كانوا ستة تظلهم زرقة البحر، ويغنيهم الموج ألحانه العذبة، وتنقلهم الكؤوس إلى الأعماق. كانوا مسافرين إلى بعيد.. نظر أحدهم من خلف الكأس، فتح عينيه جيداً: هناك في الرمل ماذا؟ قام من مكانه وضع كأسه على الطاولة وذهب، سكت الآخرون.. تابعوه بأعينهم.. ابتعد عنهم.. كان يمشي في تمايل، خطواته على الرمل كانت واضحة.. ناداه بعضهم.. لم يلتفت. واصل المشي في هدوء.. رفعوا كؤوسهم: في صحته.. شربوها دفعة واحدة.. المساء كان يضفي على الجو رونقاً وجمالاً.. الشمس برتقالة حمراء عملاقة نازلة نحو المساحة الممتدة التي بدأ يتبدل لونها من الزرقة إلى الصفرة الذهبية.. أبطأ في العودة، ماذا هنالك...؟ لماذا لم يعد؟ نظروا جميعاً، كان بعض الأطفال قد جاءوا يجرون نحو المكان.. بعض الكبار كانوا واقفين مكونين دائرة وينظرون إلى الرجل الذي في الرمل. قام الثاني شرب واقفاً كأسه التي كانت ممتلئة ودون أن يقول كلمة واحدة مشى.. خطا متتبعاً خطوات الأول.. عندما ابتعد قليلاً تابعوه بنظراتهم رفعوا كؤوسهم: لنشرب نخب صاحبنا.. وضعوا كؤوسهم ثم ملأوها ونسوا صاحبهم الثاني.. كان بعضهم ينظر إلى البحر.. هناك في البعيد باخرتان قريبتان من بعضهما، يبدو كأنهما ستصطدمان بعد قليل، أو ربما هو وهم المسافات.. مر زمن آخر وكؤوس أخرى.. مساحة البحر ازدادت احمراراً.. كأنها النار ستشتعل في وسط المساحة الكبيرة.. لم يعد الأول ولا الثاني..ماذا في الأمر ؟ يجب أن أذهب لأرى ماذا في الأمر.. يجب أن نعرف.. صار الناس كثيرين هنالك حول الرجل الذي في الرمل.. قام واتجه نحو المجموعة الواقفة.. ملأوا الكؤوس مرة أخرى وشربوا نخبه.. نزل طير من طيور النورس البيضاء فوق صفحة الماء.. كان تاركاً نفسه للماء يحمله كأنه باخرة صغيرة بعد لحظات جاء طير آخر.. نزل بالقرب منه.. ثم ثالث.. وبعد دقائق قليلة صارت طيور النورس تكون على صفحة الماء أسطولاً حربياً كبيراً.. لم يرجع أحد.. كلهم وقفوا ينظرون إلى الرجل الذي في الرمل.. الشمس صارت أكبر، مس طرفها السفلي صفحة البحر.. كانت ترتجف من برودة الماء وهي تنزل هناك خلف الجماعة التي تقف حول الرجل الذي في الرمل.. قام أحد الثلاثة وذهب في اتجاه الجماعة وفي اتجاه الشمس.. عندما وصل ولم يرجع شرب الاثنان نخبه، ثم نظر كل منهما في وجه الآخر وقاما يتجهان نحو الجماعة التي تحيط بالرجل الذي في الرمل.. كان الرجل الذي في الرمل شاباً جميلاً، ممدداً على بطنه يتجه بوجهه جهة الشمس. كان يحمل في يده زجاجة بينما تقبض يده اليسرى على حفنة رمل.. وكانت عيناه هنالك بعيداً في أعماق البحر.. كان ميتاً.. أخذوا من يده الزجاجة، عادوا إلى أماكنهم، أحاطوا بالطاولة واقفين، صبوها في كؤوسهم، رفعوا الكؤوس إلى أعلى.. كانت صفحة البحر قد بدأت تميل إلى السواد.. وكانت الشمس قد غاصت في الأعماق، وشرب الجميع نخب الرجل الذي في الرمل..
كانوا ستة تظلهم زرقة البحر، ويغنيهم الموج ألحانه العذبة، وتنقلهم الكؤوس إلى الأعماق. كانوا مسافرين إلى بعيد..
نظر أحدهم من خلف الكأس، فتح عينيه جيداً: هناك في الرمل ماذا؟ قام من مكانه وضع كأسه على الطاولة وذهب، سكت الآخرون.. تابعوه بأعينهم.. ابتعد عنهم.. كان يمشي في تمايل، خطواته على الرمل كانت واضحة.. ناداه بعضهم.. لم يلتفت. واصل المشي في هدوء.. رفعوا كؤوسهم: في صحته.. شربوها دفعة واحدة..
المساء كان يضفي على الجو رونقاً وجمالاً.. الشمس برتقالة حمراء عملاقة نازلة نحو المساحة الممتدة التي بدأ يتبدل لونها من الزرقة إلى الصفرة الذهبية..
أبطأ في العودة، ماذا هنالك...؟ لماذا لم يعد؟ نظروا جميعاً، كان بعض الأطفال قد جاءوا يجرون نحو المكان.. بعض الكبار كانوا واقفين مكونين دائرة وينظرون إلى الرجل الذي في الرمل. قام الثاني شرب واقفاً كأسه التي كانت ممتلئة ودون أن يقول كلمة واحدة مشى.. خطا متتبعاً خطوات الأول.. عندما ابتعد قليلاً تابعوه بنظراتهم رفعوا كؤوسهم: لنشرب نخب صاحبنا..
وضعوا كؤوسهم ثم ملأوها ونسوا صاحبهم الثاني.. كان بعضهم ينظر إلى البحر.. هناك في البعيد باخرتان قريبتان من بعضهما، يبدو كأنهما ستصطدمان بعد قليل، أو ربما هو وهم المسافات..
مر زمن آخر وكؤوس أخرى.. مساحة البحر ازدادت احمراراً.. كأنها النار ستشتعل في وسط المساحة الكبيرة..
لم يعد الأول ولا الثاني..ماذا في الأمر ؟
يجب أن أذهب لأرى ماذا في الأمر.. يجب أن نعرف.. صار الناس كثيرين هنالك حول الرجل الذي في الرمل.. قام واتجه نحو المجموعة الواقفة.. ملأوا الكؤوس مرة أخرى وشربوا نخبه.. نزل طير من طيور النورس البيضاء فوق صفحة الماء.. كان تاركاً نفسه للماء يحمله كأنه باخرة صغيرة بعد لحظات جاء طير آخر.. نزل بالقرب منه.. ثم ثالث.. وبعد دقائق قليلة صارت طيور النورس تكون على صفحة الماء أسطولاً حربياً كبيراً..
لم يرجع أحد.. كلهم وقفوا ينظرون إلى الرجل الذي في الرمل.. الشمس صارت أكبر، مس طرفها السفلي صفحة البحر.. كانت ترتجف من برودة الماء وهي تنزل هناك خلف الجماعة التي تقف حول الرجل الذي في الرمل..
قام أحد الثلاثة وذهب في اتجاه الجماعة وفي اتجاه الشمس.. عندما وصل ولم يرجع شرب الاثنان نخبه، ثم نظر كل منهما في وجه الآخر وقاما يتجهان نحو الجماعة التي تحيط بالرجل الذي في الرمل..
كان الرجل الذي في الرمل شاباً جميلاً، ممدداً على بطنه يتجه بوجهه جهة الشمس. كان يحمل في يده زجاجة بينما تقبض يده اليسرى على حفنة رمل.. وكانت عيناه هنالك بعيداً في أعماق البحر.. كان ميتاً..
أخذوا من يده الزجاجة، عادوا إلى أماكنهم، أحاطوا بالطاولة واقفين، صبوها في كؤوسهم، رفعوا الكؤوس إلى أعلى.. كانت صفحة البحر قد بدأت تميل إلى السواد.. وكانت الشمس قد غاصت في الأعماق، وشرب الجميع نخب الرجل الذي في الرمل..