هي أكثر فرق الشُّراة (الخوارج) اعتدالاً وأقربها إلى السنة وأطولها بقاء ولايزال أتباع هذه الفرقة يعيشون إلى يومنا هذا في عُمان وفي جبل نَفُوسة وجزيرة جربة بتونس، وفي ورقلة ومزاب من بلاد الجزائر وفي زنجبار.
تنسب هذه الفرقة إلى عبد الله بن إِباض التميمي [ر]، وقد نشأت في أعقاب الخلاف الذي نشب بين الخوارج بعد مفارقتهم عبد الله بن الزُبير. وكان جلّ الخوارج قبل ذلك على مذهب أبي بلال مِرداس بن أُدَية [ر] الذي عرف بالاعتدال في آرائه، فلمّا نحا نافع بن الأزرق نحواً متطرفاً في معتقداته وخالف المبادئ التي نادى بها أبو بلال افترقت كلمتهم وانقسموا إلى فرق متعددة منها: النجدات، والإباضية، والصُّـفْرية، والبيهسية، والأزارقة.
وقد ظهر من الإباضية علماء بارزون كان لهم يد في بلورة مذهبهم ومنهم جابر بن زيد الذي صحب ابن عبّاس وكان من علماء البصرة المشهورين، وقد قال فيه الشمّاخي مؤرخ الإباضية: «إنه أصل المذهب وأُسُّه الذي قامت عليه آطامُه», ونفاه الحجّاج من البصرة في من نفاهم من الإباضية.
وقد خالف عبد الله بن إِباض الأزارقة في عدم تكفيره القعَدة من الخوارج وإنكاره الاستعراض (قتل من يعرض لهم) وفي أمور أخرى، في حين جنح الأزارقة إلى الخروج وقاتلوا الزبيريين ثم الأمويين حتى أبيدوا جميعاً عام 77هـ.
بقي عبد الله مع جماعته في البصرة، واعتاض عن الخروج والثورة التنظيم السري لأتباعه، فجعل القيادة بين الجماعة من الشيوخ يدعوهم الشمَّاخي «جماعة المسلمين». وعُدّ عبد الله بن إِباض، وفق ما يرد في المصادر الإباضية، إمام أهل التحقيق وإمام المسلمين أو إمام القوم، لكن حالة الكتمان التي عاشها الإباضيون في البصرة بعد سنة 65هـ تجعل الباحث يستبعد وجود إمامة بالمعنى السياسي للكلمة، ولعل من أهداف عبد الله بن إِباض، عندما اتخذ القعود مبدأ، محاولة الوصول إلى تفاهم مع الخليفة عبد الملك بن مروان (65 ـ 86هـ/ 685ـ 705م) ويحتفظ كتاب سير الشيوخ الإِباضيين برسالتين موجهتين من عبد الله بن إِباض إلى عبد الملك بن مروان. إحداهما رد على رسالة جاءَته من الخليفة ضمَّنه نصحاً للخليفة، ودحضاً للمزاعم المعادية للخوارج الإباضية.
وحينما توفي عبد الله بن إِباض، تابع خليفته جابر بن زيد الأزدي العماني سياسته تجاه الأمويين، ونظراً لصلة جابر الوثيقة بعبد الله بن عباس ونقله الحديث عنه فقد كان موضع إكبار المسلمين وإجلالهم، كما كان من بين تلامذة جابر بن زيد عدد من المحدثين السنة، ويَعُده ياقوت الحموي أحد أئمة السنة، وقد ناظر جابر الخوارج المتطرفين وأعطى المذهب الإِباضي سماته الواضحة النهائية، ولذلك تعده المصادر الإِباضية عمدة المذهب.
نجح جابر بن زيد في السنوات الأولى من إمامته في أن يقيم صلات طيبة مع والي العراق، الحجاج بن يوسف الثقفي (75 - 95هـ/695 - 714م) وحدث ذلك كما يبدو في الوقت الذي كان فيه الحجاج يحارب الأزارقة والصُّفْريَّة، فلما عزل الحجاجُ يزيدَ بن المهلب عن خراسان سنة 86هـ وسجنه، ساءَت علاقات الإباضيين بالحجاج، لسببين فقد كان المهالبة على صلات جيدة مع الإِباضيين حتى إن جملة من نساء الأسرة المهلبية أصبحن خارجيات، منهن عاتكة أخت يزيد بن المهلب التي كانت من أشد الناس حماسة للإباضية، أما السبب الثاني فهو ازدياد تطرف إِباضية البصرة لسيطرة العناصر التي تؤمن بالخروج وترفض أن تكون من القَعَدة، وكان على رأسهم بسطام بن عمر بن المُسيَّب الضَبِّي المعروف بمَصْقَلة، وكان صُفْريّاً من أتباع شبيب ثم اعتنق مذهب الإِباضية، ويبدو أن المتعصبين من الإِباضية، اشتركوا في ثورة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث (81 - 83هـ/701- 703م) فقد كان في جيش ابن الأشعث فرقة يتزعمها بسطام بن مصقلة بن هبيرة الشيباني الذي قتل في المعركة، وكان من نتيجة ذلك أن قلب لهم الحجاج ظهر المجن، فأضحوا بين منفيّ إلى عُمان ومسجون في العراق، وكان بين الذين سجنوا أحد أشهر تلامذة جابر، أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي الذي أطلق سراحه يزيد بن المهلب عندما أصبح والياً على العراق في خلافة سليمان بن عبد الملك (96- 99هـ).
قُدِّر لأبي عبيدة أن يشهد تقارباً وثيقاً مع الأمويين ثم انفصالاً عنهم، ففي أول الأمر سعى المهالبة إلى التقريب بين الطرفين، وزاد التقارب في خلافة عمر بن عبد العزيز (99ـ 101هـ) الذي استقبل سفارة من إمامهم، إلا أن الوضع انقلب إثر وفاة عمر بن عبد العزيز وتولى يزيد بن عبد الملك الذي كان عدواً للمهالبة حماة الإِباضية. ولاشك في أنه حدث في هذه المدة، تغير في موقف الإِباضيين الذين أصبحوا راغبين في الخروج والتخلي عن القعود، مما اضطر أبا عبيدة إلى تغيير موقفه خشية حدوث انشقاق في صفوف إباضية البصرة ولكنه نهج نهجاً يختلف عن نهج زعماء الخوارج السابقين، فقد قرر البقاء في البصرة والاستفادة من جماعته الكثيرة العدد والوفيرة الغنى لتمويل دعوة سرية للإباضية تنتشر في العالم الإسلامي كله وتنظم الأتباع، وتقوم بثورات لتنشئ إمامة إِباضية على أنقاض الخلافة الأموية، وأنشأ أبو عبيدة للوصول إلى هذا الهدف إدارة مركزية للإشراف على الدعوة وحركتها، تقلَّد فيها كل ما له علاقة بالمذهب والدعوة إليه، وتقلَّد حاجب الطائي وهو شيخ إباضي آخر، شؤون الحرب والمال المجموع في بيت مالٍ خاص، كانت وارداته كبيرة، على ما يبدو، إذ يذكر الشمّاخي أن تاجراً واحداً تبرع بمبلغ عشرة آلاف درهم، وأسس أبو عبيدة في البصرة مركزاً للتعليم، كان يفد إليه الطلاب من كل أنحاء البلاد الإسلامية، فإذا ما تفقهوا في مذهبهم وتم تدريبهم على الدعوة عمد إلى إرسال كل مجموعة إلى بلد، وكان يطلق عليهم «حملة العلم» أو «نقلة العلم». وفي كل مجموعة إمام وقاض، وعليها أن تقوم بنشر المذهب، فإذا ما كسبوا عدداً كافياً من الأتباع أمكنهم الظهور. وقد أرسل أبو عبيدة حملة العلم هؤلاء إلى المغرب واليمن وحضرموت وعُمان.
وعلى الرغم من هذا التوسع الإِباضي، بقي إِباضية البصرة يعيشون حالة ستر وكتمان حتى بعد وصول العباسيين إلى الحكم وتغلغلهم فيهم وضمّهم عمةَ المهدي وزوجها إلى صفوفهم وعطف المنصور عليهم، وبدأ الضعف يدب في مركز الحركة الإِباضية في البصرة خاصة إثر وفاة أبي عبيدة وحاجب الطائي في خلافة المنصور (136- 158هـ/753- 775م) وهجرة الربيع بن حبيب الزعيم الروحي لإِباضية البصرة مع عدد من الشيوخ الآخرين إلى عُمان بعد وفاة أبي عبيدة وإثر حركة النكّار وانشقاقهم عن الدولة الرستمية.
الإِباضية في الجزيرة العربية
حضرموت واليمن: إن أصول الإِباضية في حضرموت واليمن غامضة ويمكن أن تُقرن بنشاط زعيمها عبد الله بن إِباض الذي توفي وفقاً لرواية ابن حوقل في المُذَيْخرة جنوب غربي اليمن.
بلغت الحركة الإباضية أوجها في نهاية الخلافة الأموية حينما حدثت ثورة إباضية تزعمها قاضي حضرموت عبد الله بن يحيى الكندي المعروف بطالب الحق الذي كان على اتفاق مع أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة. وقد بدأت الثورة في نهاية سنة 127هـ أو أوائل سنة 128هـ. وأرسل أبو عبيدة مجموعة من كبار الإِباضيين في البصرة لمساعدته في تنظيم إمامة إِباضية حضرموت، كان من بينهم أبو حمزة المختار بن عوف الأزدي، وبَلْج بن عُقبة الأزدي، وعند وصولهم إلى حضرموت انتخبوا عبد الله بن يحيى إماماً، فظهرت هناك أول إمامة إِباضية واستولى الثائرون على عاصمة حضرموت ثم على صنعاء عاصمة اليمن، ثم أرسل عبد الله بن يحيى أبا حمزة المختار مع ما يقرب من ألف مقاتل إلى الحجاز فاستولى على مكة والمدينة. وبعد استيلاء الإِباضيين على الحجاز أصبحوا مصدر تهديد للخلافة الأموية في الشام، لذلك أرسل الخليفة مروان بن محمد (127- 132هـ/744- 750م) جيشاً قوامه أربعة آلاف مقاتل بقيادة عبد الملك بن عطية السعدي الذي استرد مكة والمدينة وقُتِل أبو حمزة في موقعة قديد (قرب مكة)، كما قتل فيما بعد عبد الله بن يحيى طالب الحق في المعركة التي جرت بالقرب من جُرَش والتي انتهت بهزيمة كاملة للإباضيين.
وبعد موت طالب الحق انتقلت الإمامة إلى عبد الله بن سعيد الحضرمي، وكانت دُوان عاصمة لهم وفق رواية الهمداني، وكانت إمامة الإباضيين لاتزال قائمة في القرن الخامس الهجري، وآخر ذكر للإِباضيين في حضرموت في النصف الثاني من القرن الخامس.
أما الإِباضيون في اليمن فلانكاد نسمع عنهم شيئاً إثر هزيمة طالب الحق ومقتله، ولكن الإدريسي يشير إلى وجود جماعات إِباضية في مناطق مختلفة من اليمن في القرن السادس، ويبدو أن سكان مَهْرة كانوا يعتنقون المذهب الإباضي ويدفعون العشر لإمام عُمان في بدايات القرن الثالث الهجري.
عُمان: من المناطق التي نشط فيها الخوارج الإباضية، منطقة عُمان التي كانت في الأصل تحت سيطرة النجدات أصحاب نجدة بن عامر منذ 73هـ. ولكن المذهب الإباضي لم يلبث أن انتشر فيها واعتنق خوارج عُمان مبادئ الإباضية في نهاية القرن الأول، بفضل جهود جابر بن زيد وغيره من فقهاء البصرة الإِباضيين الذين نفاهم الحجاج بن يوسف الثقفي، كما كان لحَمَلة العلم الذين أرسلهم أبو عبيدة أكبر الأثر في نشر مبادئ الإباضية هناك، وكان من نتيجة انتشار هذا المذهب أن اندلعت ثورة إباضية في عُمان (132هـ/750م) كان على رأسها الجُلُندَى بن مسعود، ولكن الجُلُندَى لم يلبث أن قُتل في المعارك التي دارت رحاها بين القائد العباسي خازم بن خزيمة والإباضيين، فضعف أمرهم إثر الهزيمة ولكنهم عادوا للظهور ثانية في النصف الثاني من القرن الثاني نتيجة لإرسال فئة جديدة من حملة العلم، وكان مركز هذا النشاط الجديد مدينة نزوة، حيث أعلنت الإمامة وانتخب محمد بن عفان إماماً وهو المعروف باسم محمد بن عبد الله بن عفان أو محمد بن أبي عفان، وأصله من قبيلة الأزد من بني محمد.
استمرت هذه الإمامة الإباضية في عُمان حتى القرن الرابع الهجري. وعندما ارتبط الجزء الأكبر من ساحل إفريقية الشرقي بعُمان، انتشرت الإباضية انتشاراً كبيراً في شرقي إفريقية، ويعيش معظم الإباضية في شرقي إفريقية في الوقت الحاضر في زنجبار.
الإباضية في المغرب: أول من نشر المذهب الإباضي في المغرب، سلامة بن سعيد (أو سلامة بن سعد) الذي ظهر في القيروان في بدايات القرن الثاني للهجرة مع الداعية عكرمة مولى ابن عباس، ويبدو أن دعوته لاقت نجاحاً كبيراً، لأننا نجد في طرابلس بعد عشرين سنة من ظهوره، فئة كبيرة من الإباضية يتزعمها عبد الله بن مسعود التجيبي الذي استمد قوته من قبيلة هوارة القاطنة في طرابلس والمنطقة الواقعة إلى الشرق منها، ثم انضوت تحت لواء الدعوة قبيلة زناتة القاطنة غربي طرابلس، وقبيلة نَفُوسة التي كانت تقطن الجبل الذي يحمل اسمها، وفي 132هـ استولى إسماعيل بن زياد النفوسي، إمام الدفاع، على قابس، ولكنه قتل بعد مدة وجيزة بالقرب من قابس في أثناء مواجهته عبد الرحمن بن حبيب والي القيروان.
ضعفت الدولة الإباضية في طرابلس بعد مقتل إسماعيل بن زياد، ولكن المذهب بقي منتشراً، وتكون منهم جماعة من «نَقلَة العلم» ذهبت إلى البصرة وحملته، ومن بينهم عاصم السدراتي الذي يُعد من قادة الإِباضيين في المغرب، وإسماعيل بن دَرَّار الغدامسي، وأبو الخطاب عبد العلاء بن السمح المعافري، وعبد الرحمن بن رستم.
وقد تلقى هؤلاء تعليماتهم من أبي عبيدة لتنظيم إمامة في طرابلس يكون فيها أبو الخطاب إماماً في المستقبل، واجتمع مجمع منهم على مقربة من طرابلس عام 140هـ ونادوا بأبي الخطاب إماماً وسيطرت إمامتهم على كل ليبية الحالية، ثم احتلوا القيروان (141هـ/758م). وقد انهارت هذه الإمامة الإباضية الثانية بعد أربع سنوات من قيامها على يد حاكم مصر العباسي محمد بن الأشعث الذي اشتبك في معركة مع أبي الخطاب شرقي طرابلس. وقُتل أبو الخطاب وآلاف من أتباعه، وتراجع الإباضيون إثر هذه الهزيمة إلى المناطق الداخلية من طرابلس أو المغرب الأوسط، واستطاع إثر ذلك عبد الرحمن بن رستم، حاكم القيروان الإباضي السابق، وأحد حملة العلم أن يلجأ إلى بلاد الجريد ومنها إلى تاهرت حيث أسس سنة 160هـ الدولة الرستمية [ر].
وبعد قضاء الفاطميين على الدولة الرستمية عام 296هـ ظهرت في أنحاء متعددة من المغرب تنظيمات سياسية إباضية مستقلة أو تكاد عن الفاطميين وعن الأسر السنية في بلاد المغرب. وبدأ تراجع الإباضية من القرن الرابع الهجري وزاد في تراجعها دخول عرب بني هلال المغرب. وقد ظهر هذا التراجع بوضوح في القرن السادس الهجري إذ انحصر وجودهم في مناطق معينة لاتزال مراكز لهم حتى اليوم كمنطقة مزاب (الجزائر) وجزيرة جربة (تونس)، وجبل نفوسة (ليبية). ولايزال الإباضيون في هذه المناطق منقسمين إلى فئتين هما الوهبيون والنُكَّار، ذلك أنه عندما تولى عبد الوهاب الحكم بعد وفاة أبيه عبد الرحمن بن رستم (168هـ/784م) اتجهت الدولة الرستمية نحو الحكم الوراثي على الرغم من بقاء الصفة الانتخابية شكلاً ممثلة بمجلس شورى من سبعة أعضاء، وأدى ذلك إلى انفصال جماعة رفضت بيعة الإمام الجديد، فدعوا بالنُكَّار، ولم يقتصر الأمر على انشقاق مذهبي فحسب، بل تعداه إلى صدام عسكري، فقد خرج النكار من تاهرت إلى الجبال المجاورة. وحاولوا اغتيال الإمام عبد الوهاب فقاتلهم وقتل زعيمهم.
مبادئ الإباضية:يتفق الإباضيون مع غيرهم من الخوارج في تصورهم الخلافة والإيمان، فهم يرون أن الخلافة يجب أن تكون باختيار حر من المسلمين، وإذا تم اختيار الخليفة، فلايصح أن يتخلى أو يُحكِّم، وعليه أن يخضع خضوعاً تاماً لما أمر الله وإلا وجب عزله. أما ما يتصل بالإيمان، فهم يرون أن العمل بأوامر الدين من صلاة وصوم وصدق وعدل جزء من الإيمان، وليس الإيمان الاعتقاد وحده. وإذا كان جمهور الإباضية يقول: إن تأدية جميع ما فرض الله سبحانه على خلقه إيمان، فإنهم يرون أن كل كبيرة كفر نعمة لا كفر شرك.
ويرون أن مخالفيهم من أهل الصلاة كفار وليسوا بمشركين، حلال مناكحتهم وموارثتهم، وحلال غنيمة أموالهم من السلاح والكراع عند الحرب، حرام ماوراء ذلك، وحرام قتلهم وسبيهم في السر إلا من دعا إلى الشرك في دار التقية ودان به ورأوا أن الدار، أي دار مخالفيهم، دار توحيد إلا عسكر السلطان فإنه دار كفر عندهم، وحرّموا الاستعراض إذا خرجوا، كما حرموا دماء مخالفيهم حتى يدعوهم إلى دينهم، ولهم فقه يقوم على الكتاب والسنة، والإجماع، والقياس. وهم يحتجون بخبر الآحاد وبالحديث المرسل.
وقد نبغ من الإباضيين فقهاء ومتكلمون نشطوا للدفاع عن عقيدتهم، وبسط مذاهبهم، والردّ على خصومهم. وقد ذكر النديم صاحب الفهرست طائفة من أكابر مؤلفيهم، وسرد جملة من كتبهم ومصنفاتهم.
ومن أشهر مؤلفات المتأخرين في الفقه الإباضي كتاب «النيل وشفاء العليل».