غنائم نصرة الرسول!
خالد عبداللطيف البيوت تخرج خيراتها!
مازالت المكاسب تتوالى في أعقاب العدوان الطائش على خاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..!
ومازالت بيوت الأمة تخرج خيرها الكامن في مظاهرات حب وولاء لم يسبق لها نظير..! الصغير والكبير.. الصالح وذو التقصير.. من نساء ورجال.. وشباب وأطفال. فلله الحمد على ما أثلج به صدور المؤمنين وأحيا به آمال القلوب في بعث الأمة من غفلتها، وائتلافها على الدفاع عن مقدساتها.
وإذا كان الدور الآن للدعاة والصالحين المصلحين والغيورين على الأمة والدين؛ لاغتنام هذه الحماسات في الدعوة إلى الله، والاعتصام بحبله؛ فإن دوراً آخر كبيراً ينتظر كل راع في بيته لبث الخير والصلاح واتباع السنة فيه. إنها غنائم تنادي محبي محمد صلى الله عليه وسلم، والموفق من وفقه الله ولم يكن من المغبونين!
التربية الحية!
كما أشرت في مقالة سابقة (يوم في حياة أمة).. علينا أن نغتنم فرص المشاهد الحية في التربية وغرس الدروس المؤثرة في نفوس أهلينا وذرياتنا ومن حولنا. مثلاً.. حين ترى لافتات "أوقفنا بيع المنتجات الدانماركية" في الأسواق، أو تلمح على واجهات المحلات التجارية، أو على السيارات، وغيرها، عبارات مثل: إلا الحبيب.. كلنا فداك يا رسول الله... وغيرها من صيحات النصرة المباركة.. استفد منها في تربية حية على الهواء؛ يعينك فيها على التأثير البالغ اجتماعُ حواس السمع والبصر مع مشاعر القلب على معنى واحد عظيم!
لا تملّوا..!
واصلوا نصرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم؛ بحبه واتباعه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران/31)، {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (النور/ 132).
واجعلوا من حبه وتعطير المجالس بسنته والصلاة والسلام عليه عملاً صالحاً دائماً "فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دوْوِمَ عليه وإن قَلَّ ، وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه" (رواه البخاري، ومسلم واللفظ له).
فما أسعد من كان من أعماله الدائمة هذه القُربة الكريمة وإفشائها من حوله، وإليه البشرى من صحابي جليل، فعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت" قلت: الربع ؟ قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خير لك" قلت: النصف؟ قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خير لك" قلت: فالثلثين؟ قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خير لك" قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: "إذن تكفى همك، ويغْفَرَ لك ذنبك" (رواه الترمذي).
حروف الختام..
شتان بين الفريقين!! {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} (الأحزاب/57). {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (النساء/69).