؟اه ألم أجد شيئا غير زفافها أساعدها فيه؟ .. لم أجد جوابا آنذاك سوى أني أحمق؟ الحب تضحية

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : mari4460 | المصدر : forums.m7taj.com

لم أكن قد بلغت الثالثة عشر ربيعا حين لاحظت أني أراقبها كلما رأيتها، أتفرس فيها لا أدري لماذا، لم يكن يلزمني أكثر من سنة لأعلم أن ذلك يسمى حبا، كنا نخجل من بعضنا كثيرا، لا نتحدث إلا نادرا، لكن شيئا ما كان يجمعنا، كنا نتقاسم النظرات .. نظرات صامتة.:7:
كبُرت هي وكبرت أنا ودخلنا مرحلة المراهقة، لم نكن نرى بعضنا فهي محجبة تغطي وجهها، وأنا تربيت على ألا أنظر إلى النساء. لم أرها أو أحدثها مذ بلغنا، لكني كلما كبرت يوما أحسست بأن حبي يكبر. كانت تأتي لزيارتنا مع أهلها أحيانا .. وأحيانا نزورهم نحن، كنت أحس بحبها لي وهي تحس بحبي لها. حين تزورنا أخرج من البيت فتدخل هي غرفتي، كانت تتعمد أن تترك في درجي قطع حلوى، كانت ترتب كتبي وأوراقي، حياؤها يمنعها أن تكتب لي شيئا وأنا كذلك، كلما رأيت شيئا من أثرها ينتفض قلبي .. ومرت الأيام.:7:
وحين بلغت السابعة عشر، كان قد كبر عشقها في فؤادي حتى لم أعد أطيق له كتما، كنت أتساءل هل في الدنيا من يحب امرأة كحبي لها، أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، لم تكن تغيب عن بالي للحظة .. كم كنت أترنم بقول الشاعر .. علقت الهوى منها وليدا فلم يزل ** إلى اليوم ينمى حبها ويزيد ...:7:
ثم في أحد الأيام طرق مسمعي نبأ عقد قرانهاعلى أحدهم وما أقساه من خبر .. عافت نفسي الطعام .. لم أعد أميز بين ليل ونهار .. كنت أبكي بصمت .. قلبي يبكى دما وعيناي تبكي دمعا...
بعد عدة أيام .. سمعت بأنها بحاجة لشيء لحفل زفافها .. ولا أدري لماذا ذهبت انا لجلبه .. لم تكن تعلم أني أنا من جلبه .. كنت أبكي حرقة وأنا أجلبه لها .. أحسست بأني أحبها وأكرهها في آن واحد .. أحسست بأني أحمق البشر .. لماذا أساعدها وقد قتلتني؟ .. ألم أجد شيئا غير زفافها أساعدها فيه؟ .. لم أجد جوابا آنذاك سوى أني أحمق ...:7:
واليوم مضت سنوات على زواجها .. مازلت أحبها وأعشقها .. اليوم فقط أدرك أني أحبها .. اليوم فقط أدرك جواب تساؤلي منذ سنين لم ساعدتها .. ساعدتها لأني أحببتها أكثر من نفسي .. ساعدتها وقتلت نفسي دون أن تعلم .. دون أدنى شكر منها .. فقط لأني أحبها .. اليوم فقط تيقنت من أني أحببتها...
:7::7:
الحب تضحية .. الحب تضحية .. الحب تضحية .. هذه فلسفة الحب