنعين بهذا الحلف ... فتطلـــب منك أن تحلــــف بأعــــز مخلـــــوق لديـــك .. أيعقل ذلك ؟؟؟؟ .. وهـــــل هنـــــا أعــــــز من الله ..؟؟ كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أن أحلف بغيره صادقاً . لأنه يرى أن سيئة الشرك مع الصدق أشد من سيئة الكذب مع التوحيد ، فإنه إذا حلف بالله فقد عظمه ووحده . ويبقى عليه إثم الكذب - إذا حلف كاذباً - ولكن إذا حلف بغير الله فقد أشرك ، فيكون عليه إثم الشرك ، وهو عظيم ، وله ثواب الصدق وهو ضئيل بالنسبة إلى إثم الشرك الذي ارتكبه . انظروا انه فضل الحلف الكذب على الحلف بغير الله .. كي تعوا مدى فداحة ذلك الجرم .. انــــــــه الشرك .. انـــــه الشــــــرك اللهم اغفر لي جهلي .. وخطئي .. وارحمني برحمتك