قال الصحفي المصري وائل عباس صاحب مدونة "الوعي المصري" ومراسل وكالة الأنباء الألمانية في القاهرة إنه يتوقع اعتقاله في أي وقت بعد كشفه بالصور تحرش مئات الشباب بالفتيات والزوجات الذين تصادف وجودهم أمام دور السينما في وسط القاهرة أول أيام العيد، وهو ما أطلقت عليه بعض الأقلام الصحفية المصرية "السعار الجنسي". وكشف لـ"العربية.نت" أن هناك اتصالات هاتفية من مجهولين على منزله تسأل عن مقر عمله ولا يعرف القصد من وراء ذلك بالإضافة إلى مقال كتبه كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف اعتبره تحريضا للجهات الأمنية ضده، وكذلك تصريح لمسؤول أمني نشرته الأهرام يضعه في دائرة المساءلة القانونية. وأكد أنه شاهد حالات التحرش الجنسي حيث كانت أيدي الشباب الذين أصابهم هذا السعار تصل إلى أماكن العفة لأي فتاة أو امرأة حتى لو كانت بصحبة الأخ أو الزوج، ولم يفرق ذلك بين المحجبات وغير المحجبات، بل امتد إلى المنقبات أيضا دون أي تدخل أمني. وعن التشكيك في الصور التي التقطها، ببسبب عدم ظهور الفتيات المتحرش بهن قال وائل عباس: كنت أجلس على المقهى مع بعض أصدقائي فجاء من يخبرنا بما يحدث أمام سينما مترو. ذهبنا إلى هناك فوجدنا نوافذ السينما محطمة وقمنا بتصويرها، وبعد ذلك فوجئنا بأعداد ضخمة من الشباب تجري وراء شيء ما، ثم اكتشفنا أن الهدف هو أي بنت يتصادف مرورها أمامهم، فيقومون بمحاصرتها وعمل دائرة حولها، ثم يبدأ التحرش بها بلمسها أو شد يدها ونزع غطاء رأسها إذا كانت محجبة والوصول إلى مواضع العفة. سبب عدم ظهور الضحايا في صوره أضاف: "في هذه الحالة عندما أصور ما يحدث، فمن الصعب اختراق هذه الدائرة لتصوير البنت الضحية والتقاط ما يجري لها. كان لابد لي لكي أصور أن أكون خارج الدائرة وأرفع الكاميرا لأعلى فلا أتمكن من رؤية شاشتها وأوجه العدسة إلى مركز الدائرة المحيطة بالفتاة التي كان يحدث التدافع عليها والامساك بمواضع جسمها الحساسة، فكيف يمكن لي أن أصور هذه المشاهد أو أن التقط صورة لشخص يتحسس موضع عفة امرأة أو حتى يمسك صدرها.. هذا صعب، فحتى أفلام البورنو لابد للممثلين فيها أن يأخذوا أوضاعا مختلفة تساعد على تصويرها. واستطرد: من المعروف أن التحرش من الأفعال التي ترتكب بخفة ونذالة ومن ثم يصعب التقاطها، اضافة إلى أن الفتاة – كما قلت - تكون محاصرة بدائرة مكونة من عدد كبير من المتحرشين بها فلا تصل الكاميرا إليها. وواصل ووائل عباس: عدد الناس كان كبيرا جدا ما بين سينما مترو وسينما ميامي في شارع طلعت حرب، تستطيع أن تقول إنهم آلاف من البشر، ولكن لم يكونوا كلهم يتحرشون بالنساء، لكن الأغلبية منهم فعلت ذلك وهم الذين كانوا يتدافعون في تلك اللحظات، أما من كان يرى ذلك من المحترمين فيترك المكان فورا". امرأة ضحية كل دقيقتين وأضاف: لم يكن التحرش في مكان واحد، فمثلا ترى مجموعة في اليمين تتحرش بواحدة وأخرى في الشمال تفعل الشيء نفسه، ويتم التحرش بفتاة كل دقيقتين يتصادف مرورها. شخصيا رأيت في الفترة من التاسعة للعاشرة مساء ذلك اليوم تحرشات بعشر نساء. وقال عباس: لم يمنع ذلك أن تكون المرأة مع أبيها أو زوجها أو خطيبها أو شقيقها. كانت كل النساء هدفا لهؤلاء، دون تفرقة ما بين التي ترتدي لباسا مثيرا أو المنقبة والمحجبة، ولم يكن يشفع للواحدة منهن أن تكون أما مع أطفالها أو حاملا أو معها طفل رضيع. ويعتقد وائل عباس أن ردود الفعل الغاضبة مما نشره في مدونته "الوعي المصري" سببها استثارة عند البعض الذين رأوا أن ذلك يسيئ لسمعة مصر، ويرى أيضا أن الأمن استثير مما "طيره" عبر مدونته "الوعي المصري" عن تلك الأحداث، لأنه يثبت أنه "أهمل في حفظ الأمن للناس في العيد ومقصر وفاشل، فلو كان هناك أمن لهذا الهدف ما حدثت تلك التحرشات والانتهاكات". ويشير إلى أنه كان هناك تواجد أمني الغرض منه تأمين دور السينما والنجوم الذين حضروا العروض الأولى لأفلامهم، ولم يكن هدفه حفظ أمن الناس. التحرش بالفنانة علا غانم وعما إذا كان قد رأى واقعة تعرض الفنانة علا غانم للتحرش الجنسي قال إنه لم ير ذلك لكن بعض المدونين قاموا بتسجيله، كما أن مصور جريدة "الكرامة" بيتر الفريد - تصدر عن حزب الكرامة تحت التأسيس- التقط صورة لها أثناء التحرش بها، لكن الصورة لم تكن واضحة. ويستطرد: "علا قالت في برنامج القاهرة اليوم بقناة أوربت والذي يقدمه الصحفي عمرو أديب إنه جرى التحرش بها بالرغم من وجود عشرة حراس حولها لم يستطيعوا حمايتها". وكانت بعض المدونات على الإنترنت قد ذكرت أن بعض المتحرشين أمسكوا بصدرها. لماذا لم تصل بلاغات لأقسام الشرطة ويرى عباس أن عدم وصول بلاغات إلى أقسام الشرطة من الضحايا أمر طبيعي في مثل تلك الحالات التي تمس العرض والشرف "نحن مجتمع شرقي عربي مسلم، الناس فيه تغض الطرف عن الإبلاغ عن هذه الانتهاكات خصوصا إذا كانت تتعلق بسمعة وعفة البنت، كما أنها تخشى من غضب أسرتها عليها إذا أبلغتهم بذلك، وسيكون الوضع أسوأ لو ذهبت إلى قسم الشرطة وفتح محضر لبلاغها، فذلك بمثابة مصيبة لها". وقال وائل عباس: أثناء مداخلتي في برنامج تلفزيوني قال مسؤول أمني كبير للمذيعين اللذين يقدمان البرنامج: "لا تستضيفا أناسا متهمين في قضايا مماثلة تنال من الشرف والسمعة". أنا شخصيا ليست ضدي أية جنح أو قضايا سواء كانت تخص الشرف أو السمعة نهائيا، الحمد لله سجلي نظيف.. وقد كان غرض هذا المسؤول الايحاء لمشاهدي البرنامج بأنني مشبوه وغير محل ثقة، وهو على خلاف الواقع وكلامه بمثابة سب وقذف لي من هذا المسؤول.