مرض لين العظام Rickets

الناقل : heba | المصدر : www.sehha.com

الشمس نعمة من الخالق
عندما تخترق أشعة الشمس المجال المحيط بالأرض فان طبقة الأزون تمتص الأشعة عالية الطاقة والتي من الممكن أن تضر أو تدمر الحياة على كوكبنا بينما تنفذ باقي الحزمة الإشعاعية للشمس حيث ينعكس 10% منها وتمتص الأرض النسبة الباقية . إن أشعة الشمس تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية Ultraviolet B Photon والتي تؤثر على الطبقة السطحية وتحت السطحية لجلد الإنسان لتولد فيتامين د3 أو D3 وذلك بمساعدة بروتينات خاصة وعادة ما تتم تلك العملية خلال مدة 1.5-2 يوم من تعرض الإنسان للشمس ، وكلما ازداد الإنسان عمرا كلما قلت مقدرة جسمه على توليد هذا الفيتامين .

التعرض لأشعة الشمس أساس

الوقاية من مرض لين العظام


وتلعب بعض العوامل الجغرافية مثل زاوية دوران الأرض حول الشمس أو الفصول أو موقع الدولة دورا هاما في كمية الأشعة فوق البنفسجية التي يتعرض لها السكان بتلك الدول وهو نظام يعرف علميا بنظام Solar Zenith Angle .

أهمية فيتامين د
إن فيتامين د3 المولد من جلد الإنسان أو المتوفر من مصادر غذائية عادة ما يمر بدورة حيوية في الجسم تلعب فيها الأمعاء والكبد والكليتين دورا مميزا لإنتاج مركب خاص من هذا الفيتامين يؤثر بصورة رئيسية على الصحة والكفاءة الوظيفية للعظام والأسنان والعضلات ويمكن تحديد أهمية فيتامين د3 في وظيفتين هما :

  1. يلعب دورا رئيسيا تنظيم مستوى أملاح الكالسيوم والفسفور في الدم وهي المعادن الرئيسية المكونة للعظام . يتم تنظيم مستوى هذه الأملاح في الدم عن طريق عمل فيتامين د على زيادة امتصاصها في من المواد الغذائية المهضومة بالأمعاء الدقيقة وتقليل إفرازها مع البول .

  2. يعمل على ترسيب الكالسيوم في العظام والأسنان . وبهذا يعمل على بناء العظام من خلال تحويل الأجزاء الغضروفية اللينة إلى أجزاء عظمية صلبة مما يسمح ببناء الهيكل العظمي

المصادر الغنية بفيتامين د
أهم مصادر الطبيعية لفيتامين ( د ) هو تصنيعه من الكولسترول في الجلد بعض تعرضه لأشعة الشمس فوق البنفسجية . وهناك مجموعة من المواد الغذائية الغنية بفيتامين ( د ) أهمها الحليب ومشتقاته كاللبن والجبن والقشدة والزبدة ويوجد أيضا في البيض وزيت السمك والكبد وأطعمة أخرى متعددة . ولكن المصادر الرئيسية لتزويد الجنين والطفل الرضيع بفيتامين ( د ) يمكن تلخيصها بالتالي:

  1. مخزون الأم الحامل أو المرضع من فيتامين د .

  2. محتوى حليب الأم المرضع من الفيتامين وهذا يرتبط ارتباطا مباشرا بمخزون جسمها من فيتامين د.

  3. التوليد الذاتي لفيتامين د من جلد الطفل وهي عملية ترتبط مباشرة بمدى كفاية تعرضه لأشعة الشمس .

  4. المصادر الغذائية والتي عادة ما لا يعتمد عليها في هذه المرحلة العمرية كمصدر لفيتامين د .

إن السبب الرئيسي لنقص فيتامين ( د ) هو قلة التعرض لأشعة الشمس بالإضافة إلى قلة تناول الأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين . ويتعرض الأشخاص ذو البشرة الداكنة لنقص فيتامين ( د ) أكثر من غيرهم لاحتياج البشرة لامتصاص كمية أكبر من أشعة الشمس لتكوين الفيتامين . كما يزداد شيوع المرض في المناطق الباردة الغير مشمسة ويتعرض الأطفال الخدج لأعراض مبكرة لأن الجزء الأكبر من تكوين عظام الجنين يتم في المرحلة الأخيرة من الحمل و لازدياد حاجتهم للتعويض نتيجة لسرعة النمو .

وهناك أسباب أخرى لمرض لين العظام نتيجة لخلل في وظيفة فيتامين ( د ) أو تصنيعه , منها أمراض الكبد أو الكلى المزمنة وحالات الإسهال المزمنة حالات خلل الامتصاص من الأمعاء الدقيقة , واستخدام بعض الأدوية لفترات طويلة كبعض الأدوية المستخدمة لعلاج حالات الصرع , وهرمون الغدة الجار الدرقية يساعد على تصنيع فيتامين ( د ) وقلة نشاط هذا الهرمون سبب رئيسي لنقص أملاح الكالسيوم , وهناك أمراض وراثية تؤثر على الكلى حيث ينتج عنها نقص نشاط الأنزيمات اللازمة لعمل فيتامين ( د ) أو عدم استطاعة الكلى على حفظ أملاح الفوسفات في الجسم .

آثار نقص فيتامين د الفسيولوجية والمرضية
إن نقص فيتامين د يؤدي بالنهاية إلى نقص في كالسيوم الدم وهذا بدوره يثير نشاط متزايد للغدد الجاردرقية والتي تفرز هرمونا يذيب كالسيوم العظام ويحوله إلى الدم وهكذا يختل التكلس الطبيعي للعظام وخاصة في مناطق النمو الرئيسية مما يؤدي إلى ليونتها وهشاشتها وتشوه أشكالها بالإضافة إلى الآثار الجانبية المترتبة على نقص الكالسيوم في وظائف العضلات والقلب والجهاز التنفسي والدم .

 


إذن فنقص فيتامين ( د ) يؤدي إلى إصابة الأطفال بمرض لين العظام Rickets بينما يؤدي إلى إصابة الكبار بمرض نخر العظام Osteomalacia وننوه هنا لخطأ الاعتقاد السائد بأن تناول الكالسيوم بكثرة من شأنه الحماية من الإصابة بتلك الأمراض بل إن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من المخاطر الصحية .


إن الجنين عادة ما يحصل على احتياجاته من فيتامين د من الأم الحامل عبر المشيمة حتى مع انخفاض أو نقص مخزون الأم من هذا الفيتامين غير أن ذلك يصبح متعذرا بالطبع في حالات النقص الشديد بمخزون الأم .

 

يزداد مرض لين العظام شيوعا في السنة الأولى والثانية من عمر الطفل وتظهر الأعراض بعد نقص فيتامين ( د ) لعدة أشهر . وتزداد شدة أعراض المرض مع تأخر علاج الحالة أو حسب مصاحبته لمسببات مرضية أخرى , وأهم أعراض المرض كما يلي :

 

  1. الرأس : رخاوة في المناطق المجاورة لمفاصل الجمجمة واستمرار اتساع منطقة اليافوخ مع ازدياد حجم الرأس وبروز الجبهة وتغير شكله الدائري , وتأخر أو عد ظهور الأسنان .
  2. الصدر : ظهور نتوءات على شكل مسبحة في أطراف الأضلاع في منطقة اتصالها بعظمة القفص مع بروز عظام الصدر إلى الأمام لتعطي شكلا شبيها بصدور الطيور ووجود تقعر في الجزء السفلي من الأضلاع على امتداد ارتباط الحاجز بجدار الصدر من الداخل .
  3. العمود الفقري : قد يتعرض العمود الفقري إلى انحناءات جانبية أو أمامية غير طبيعية .
  4. الحوض : يتأخر نمو عظام الحوض مع حدوث تشوهات متنوعة .
  5. الأطراف : تتضخم نهايات عظام الأطراف حول الرسغ و الكاحل مع وجود انحناءات في العظام الطويلة للأطراف العلوية والسفلية تظهر بشكل أوضح في تقوس السيقان أو تلامس الركبتين وقد تؤدي هذه التشوهات في العمود الفقري والأطراف السفلية إلى قصر القامة .
  6. الأربطة : تتعرض أربطة المفاصل إلى ارتخاءات و ليونة .
  7. العضلات : يؤدي هذا المرض إلى تأخر نمو العضلات وضعف عام يؤديان إلى تأخر النمو العضلي لدى الطفل بحيث يتأخر الطفل في الزحف والحبو والجلوس والوقوف والمشي , كما يؤكد نقص أملاح الكالسيوم إلى تقلصات عضلية وحالات تشنج متكررة .
  8. أعراض أخرى : نتيجة سوء التغذية تصاحب المرض أعراض أخرى كفقر الدم أو أمراض نقص الفيتامينات أو المواد الغذائية الأخرى كما تزداد نسبة الإصابة بالأمراض الصدرية .

ضعف العضلات ، بروز الجبهة ، تضخم نهايات العظام ، أورام عظمية غضروفية ، تقوس وتشوه بالعظام ..