هل ما يزال الحمار والبغل والحصان والجمل معترفاً بها كوسائط نقل وركوب ، في زمن شاع فيه المرسيدس والكاديلاك والتويوتا؟ وهل يعترف قانون السير على الطرق الأردني بهذه المخلوقات ، مثلما يعترف بالسيارة والدراجة والشاحنة والحافلة ؟ وهل يجب على راكب الحمار مثلاً أن يتقيد بالشواخص وبالتزام اليمين وبالإشارات الضوئية وغيرها مما يجب على سائق السيارة ان يتقيد به، وهل تتم معاملة وسائط الركوب من الحيوانات المختلفة بما يشبه معاملة المشاة ؟ وهل بات من الضروري أن يقرأ المواطن كراس التعليمات المرورية، وإن يدخل امتحاناً في دائرة ترخيص السواقين كي يتمكن من ركوب حمار، يربطه في أحد المواقف في الشميساني لحضور ندوة ثقافية؟ وما هو حكم راكبي الدواب إذا شوهد أحدهم ماشياً بعكس اتجاه السير، أو إذا قطع الشارع في أثناء إضاءة الأشارة باللون الأحمر؟ أعتقد أن أسئلة كهذه ينبغي أن تؤخذ بجدية كاملة، وليس بروح السخرية والفكاهة التي قد تظهر على سطحها ، فنحن ما نزال نرى مواطنين يستعينون بالدواب على نقل حوائجهم وعلى انتقالهم من مكان إلى مكان آخر، ولابد- والحال كذلك- من التفكير الجدي في الحكم القانوني لهذا اللون من ألوان "السير على الطرق"، خاصة أن الدواب أصبحت طرفاً ضعيفاً في أي حادث مرور يقع مع سيارة أو شاحنة أو مدحلة ، فمن يحميها ويحمي راكبيها من مخاطر الآخرين ممن يستخدمون الشارع؟ وأغلب الظن ، أن لدى الجهات المختصة أجوبة شافية عن كل هذه التساؤلات، وأغلب الظن أن لديها- على الأقل- وجهة نظر في مسألة كهذه ، يكون من النافع تعميمها ونشرها. وقد رجحت هذا الظن، بسبب بعض التفاصيل التي نشرت حول حادث السير الذي وقع بين رقيبي سير من جهة، ورجل يركب حمارا من جهة ثانية، مما أدى إلى وفاة الرجل ! وما نشر عن الحادث لم يذكر شيئاً عن الأوضاع الصحية للحمار ، لكنني أعتقد أنه في أحسن الأحوال تعرض لكسور ورضوض بالغة! إدارة السير المركزية أعدت" مخطط حادث"، أدانت فيه مراقبي السير الاثنين، اللذين تسببا في مصرع مواطن في شارع الاستقلال بعمان، وكانت الإدانة ناشئة عن مخالفة رقيب السير الأول لأولويات المرور، ومخالفة رقيب السير الثاني لقواعد التتابع. وهذا معناه ، أن قانون السير عامل المواطن الراكب على الحمار معاملة الماشي على رجليه، وللمشاة أولوية في المرور حسب القانون، وان كانت الأولوية عندنا حسب ما هي مطبقة للسيارات وليس للسابلة! والمفيد في هذا الخبر، أن القانون أخذ مجراه الواقعي، من غير التفاف عليه أو محاولة لتحميل المسؤولية للمواطن المتوفى، باعتبار أن إدانة الأحياء تعرقل حياتهم وتعيق أعمالهم، والمفيد كذلك، أن أدارة السير حملت المسؤولية لأثنين من رجالها العاملين لديها، وهذه بلا ريب سابقة تدحض ما يشاع من تواطؤ أبناء الهيئة الواحدة أو المؤسسة الواحدة بعضهم مع البعض، كنوع من الوقاية والحماية لأنفسهم. والمفيد في هذا الخبر أيضاً، أنه يعبر بصورة غير مباشرة عن حالة إيجابية من حالات سيادة القانون والتطبيق الديمقراطي. وقد فاتني أن أذكر ، ان رقيبي السير أصيبا بكسور ورضوض من جراء الاصطدام بجسم الحمار، وربما من جراء اصطدام أحدهما بالآخر، وأثناء اختلاط الحابل بالنابل، مما لم يشفع لهما أو يخفف من حجم الإدانة لهما! مع ذلك ، فإن الأسئلة آنفة الذكر ما تزال قائمة، لأن استخدام الدواب على قلته في عمان وضواحيها، ما يزال قائماً بشكل ملحوظ في مدن أخرى وفي أكثر القرى . وما تزال عندي رغبة حقيقية في معرفة الأجوبة، لأنني افترض أن رجلاً دخل إلى قاع المدينة وهو راكب جملاً، أو أن عروساً رغبت في الزفاف على هودج ، فماذا سيكون موقف رجال المرور: هل سيعتبرون ذلك معيقاً للسير، أم أنهم سيتعاملون مع الجمل على أنه واسطة نقل مثل السوزوكي، وسيتعاملون مع راكبه على أنه سائق؟
هل ما يزال الحمار والبغل والحصان والجمل معترفاً بها كوسائط نقل وركوب ، في زمن شاع فيه المرسيدس والكاديلاك والتويوتا؟ وهل يعترف قانون السير على الطرق الأردني بهذه المخلوقات ، مثلما يعترف بالسيارة والدراجة والشاحنة والحافلة ؟ وهل يجب على راكب الحمار مثلاً أن يتقيد بالشواخص وبالتزام اليمين وبالإشارات الضوئية وغيرها مما يجب على سائق السيارة ان يتقيد به، وهل تتم معاملة وسائط الركوب من الحيوانات المختلفة بما يشبه معاملة المشاة ؟ وهل بات من الضروري أن يقرأ المواطن كراس التعليمات المرورية، وإن يدخل امتحاناً في دائرة ترخيص السواقين كي يتمكن من ركوب حمار، يربطه في أحد المواقف في الشميساني لحضور ندوة ثقافية؟ وما هو حكم راكبي الدواب إذا شوهد أحدهم ماشياً بعكس اتجاه السير، أو إذا قطع الشارع في أثناء إضاءة الأشارة باللون الأحمر؟
أعتقد أن أسئلة كهذه ينبغي أن تؤخذ بجدية كاملة، وليس بروح السخرية والفكاهة التي قد تظهر على سطحها ، فنحن ما نزال نرى مواطنين يستعينون بالدواب على نقل حوائجهم وعلى انتقالهم من مكان إلى مكان آخر، ولابد- والحال كذلك- من التفكير الجدي في الحكم القانوني لهذا اللون من ألوان "السير على الطرق"، خاصة أن الدواب أصبحت طرفاً ضعيفاً في أي حادث مرور يقع مع سيارة أو شاحنة أو مدحلة ، فمن يحميها ويحمي راكبيها من مخاطر الآخرين ممن يستخدمون الشارع؟
وأغلب الظن ، أن لدى الجهات المختصة أجوبة شافية عن كل هذه التساؤلات، وأغلب الظن أن لديها- على الأقل- وجهة نظر في مسألة كهذه ، يكون من النافع تعميمها ونشرها.
وقد رجحت هذا الظن، بسبب بعض التفاصيل التي نشرت حول حادث السير الذي وقع بين رقيبي سير من جهة، ورجل يركب حمارا من جهة ثانية، مما أدى إلى وفاة الرجل ! وما نشر عن الحادث لم يذكر شيئاً عن الأوضاع الصحية للحمار ، لكنني أعتقد أنه في أحسن الأحوال تعرض لكسور ورضوض بالغة!
إدارة السير المركزية أعدت" مخطط حادث"، أدانت فيه مراقبي السير الاثنين، اللذين تسببا في مصرع مواطن في شارع الاستقلال بعمان، وكانت الإدانة ناشئة عن مخالفة رقيب السير الأول لأولويات المرور، ومخالفة رقيب السير الثاني لقواعد التتابع. وهذا معناه ، أن قانون السير عامل المواطن الراكب على الحمار معاملة الماشي على رجليه، وللمشاة أولوية في المرور حسب القانون، وان كانت الأولوية عندنا حسب ما هي مطبقة للسيارات وليس للسابلة!
والمفيد في هذا الخبر، أن القانون أخذ مجراه الواقعي، من غير التفاف عليه أو محاولة لتحميل المسؤولية للمواطن المتوفى، باعتبار أن إدانة الأحياء تعرقل حياتهم وتعيق أعمالهم، والمفيد كذلك، أن أدارة السير حملت المسؤولية لأثنين من رجالها العاملين لديها، وهذه بلا ريب سابقة تدحض ما يشاع من تواطؤ أبناء الهيئة الواحدة أو المؤسسة الواحدة بعضهم مع البعض، كنوع من الوقاية والحماية لأنفسهم. والمفيد في هذا الخبر أيضاً، أنه يعبر بصورة غير مباشرة عن حالة إيجابية من حالات سيادة القانون والتطبيق الديمقراطي. وقد فاتني أن أذكر ، ان رقيبي السير أصيبا بكسور ورضوض من جراء الاصطدام بجسم الحمار، وربما من جراء اصطدام أحدهما بالآخر، وأثناء اختلاط الحابل بالنابل، مما لم يشفع لهما أو يخفف من حجم الإدانة لهما!
مع ذلك ، فإن الأسئلة آنفة الذكر ما تزال قائمة، لأن استخدام الدواب على قلته في عمان وضواحيها، ما يزال قائماً بشكل ملحوظ في مدن أخرى وفي أكثر القرى . وما تزال عندي رغبة حقيقية في معرفة الأجوبة، لأنني افترض أن رجلاً دخل إلى قاع المدينة وهو راكب جملاً، أو أن عروساً رغبت في الزفاف على هودج ، فماذا سيكون موقف رجال المرور: هل سيعتبرون ذلك معيقاً للسير، أم أنهم سيتعاملون مع الجمل على أنه واسطة نقل مثل السوزوكي، وسيتعاملون مع راكبه على أنه سائق؟