كيف أتعامل مع الطفل عندما يكذب؟

الناقل : heba | المصدر : www.muslema.com

الأطفال زهور تشرق في عيوننا.. وتعكس صدى يحرك أوتار قلوبنا.. فهم قرة العيون ومهجة القلوب، ومستقبل الأسرة وأملها في مستقبل أفضل.. فاهتمامنا واهتمام الأسرة بالطفل هو اهتمام به وبمستقبله وبمستقبل الأمة.

والعناية بصحة أبنائنا وطلابنا نفسيا وجسديا من أولى المهمات التي يجب علينا كمربين أن نؤديها بإتقان ومعرفة، على اعتبار أن التربية عملية منهجية بنائية وقائية تعتمد على غرس القيم الفاضلة لا على العلاج السلوكي أو النفسي للطفل فقط، فمنهج الوقاية والرعاية ابتداء هو الغاية.

ولهذا حرصت في هذه السلسلة الإرشادية أن أجمع بين الإرشاد التربوي وتحليل سلوكيات الأطفال وبين القيم والمفاهيم الوقائية التي ينبغي غرسها ابتداء في الطفل.

وبالعموم فإن الأطفال يمرون بفترات من الصعوبة السلوكية أو الانفعالية فتضطرب عاداتهم، أو تظهر عليهم سلوكيات غير ناضجة، أو يسيئون العلاقة مع رفاقهم، فيحتاجون حينئذ لنوع خاص من العناية والاهتمام- وليس كما تفعله بعض الأسر من الضرب والصراخ والشتم- لأن هذا الخلل السلوكي يدل على أن هناك مشكلة نفسية أو سلوكية أو ذهنية عند الطفل.

كما أن مشكلات الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة أكثر من مشكلات الأطفال في مراحل الطفولة المتأخرة (حسب ما تشير إليه الدراسات)، وتزداد المشكلة صعوبة حينما يصعب النقاش والتفاهم بين طفل صغير يبلغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات وبين أبيه أو أمه حيث يطغى المنطق على حوارهم!

في هذه السلسلة، وضمن هذا الدليل العملي الإرشادي للمهتمين بتربية الطفل، أهدف إلي جمع أبرز المشكلات السلوكية والانفعالية لدى الأطفال (من سنتين وحتى اثنى عشر عاما)، وتبين لي بعد طول بحث في المصادر التربوية، ومن خلال مواقف الأطفال، ومما يقوله المستشارون والمختصون، أن هذه المشكلات هي:

(الكذب، العناد، التشاجر، الغضب، الخوف، القلق، البكاء والحزن، الشتم، الإهمال) مع إضافة بعض السلوكيات التي لا تصنف ضمن المشكلات، ولكنها لها أهميتها باعتبارها ظاهرة صحية ينبغي أن نتعامل معها بشكل صحيح حتى لا تتحول إلى مشكلة، وهي (الحوار، والسؤال).

وسأبقى معك عزيزي القارئ بإذن الله تعالى مع مطلع كل عدد من أعداد مجلتنا التربوية (ولدي) وحتى آخر العام 1428هـ للتفصيل فيما ذكر من المشكلات الخاصة بالطفل.

وسأتناول في كل عدد قضية واحدة من القضايا المذكورة، وسنبدأ في هذا المقال بمشكلة الكذب، ومنهجي هو (توصيف الحالة، ثم ذكر مظاهرها، ثم الأسباب والدوافع وتحليل سلوك الطفل، ثم التوجيهات والأساليب الإرشادية التربوية للتعامل مع الحالة، ويليها ذكر المفاهيم والقيم الوقائية، ونختم بالأدوات المساعدة، وسرد قائمة من المراجع والمصادر المعينة على حل المشكلة أو غرس القيمة بشكل أفضل.

المصدر مجلة ولدي(بوابة اسرتى)